Skip to main content

تمهيد

هَذِهِ النُّسْخَة مِنَ الكِتابِ المُقدَّس هي وَلِيدَةُ قناعةٍ مُتزَايدَةٍ لدَى الكَاتِب، القس الدكتور رمزي خمَار، خِلالَ سِنين طَويلَة قَضاَها في الدَّرسِ والتأمُّلِ بِكَلِمَةِ اللهِ، بأنَّ هناكَ الكثير من المعلوماتِ الكِتابيَّةِ التي إستَقَاها من الأسفَارِ المُقَدَّسَة، أصبَحَت مَرغُوبًا بِها وينبَغي إعلانُها.

ولقد أصبَحَت الموادُ التي يجب أن تُجمَعَ معًا لتسهيلِ الدَّرسِ والاستِعمَالِ الذَّكِيِّ لِكَلِمَةِ الله، واضحةً تدريجيًا عنده. هذه المعلومات جَمَعَها مع معلوماتٍ أُخرى كثيرة، من مُعَلِّمِين رُوحِيِّينَ كبَار، مُتَعَمِّقِين في حياةِ الإيمَانِ والدَّرسِ والتَّعليمِ المَسِيحِيِّ الحَقّ، ووَضَعَها جَمِيعَها في هَذا النِّتاج.

بعضُ مُمَيٍّزَات هذه النُّسخَة من الكِتاب المقدس بشَوَاهِدِها ومَرَاجِعِهَا وشُرُوحَاتِها، مُدرَجَةٌ أدنَاهُ بالتَّتالي بِحَسَبِ أهمِّيَّتِهَا:

1. التَّرجَمَةُ العَرَبِيَّةُ للنَّصّ هي ترجَمَةُ Cornelius Van Dyke. النُّصُوص الأصلِيَّة العبرانية والسريانية واليونانية المُعتَمَدَةُ هي تلك التي جَمَعَها الروحُ القدس بواسطة العَلاَّمَة والباحِثُ المُخلِص Desiderius Erasmus.

2. الكتاب المقدس هنا مُزَوَّدٌ بتقاسيم مَوضوعية لتُنيرَ للإنسان الصُّورَةَ الكاملة التي يُعَالِجُها النَّصّ. وهذه التقاسيم لا تتداخل في تقسيمات الكتاب المقدس الأساسية. فتقسيماتُ الكتاب المقدس إلى أسفار وإصحاحات وأعداد هي مُرَتَّبَةٌ من الله، ولها أهداف ذات أبعَاد رُوحية أعمَق بكثِير مِن أن يُمكِن أن يُدرِكَها الإنسان. لذلك يجب ألاَّ يَظُنَّ القارئُ أن تقسيماتِ هذا الكتاب هي مُوحَى بِهَا مِنَ الله.

3. في هذا الكتاب التواريخ الزمنية التِي تَرجِعُ لما قبل سنة 2000 ق.م. هي غير مُعطَاة، بسببِ النَّقصِ فِي الثوابتِ التاريخيَّة للأدِلَّةِ الكِتابيَّة. أمَّا الأدلة التاريخية ما بين 2000 ق.م. و1000 ق.م. فَهِيَ تقريبيَّة. ولكنَّ كلَّ التواريخ من سنة 1000 ق.م. وصاعِدًا فهي أكيدة.

4. تُشِيرُ الخانَة على الهامِشِ الذي عن يَمِينِ النَّصّ إلى مَقاطِعَ كِتابِيَّة أخرى، إمًَّا لِكَونِها تدعمُ العقيدة التي يُعَالِجُها السِّفر، أو لِكَونِها تُساعِدُ في تفسير سفر آخر. وتَحتَوِي خَانَةُ الهَامِشِ أيضا على تفسِيرَاتٍ لبعض مُفرَدَاتِ النَّصّ.

5. الشُّرُوحَاتُ فِي أسفلِ كُلِّ صَفحَةٍ تُسَاعِدُ على فَهمِ النَّصّ حَيثُ تدعُو الحاجَة.

6. المواثيقُ الكُبرى التي وَضَعها الله، فيما يختصُّ بحياة الإنسان على الأرض وفدائِه والتي يتَمَحوَرُ حولهَا الكتابُ المُقدَّس بأكملِه، نَجِدُها هنا مُحَلَّلَةً، وعلاقَتها ببعضها البعض وبالمسيح مُوَضَّحَةً.

7. العهودُ أيضًا نَجِدُها مُمَيَّزَةً ومُظهَرَةً، وتُدرِجُ معاملاتِ الله مع البشرية كافة، حيثُ يَختَبِرُ اللهُ في كُلِّ عَهدٍ مَدَى طاعة الإنسان لهُ، وبناءً على النتيجة لذلك العهد يُدخِلُ اللهُ الإنسانَ في عهد جديد، ليُدَرِّبَهُ مرةً أخرى في طاعة البر الذي في يسوع المسيح.

تعمدَ الكاتبُ أن يكونَ هذا الكتابُ وسيلةً لخدمة عبيد الرب يسوع !


الكتاب المُقدَّس

يَحتوي على فِكرِ اللهِ وحالةِ الإنسَان

طريق الخَلاص، مَصِير الخُطاة، وسَعَادَة المُؤمِنِين

عقائدُهُ مُقدَّسة، مبادِئُهُ حَتمِيَّة، تاريخُهُ صَادِق، وقرَارَاتُهُ ثابتة

اِقرَأهُ لِتَصيرَ حَكيمًا، آمِنْ بِهِ لِتَخْلُصَ، مَارِسْهُ لتتقدَّسَ

هُوَ نُورٌ ليُرشِدَك، طعامٌ ليسنُدَك، وتَعزِيَة ليُفرِحَك

إنَّهُ خَريطةُ المُسَافِر وبُوصلةُ المَلاﱠح

إنهُ مِيثاقُ المَسِيحِيّ وسَيفُ الجُنديّ

فيه يُستَرجَعُ الفردَوس، ُتفتَحُ أبوابُ السَّمَاء، وُتغلَقُ أبوَابُ جَهَنَّم

المسيحُ مَوضُوعُهُ الرَّئِيسِيّ، الخَيرُ هَدَفُهُ، ومَجدُ اللهِ غَايَتُهُ

اِقرَأهُ بِبطءٍ، اِقرَأْهُ بتَمَعُّنٍ، اِقرَأهُ بِخُشُوع

فيهِ مَنجَمُ غِنَى، نَبعُ فَرَح، ونَهرُ مَجد

إنه يُكَافِئُ مَن يتمسَّكُ بِه، ويَدِينُ مَن يَستَهتِرُ به

إنَّهُ كِتَابُ إعلانِ الله لَنَا


كِتَابُ الكُتُب

"مَولُودٌ في الشَّرقِ الأَوسَط ومُلَبَّسٌ بِزِيٍّ وخَيَالٍ شَرقِيَّين، يَسلكُ الكتابُ المُقَدَّسُ طُرُقَ العالمِ كُلِّهِ بأقدامٍ أليفة، ويَدخُلُ بلدًا بعدَ بلدٍ ليجِدَ خاصَّتَهُ في كُلِّ مَكَان. لقد عَرَفَ أن يَتَكَلَّمَ بِمِئَاتِ اللُّغَات لِقُلُوبِ النَّاس. فَهو يدخُلُ إلى قَصر السلطان ليخبِرَهُ بأنَّهُ عَبدٌ لله العلي، وإلى كُوخِ الفَلاَّح ليؤكِّدَ لَهُ أنه طِفلٌ أو وَلدٌ لله. لَدَيهِ كلمةُ سلامٍ لساعةِ الخطر، وكلمة تعزية لساعة المصيبة، وكلمة نور لساعة الظلمة. تُكرَّرُ شهاداتُهُ باستِمرَار في مَجَامِعِ الشَّعب، وتُهمَسُ حِكَمُهُ في الآذَانِ المُستَوحِدَة. الشرِّيرُ والمُتَكَبِّرُ يرتجفانِ أمامَ تهديده، وأمَّا للمجروح والتائب فَله حَنَانُ صوت الأم. البيئةُ والأرض المستوحِدَة فَرِحَتَا بِهِ، وأَنَارَت النَّارُ المُوقَدَةُ صَفَحَاتِه العتيقة. لقد حَبَكَ نَفسَهُ فِي صَمِيمِ أَعَزِّ أحلامِنَا، حتى أن الحُبَّ، الصَّدَاقَةَ، العطفَ، الإخلاصَ، الذِّكرَى والأمَل تَتَزَيَّنُ جَميعًا بِكُنُوزِ أقوالِهِ الجميلة، مُتَنَفِّسَةً بِنَفَسِ المُرِّ واللُّبَان." – الكَاتِبُ غَيرُ مَعرُوف -.


أهَمِّيَّةُ الكتابِ المقدس

الكتابُ المقدس هو أكثرُ كتابٍ واجَهَ عَدَاءً من بين جميع الكتب التي كُتِبَت على الإطلاق. لقد هُوجِمَ بشكل لم يُهَاجَمْ بِه أيُّ كِتَابٍ آخر، مع أنه خَدَمَ ولا يَزَالُ يَخدُمُ حَاجَاتِ المَلايين والملايين منَ النَّاس حول العالم. لذلكَ فإنَّ كتابًا كهذا يستحِقُّ كُلَّ إعتِبَارٍ وإهتِمام من قِبَلِ الرِّجَالِ والنِّساء في كُلِّ عَصر.

طَلَبَ أحدُ الأشخاص وهُوَ على فِرَاشِ مَوتِهِ مِن أَحَدِ زائِرِيهِ قائِلاً: "إقرَأْ لي منَ الكِتَاب". فأجابَه الضَّيفُ مُتَحَيِّرًا فِي مَكتبتِهِ العَظِيمة: "من أي كتاب؟" أجابَهُ المُحتَضِر: "كيف تسأل هكذا سؤال؟ إنَّمَا هناك كتابٌ واحد. أَحضِرْ الكِتَابَ المقدس!"

جاءَ أحدُ الأُمرَاء الإفرِيقِيِّين لِزِيَارَةِ إنجِلترَا، وعندما عُرِّفَ إلى الملكة فكتوريا، سألَها سؤالاً حَيويَّا جدًّا: "ما هو سِرُّ عَظَمَة إنجِلترَا؟" فأمرَت المَلكةُ وقدَّمت له نُسخَةً مِنَ الكتاب المقدس، مُغَلَّفَةً بغلاف جميل ومُرفَقَةً بالجُملَةِ التالية: هذا هو سِرُّ عَظَمَة إنجلترا. إنجلترا صَنَعَتِ الكِتَابَ المُقَدَّس، والكتابُ المقدس صنع بريطانيا العُظمَى. (فالكِتَابُ المُقدَّسُ تُرجِمَ مِنَ اللُّغَاتِ الأصلية التي جُمِعَت في إنجلترا سنة 1611).

قالَ أَحَدُ كِبَار العُلَمَاء في القَرنِ التَّاسِع عَشَر مُستَهجِنًا: "ولكن لماذا يَضِلُّ النَّاسُ عِندَمَا يَكُونُ لَدَيهِم الكتابُ المُبَارَك (الكتاب المقدس) ليُرشِدَهُم؟"

قالَ أحَدُ كِبَارِ رُؤَسَاءِ الجُمهُورِيَّات في أمريكا (الولايات المتحدة الأمريكية) عَنِ الكتاب المقدس: "لقد كُنتُ أقول دَائِمَا وسوف أقول دائمًا، أن المُثَابرةَ على درسِ الكتاب المقدس تصنعُ مواطنين أفضل، أزواجًا أفضل، وآباءَ أفضل."


فَرَادَةُ الكتابُ"المُقَدَّسُ

الكتابُ المقدس هو كتابٌ غَير إعتِيادِيّ على أكثَرِ من وَجه. فَهُوَ مثلاً كتابٌ مُزدَوِجُ التأليف. بكلماتٍ أخرى، اللهُ هو مُؤلِّفُ الكتَاب المقدس، وبمَنطِقٍ آخَر الإنسانُ هُوَ واضِعُ الكِتَابِ المُقَدَّس. وبالحقيقة، لقد ساهَمَ حوالي 40 كاتبًا على مدى 1500 سنة بِكِتابَةِ الكتاب المقدس. بعضُ هؤلاء الكُتَّاب لَم يكُونُوا قد سَمِعُوا إطلاقا ببعضهم الآخر، ومع هذا كتبوا دُونَ أن يكونَ هناك أيُّ تضارب في الكتابات، بل بالأحرى كَمَّلُوا بعضُهُم البَعض على غَيرِ دِرايَةٍ منهُم. رُبَّما إلتَقَى اثنان أو ثلاثةٌ منهم مع بعضهم البعض، ولكن الباقِين لم يكونوا يعرفون بعضهم البعض. ومع هذا فقد قدَّمُوا كتابًا عَجيبًا في إستِمرارِيَّتِهِ، عَظِيمًا في فَرَادَتِهِ، نَقِيًّا في عِصمَتِهِ عَن أي خطأ. كلُّ كاتب عبَّرَ عن مشاعره في جِيلِهِ. كلٌّ منهم كانَ له مَجدُهُ ونَهجهُ، وأيضًا كلٌ منهم كانَت لهُ أخطاؤُهُ. كانت لموسى أخطاؤُهُ، ولكن حينما كان يكتبُ الناموس، ولسببٍ عجيب، لم يقع في أي خطأ! فالكتابُ المُقدَّسُ إذًا هُوَ كِتابُ الله، وهُوَ كتابٌ تأثَّرَ بشخصيَّةِ كاتِبِه.

الكتابُ المُقدَّس هُوَ كتابُ الله. استخدَمَ فيهِ اللهُ حوالي 2500 مرةً تعابيرَ مِثل: " قال الله ...، قال الرب ...، هكذا يقول الرب ... " أو ما شابه. فلقَد أوضَحَ اللهُ بِشَكلٍ جَلِيّ بأنه هو نفسُه المتكلِّمُ عَبرَ هذا الكتاب. إنه كاتبٌ قادِرٌ أن يضعَكَ مَوضِعَ اتِّصالٍ مَعَ الحياةِ الأبدية: " في البَدءِ كانَ الكلِمَة، والكلمةُ كانَ عِندَ الله، وكانَ الكلمةُ الله". تستطيع أيضا أن تُصبِحَ إبنًا لله، مولودًا لا مِن زَرعٍ يفنى بل مِمَّا لا يفنى، وذلك بكلمةِ الله الحَيَّة البَاقِيَة إلى الأبَد. إنَّهُ وَسِيلَة اتِّصَالِ الله مع الإنسان.

الكتابُ المُقدَّس هو سَمَاوِيٌّ وبَشَرِيٌّ في آنٍ. إنَّهُ مِثلُ الربِّ الذي مَشَى هُنا على الأرض وتَعِبَ واسترَاحَ عِندَ البِئر، وهو في الوقت نفسِهِ اللهُ المُعطِي لِلمُتعَبِ قُوَّةً. مع أنه وهو الله هو الإنسان أيضًا، فَوَهُوَ الإنسان هو الله أيضًا. فهو الذي تجسَّدَ ليكونَ اللهَ المَنظُور للعَين البشرية المُجَرَّدَة، والذي رَآهُ فقد رأى الآب. الكتابُ المُقَدَّس هو كِتَابُ اللهِ للبَشَر.

ليس فقط أن الروحَ القدس كَتَبَ أسفارَ الكِتابِ المُقدَّس، ولكنَّ الروحَ القُدُس أيضًا هُو مَنْ جَمَعَ هذه الأسفار: " فَتِّشُوا فِي سِفْرِ الرَّبِّ وَاقْرَأُوا. وَاحِدَةٌ مِنْ هَذِهِ لاَ تُفْقَدُ. لاَ يُغَادِرُ شَيْءٌ صَاحِبَهُ لأَنَّ فَمَهُ هُوَ قَدْ أَمَرَ وَرُوحَهُ هُوَ جَمَعَهَا." (إش 16:34). ودلالَة على ذلكَ هُوَ وُجُود تسلسُل مَنطِقِيّ، رُوحِيّ، وفِكرِيّ في ترتيبِ أسفار الكتاب المقدس، من سِفرِ التَّكوين حتى سِفرِ الرُّؤيا.

" الكتاب المقدس هو ذلكَ المَمشَى بَينَ الأبديَّتَين، الذي يتمشَّى فيه مسيحُ الله. خطواتُهُ غير المَرئِيَّة تُعطِي صَدَاهَا في العَهدِ القدِيم، ولكِنَّنَا نُقابلُهُ وَجهًا لِوَجهٍ في فُسحَةِ عَرشِ العَهدِ الجَدِيد ... يُختَصَرُ العهدُ القديم في كلمة المسيح، ويُختَصَرُ العهدُ الجديد في كلمة يسوع، وخُلاصَةُ الكِتابِ المُقدَّس كلهُ هُوَ أنَّ يَسُوعَ هُوَ المَسِيح".


ظرَةٌ عَامَّة عَلى الكِتابِ المُقدَّس

الكتابُ المُقدَّس هُوَ الكِتابُ الأوسَعُ انتِشارًا في العالم، وهُوَ في الحال يتحدَّى الإنسانَ بأن يعرفَ شيئًا عنه. حتى الإنسان غَير المُؤمِن يَعترِفُ بسُلطانِ الكِتابِ المُقدَّس، لدرَجَةِ أنَّهُ يَشعُرُ بأنَّهُ مِنَ الغبَاءِ أن يَظلَّ فِي جَهلٍ لِمَا يَحويهِ هَذا الكِتاب.

والأكثرُ من هذا، فإنَّ مُعظمَ المُؤمِنين المُخلِصين يَستَعفُونَ سَريعًا مِن أيَّةِ مُحَاوَلةٍ للتَّمَكُّنِ مِن مُحتوَيَاتِ الكِتابِ المُقدَّس، والسَّبَبُ في ذلك بسيط، إذ لا يُمكِنُ فَهم أيَّ مقطع مُعَيَّن دون تَكوِين فِكرَة واضِحَة عَن مَوقِعِهِ بالنِّسبَةِ للكُلّ. لأنَّ قِصةَ ورسالة الكتاب المقدس هي مثل صُورَة فُسَيفِساء مَصنُوعَة مِن حِجَارَةِ المُوزَاييك: كُلُّ سِفرٍ، كُلُّ إصحَاحٍ، كُلُّ عَدَد، وكُلُّ كَلِمَة لها مكانها المُهمّ في الصُّورَةِ الكَامِلَة.

لِذلكَ، لا غِنَى عَن تَكوِينِ صُورَةٍ عامَّة تَكُونُ بِحَوزَةِ قارِئِ الكِتاب المُقدَّس أوَّلاً، إذا أرادَ أن يَقُومَ بِدرسٍ مشوِّقٍ ومُثمِرٍ لِكَلِمَةِ الله.

1. الكتاب المقدس هو كتابٌ واحدٌ، تشهد سبعُ علاماتٍ كبرى فيهِ لوحدَتِهِ المُتَمَاسِكة:

‌أ- يَشهَدُ الكِتَاب المقدس ابتداءً من التكوين عن الإله الواحد. وأينما يقولُ اللهُ أو يفعلُ شيئًا، يبدُو بانسجام تامٍّ مع ما يُظهِرُهُ الكِتابُ لنا بأنه هو.

‌ب- يَروِي الكتابُ المُقدَّسُ قِصَّةً مُتسلسِلةً واحِدَة – قصة الجنس البشري في علاقته مع الله.

‌ج- يُعلِنُ الكِتَابُ المُقَدَّسُ سَلَفًا أشياءَ غَير مُتَوقَّعَة بأنَّها سوف تحدث، وبعد آلاف السنين أثبت الزمن صدقَ إعلانِ الكِتاب عن هذه الحوادث.

‌د- تُعلَنُ حقائقُ الكِتَابِ المقدس تدريجيًّا. ليس من حقيقة واحدة مُعلَنَة دفعة واحدة في مَقطعٍ واحِد، وأيضا ليس من حقيقة كتابية موجودة في مقطع واحد فقط. تكلَّمَ كُتَّابٌ مُختلِفُون لأسفارِ الكِتابِ المُقدَّس المُتَنَوِّعَة، عن هذه الحقائق في أزمنة وأوقات مختلفة، دون أن يَدرُوا بأنَّهُم يُكَمِّلُونَ مَعلومَاتِ بَعضِهِم البَعض.

‌ه- يشهدُ الكتابُ المقدس من البداية إلى النهاية لفداءٍ واحد.

‌و- يعالجُ الكتاب المقدس من أوَّلِهِ إلى آخِرِهِ موضوعًا واحدًا – شَخص المَسِيح وعَمَل يَسُوع.

‌ز- أخيرا، أربعُونَ شخصا كَتبوا الكتاب المقدس خلال خمسةٍ وعشرين قرنا، وكانت كتاباتُهم مُنسَجِمَةً تمامًا معَ بَعضِها البَعض بروحٍ واحِد، في كلِّ الحَقائِق التِي كشَفُوا عَنهَا تدريجيًّا. هذه الحقائق هي إثباتٌ كَافٍ لِكُلِّ مُخلِصٍ بِأَنَّ الكِتَابَ المُقَدَّسَ هو تأليف شخص الروح القدس.

2. الكتاب المقدس هو كِتَابُ الكُتُب. سِتَّةٌ وستون سِفرًا تُكَوِّنُ كتابًا واحدًا. بالنسبة للكتاب المقدس كَكُلّ فإنَّ كُلَّ سِفرٍ يُمَثِّلُ مُجَلَّدًا في الكتاب، وأيضا كل سِفرٍ هو كتابٌ كامِلٌ ذو هدف مستقلّ عمَّا قبلَهُ وعَمَّا بعدَهُ في المَوضُوع والمضمون والنص والتحليل. كلُّ سِفرٍ أو كتابٍ من الستة والستين سِفرًا هو بمُفردهِ ركيزةٌ أساسيةٌ من ركائزِ الكتاب المقدس، بِمَعزِلٍ عن بَقِيَّةِ الأسفَار.

إنَّ العَهدَ القديم هُوَ التحضِيرُ للمَسيح، أمَّا في العهد الجديد فإنَّ المسيحَ يتجسَّدُ فرديًّا في الأناجيل، ثم في أعمال الرسل يتجسَّدُ في العالم وفي الكنيسة، وفي رسائل بولس نرى نعمة المسيح، وفي باقي الرسائل نرى الصراع اللاهوتي في تفسِيرَ التجَسُّد، وفي رؤيا يوحنا اللاهوتي نرى النهاية.

3. يخبرُ الكتاب المقدس قصة الجنس البشري. مع خلق آدم بدأ الله يتعامل معه ومع نسله (تك 1:1 و تك 32:5). زاغ نسله فاختار منه نوحًا وتابع التعامل معه (تك 1:6 و تك32:11). زاغ نسله فاختار منه أبرام وجعله أب لنسلين: 1- إسرائيل (تك 1:12 و أع 26:1) و2- الكنيسة (أع 1:2 و رؤ 22:3). ثم جمع النسلين معا إسرائيل زوجة الله والكنيسة عروس المسيح في عائلة مقدسة سماوية تحيا أمامه إلى الأبد (رؤ 21 و22).

  • عدد الزيارات: 80784