Skip to main content

الأصحاح الثامن

من الطوفان إلى برج بابل (تك 1:8 – 9:11) 

1- أ- تك 29:19.

2- ب- حرفيا نوافذ الطوفان.

4- ت- اسم بلد أرميني، كما مذكور في أش 38:37.

(7) الطوفان يهدأ

1ثُمَّ ذَكَرَأ اللهُ نُوحاً وَكُلَّ الْوُحُوشِ وَكُلَّ الْبَهَائِمِ الَّتِي مَعَهُ فِي الْفُلْكِ. وَأَجَازَ اللهُ رِيحاً عَلَى الأَرْضِ فَهَدَأَتِ الْمِيَاهُ. 2وَانْسَدَّتْ يَنَابِيعُ الْغَمْرِ وَطَاقَاتُب السَّمَاءِ فَامْتَنَعَ1 الْمَطَرُ مِنَ السَّمَاءِ. 3وَرَجَعَتِ الْمِيَاهُ عَنِ الأَرْضِ رُجُوعاً مُتَوَالِياً. وَبَعْدَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ يَوْماً نَقَصَتِ الْمِيَاهُ 4وَاسْتَقَرَّ2 الْفُلْكُ فِي الشَّهْرِ السَّابِعِ فِي الْيَوْمِ السَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ عَلَى جِبَالِ أَرَارَاطَ.ت 5وَكَانَتِ الْمِيَاهُ تَنْقُصُ نَقْصاً مُتَوَالِياً إِلَى الشَّهْرِ الْعَاشِرِ. وَفِي الْعَاشِرِ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ ظَهَرَتْ رُؤُوسُ الْجِبَالِ. 6وَحَدَثَ مِنْ بَعْدِ أَرْبَعِينَ يَوْماً أَنَّ نُوحاً فَتَحَ طَاقَةَ الْفُلْكِ الَّتِي كَانَ قَدْ عَمِلَهَا 7وَأَرْسَلَ الْغُرَابَ فَخَرَجَ مُتَرَدِّداً حَتَّى نَشِفَتِ الْمِيَاهُ عَنِ الأَرْضِ. 8ثُمَّ أَرْسَلَ الْحَمَامَةَ مِنْ عِنْدِهِ لِيَرَى هَلْ قَلَّتِ الْمِيَاهُ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ 9فَلَمْ تَجِدِ الْحَمَامَةُ مَقَرّاً لِرِجْلِهَا فَرَجَعَتْ إِلَيْهِ إِلَى الْفُلْكِ لأَنَّ مِيَاهاً كَانَتْ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ. فَمَدَّ يَدَهُ وَأَخَذَهَا وَأَدْخَلَهَا عِنْدَهُ إِلَى الْفُلْكِ. 10فَلَبِثَ أَيْضاً سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَادَ فَأَرْسَلَ الْحَمَامَةَ مِنَ الْفُلْكِ 11فَأَتَتْ إِلَيْهِ الْحَمَامَةُ عِنْدَ الْمَسَاءِ وَإِذَا وَرَقَةُ زَيْتُونٍ3 خَضْرَاءُ فِي فَمِهَا. فَعَلِمَ نُوحٌ أَنَّ الْمِيَاهَ قَدْ قَلَّتْ عَنِ الأَرْضِ. 12فَلَبِثَ أَيْضاً سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخَرَ وَأَرْسَلَ الْحَمَامَةَ فَلَمْ تَعُدْ تَرْجِعُ إِلَيْهِ أَيْضاً. 13وَكَانَ فِي السَّنَةِ الْوَاحِدَةِ وَالسِّتِّ مِئَةٍ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ أَنَّ الْمِيَاهَ نَشِفَتْ عَنِ الأَرْضِ. فَكَشَفَ نُوحٌ الْغِطَاءَ عَنِ الْفُلْكِ وَنَظَرَ فَإِذَا وَجْهُ الأَرْضِ قَدْ نَشِفَ. 14وَفِي الشَّهْرِ الثَّانِي فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ4 مِنَ الشَّهْرِ جَفَّتِ5 الأَرْضُ. 15وكَلَّمَ6 اللهُ نُوحاً قائِلاً: 16«اخْرُجْ مِنَ الْفُلْكِ أَنْتَ وَامْرَأَتُكَ وَبَنُوكَ وَنِسَاءُ بَنِيكَ مَعَكَ.

 

17وَكُلَّ الْحَيَوَانَاتِ الَّتِي مَعَكَ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ: الطُّيُورِ وَالْبَهَائِمِ وَكُلَّ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدُبُّ عَلَى الأَرْضِ أَخْرِجْهَا مَعَكَ. وَلْتَتَوَالَدْ فِي الأَرْضِ وَتُثْمِرْ وَتَكْثُرْ عَلَى الأَرْضِ». 18فَخَرَجَ نُوحٌ7 وَبَنُوهُ وَامْرَأَتُهُ وَنِسَاءُ بَنِيهِ مَعَهُ. 19وَكُلُّ الْحَيَوَانَاتِ وَكُلُّ الطُّيُورِ كُلُّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ كَأَنْوَاعِهَا خَرَجَتْ مِنَ الْفُلْكِ.

20- أ- تك 7:12.

20- ب- الذبيحة (رمزيا): في عدد 20. تك 7:12 (تك 15:3؛ عب 18:10).

21- ت- خر 18،25:29.

21- ث- إش 9:45.

21- ج- إر 9:17؛ رو 21:1.

21- ح- تك 11،15:9.

22- خ- مز 17:74.

العَهدُ الثالث: الحُكمُ البَشَرِيّ (تك 20:8 – 9:11)

20وَبَنَى8 نُوحٌ مَذْبَحاًأ لِلرَّبِّ. وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَمِنْ كُلِّ الطُّيُورِ الطَّاهِرَةِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍب عَلَى الْمَذْبَحِ 21فَتَنَسَّمَت الرَّبُّ رَائِحَةَ الرِّضَا. وَقَالَ الرَّبُّ فِي قَلْبِهِ: «لاَ أَعُودُ أَلْعَنُث الأَرْضَ أَيْضاً مِنْ أَجْلِ الإِنْسَانِ لأَنَّ تَصَوُّرَج قَلْبِ الإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ. وَلاَ أَعُودُح أَيْضاً أُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ. 22مُدَّةَ كُلِّ أَيَّامِ الأَرْضِ زَرْعٌ وَحَصَادٌ وَبَرْدٌ وَحَرٌّ وَصَيْفٌخ وَشِتَاءٌ وَنَهَارٌ وَلَيْلٌ لاَ تَزَالُ».

المراجع

1 (2:8)- (أي 5:42) يجب أن تكون عَظَمَةُ صَنَائِعِ الله رادِعاً كافِيَاً لنا للتوبة عن حياة الخطية.

2 (4:8)- استقرَّ الفُلكُ عَلى اليابسةِ بعدَ 74 يوماً مِن انتهاء الـ 150 يوماً.

3 (11:8)- الحمامةُ من تِلقَاءِ نفسِها لا تلتقِطُ ورقَةَ زَيتُون بسبب مُرَّارتها ولكن هنا نرى تدخل إلهي.

4 (14:8)- ابتدأ الطوفانُ في السنة الـ 600، في الشهرِ الـ 2، في اليوم الـ 17 من حياةِ نوح (تك 11:7). أمطرت السماء 40 يوما و40 ليلة (تك 12:7). استمرت المياه في التعاظم (تك 18:7) وَاصِلَةً إلى أعلى مُستَوَىً في اليوم الـ 150 (تك 24:7)، الرقم الذي يَحوِي ضِمنَهُ 40 يوماً منَ الشِّتاء (تك 12:7). استقرَّ الفلكُ في مَكَانٍ ما على سِلسِلة جبالِ أرَارَاط (أرمينيا) (تك 4:8) في الشهرِ السَّابِع في اليوم الـ 17 (أي بعد 74 يوماً). تَبِعَ ذلك 40 يوماً قبل أن أَرسَلَ نُوحٌ الغُرَاب (تك 6:8-7)، وثلاثة أزمنة من 7 أيام كلٌّ منها مقرونٌ بـ  إطلاق للحمامة 3 مراتٍ (تك 8:8-12، قارن بالعدد 10 أيضا 7 أيام). كانَ قَد مضى حتى ذلكَ الحِين 285 يوما. الفترةُ بين كَشفِ الغِطَاء عن الفُلك (السنة 601، الشهر الأول، اليوم الأول تك 13:8) وبين ثالث إرسالٍ للحمامة هي 29 يوماً (تُستنتج بمقارنة تك 13:8 بتاريخ دخول الفلك تك 11:7). أخيرا مقارنة (تك 13:8) مع (تك 14:8-16) تدل على مدة 57 يوم من الانتظار أيضا قبل خروج نوح و عائلته إلى اليابسة، أي ما مجموعه 371 يوما، الرقم الذي يتوافق عندما يُطْرَح (تك 11:7) مِن (تك 14:8) – اثنا عشر شهرا كل شهر 30 يوما إضافة إلى 11يوم. ولكنَّ الزَّمَنَ الوَاقِعِيّ الذي مَرَّ كَانَ بالتَّدقِيق سنة شمسية. يُبَرهَنُ هذا بِضَربِ 12 شهراً في تك 11:7 و14:8 بـ 29.5 – شهر قمري. المجموع 354 يوما، إضافة إلى 11 يوماً (من الـ 17 إلى الـ 28 من الشهر الثاني، فيكون المجموع 365 يوما، أي سنة شمسية كاملة.

5 (14:8)- مع ان الارض جفَّت، بقِيَ نُوحٌ في الفُلك الذي أَغلَقَ الرَّبُّ بابَهُ، إلى أن أَمرَهُ الرَّبُّ يسوع أَن يَخرُجَ∙ بَقِيَ نُوحٌ في الدَّاخِل منتظِرَاً إشارَةَ الرب وليسَ علامةَ الأرض – درس لأهل السفينة في (أع 13:27) عندما نسَّمَتْ ريحُ الجنوب فظَنُّوا أنهم ملكوا مقصدَهُم.

6 كَلَّمَ بِمَعنَى أمَرَ، أي لَيسَ بِصِيغَةِ الحَديث، بَل بِصِيغَةِ الأمر.

7 (18:8)- الرجالُ دائِمَاً رُؤُوسٌ بيوتهم:  أوَّلاً نوحٌ ثم البنُون، ثم امرأةُ نوح ثم نساءُ البنين. كرأس للبيت عَلِمَ نوح، دون أن يَطلُبَ منه الرب، أنه حانَ الآن الوقتُ له ولعائلته ان يلشُكروا الرب∙ هذا كان إرشاد ضميره الحي الذي نجَّاه في نهاية عهد المسؤولية الاخلاقية∙

8 (20:8)- العهد الثالث: الحكمُ البشري . ابتدأَ هذا العهدُ عندما خرجَ نوحٌ وعائلته من الفُلك إلى وَضعٍ جديد∙ أَخضعَ اللهُ البشريةَ لإمتحان جديد إذ في العهد السابق كان الرادع عن الشر ردادع داخلي هو ضمير الانسان ؛ اما الان فق اُضيف رادع خارجي هو الحكومات∙ من هنا فصاعداً لم يَعُدْ للفَرد صلاحية أَخْذ حَيَاة إنسان آخَر (قارن تك 10:4-11، 23-24). مسؤولية الإنسان الأخلاقية المباشرة مع الله استمرت ("أعطوا ... ما لله لله مت 21:22)، كما فرض عليه الان مسؤولية إطاعة الله من خِلالِ إطاعَتِهِ لأخِيهِ الإنسان (أعطوا ما لقيصر لقيصر مت 21:22). الحكومة المحلية أصبح عندها مسؤولية ان يحكم بعدل امام الله. أسمَى وظيفة للحكومة هي حماية الفرد، ومنها تأتي عقوبَةُ الإعدَام. ليس للفردِ أن ينتقِمَ لجريمة، ولكن كمجموعةٍ مُتَّحِدَة عليه حماية قُدسِيَّة حَيَاةِ الإنسان، التي هي نعمة من عند الله ولا يمكن التفريط بها إلا بحسب ما يسمح الله: (رو 1:13-2). فَشِلَ الإنسانُ في أن يحكُمَ بِعَدْل؛ إذ حكم لمصلحته وليس لله. مع الأسف، ظهرَ هذا الفشلُ عالَمِيَّاً في فوضى بابل (تك 9:11)، وفَشِلَ إسرائيلُ في زمن الثيوقراطية التي انتهت في سبي بابل (2أخ 15:36-21)، وسَتفشل الكنيسة في نهاية عهد النعمة (دا 31:2-45). حُكم الإنسان سيعقبه في النهاية الملك المجيد للرب يسوع المسيح، الذي مُلْكه العادل البار لا مجال فيه للجدل (مز 85: 10-11∙ إش 6:9-7؛ إر 5:23-6؛ 17:33؛ حز 27:21؛ لو 30:1-33؛ رؤ 15:11-18؛ 16:19؛ 4:20-6). للملاحظات على العهود الأخرى أنظر البراءة (تك 1:28)؛ الإدراك (تك 7:3)؛ الوعد (تك 10:11)؛ الناموس (خر 3:19)؛ النعمة (أع 1:2)؛ الحكم الألفي (رؤ 4:20).

  • عدد الزيارات: 3296