Skip to main content

مقدمة

المَوضُوعُ: تَثبِيتُ بِرِّ الله

الكَاتِب: صَفَنْيَا بن كوشي بن أمريا بن حزقيا

التَّارِيخ: بَين 630 و 620 ق.م.

 

كَانَ صَفَنْيَا حَفِيدَ المَلِك حَزَقِيَّا وتَنَبَّأَ أَثنَاءَ مُلكِ يُوشِيَّا. كان مُغتاظٌ جداً مِنَ الإنحِطَاطِ الأَخْلاقِيّ آنذاك وفِي أيَّامِهِ رَأَى سُقُوطَ أُورُشَلِيم. راى في تلك الاحداث صورة ونبؤة مستقبلية عن يَومِ الرَّبِّ. رأى وتنبأ أيضاً عن دَينُونَةِ الأُمَمِ في آخر الايام واستِرجاع إسرَائِيلَ الى المَلَكُوت المَسيَاني، أي ملكوت المسيح. يُظهِر سِفرُ صَفنْيَا رُوحِيًّا أنَّ اللهَ أبَرُّ مِن أنْ يُحَاكَمَ على مَا يتألم به  المؤمن المسيحيِ المُكَرَّسِ مِن آلامِ الحَيَاة (1بط17:4-19).

يَستَخدِمُ صَفَنْيَا التَّعبِيرَ "يَوم الرَّبّ" أكثَر مِن أَيِّ نَبِيٍّ آخَر؛ وهو يَتَوسَّلُ إلى يَهُوَّذَا أَنْ يَطلُبَوا الرَّبَّ إلههم لَعَلَّهُم "يُسْتَرُونَ فِي يَومِ سُخطِ الرَّبّ" (صف 3:2).

إبَّانَ مَوتِ المَلِك حَزَقِيَّا، الخَائِفِ اللهِ، فِي يَهُوَّذَا، إرتَقَى ابنُهُ مَنَسَّى عَرشَ دَاوُد. كانَ مَنَسَّى مَلِكًا شِرِّيرًا جداً، عَكس وَالِدِه تَمَامًا. فبالإضَافَةِ إلى إعادَتِهِ عِبَادَةَ البَعلِ والمَلكُوم (صف 4:1-5)، تَوَرَّطَ فِي رَجَاسَةِ تَعبِيرِ ابنِهِ فِي النَّار (2مل 6:21). كَانَ هُناكَ الكثِيرُ مِن إرَاقَةِ الدِّمَاءِ الزَّكِيَّةِ البَرِيئَة (2مل 21؛ 2أخ 1:33-20). تبَعَهُ مُلْكُ ابنِهِ الشِّرِّير آمُون، الذي كانَ حُكمًه قَصِيرًا ومُتسَاوِيًا بوَحشِيَّة والده. تَآمَرَ عَبِيدُ آمُون عليه واغتَالُوهُ (2أخ 21:33-24).

إلى هَذا المَشهَدِ مِنَ الإنحِطَاطِ الأَخلاقِيِّ وَالرُّوحِيِّ جَاءَ المَلِكُ يُوشِيَّا الوَلَدُ الذي قام بأعظم نهضة روحية عرفتها مملكة يهوذا.. عِندَ اكتِشَافِ سِفرِ الشَّرِيعَةِ (2مل 8:22-10) فِي السَّنَةِ الثَّامِنَةِ عَشَر مِن مُلكِهِ سَنَة 621 ق.م. (2مل 3:22)، صَعَّدَ يُوشِيَّا حَملَةَ إصلاحٍ شَاملَة عَلى مُستَوَى الأُمَّة. دَعَمَتْ خِدمَتَا إرمِيَا وصَفَنْيَا النَّبَوِيَّتَانِ النِظَامَ الإصلاحِيّ للمَلِك يُوشِيَّا٠ لَكِنَّ للأسف فإن دَعوَة النَّبِيَّينِ لِلتَّوبَةِ وَقَعَتَا عَلَى آذَانٍ صَمَّاء فلَم يَبطُلْ الشَّرّ من يَهُوَّذَا بل أصبَحَت نَاضِجَةً للقضاءِ ولِلعِقاب بالسَّبِي. في تَوَالٍي متسارع ٍ للأَحدَاثِ، أرسل الرب من السماء بالغُيُومِ القَاتِمَةِ والمُنذِرَةِ بِالشَّرِّ والحَربِ والدَّمَارِ عَلَى أُفُقِ يَهُوَّذا، تمامًا كمَا تَنَبَّأَ صَفَنْيَا٠
تاريخياً كان قد أَصبَحَ تَلاشِي أَشُّور مَحتُومًا، وقد عَجَّلَ بِهِ مَوتُ المَلِك أَشُّور بَانِيبَال. بَينَمَا كَانَتِ المَملَكَةُ الأَشُّورِيَّةُ فِي حَالِ التَّرَاجُع بعد سقوط السامرة وإسرائيل المملكة الشمالية، بادَرَت بَابِلُ الَّتِي تمردت عسكرياً على أَشُّور فِي سَنَة 614 - 612 ق.م. على يَدِ نَبُوبَلاصَّر وابنِهِ نَبُوخَذنَصَّر بالتَّوالِي، بادرت الى دَكِّ وهَدْمِ نِينَوى لِتَكتَسِبَ لِلمَملَكَةِ الكِلدَانِيَّةِ أَولَوِيَّةً في عاصمتها الجديدة بابل. فِي مُحَاوَلَةٍ عَقِيمَةٍ لعدم قيام مملكة بابل، تَقَدَّمَتْ مِصرُ تَحتَ فِرعَون نخُّو نَحوَ الشِّمَالِ لِلحَرب؛ ولَكِنَّ قُوَّاتِ جَيشِ يَهُوَّذَا بِقِيَادَةِ المَلِك يُوشِيا اعتَرَضَت طَرِيقَ فِرعَونِ مِصرَ في وادِي مَجِدُّو، كَوَسِيلَةٍ لاستِمَالَةِ عَطفِ بَابِل. وهُناكَ في مَجِدُّو، تَغَلَّبَتْ مِصرُ عَلى يَهُوَّذَا سَنَة 609 ق.م.، وقَتَلَتْ المَلِك يُوشِيَّا، وجَعَلَتِ الأُمَّةَ خَاضِعَةً لَهَا. وفي سنة 605 ق.م. قَضَتْ بَابِلُ عَلى مِصرَ فِي مَعرَكَةِ قَرقَمِيش، الكَارِثَة الَّتِي أَعَدَّتْ الطَّرِيقَ لاحتِلالِ الكلدَانِيِّين لِيَهُوَّذَا. وفجأَةً كَانَ نَبُوخَذنَصَّرْ، كأدَاةِ اللهِ فِي القَضَاءِ، يَدُقُّ عَلى الأبوَابِ، تمامًا كمَا تَنَبَّأَ عنهُ النَّبِيُّ صَفَنْيَا قَبلَ حَوَالَي 20 سَنَةً.

 

يُمكِنُ تَقسِيمُ سِفرِ صَفَنْيَا إلى الأَجزَاءِ التَّالِيَة:

-I عَالَمِيَّةُ يَهُوَّذَا: 1:1-13

-II سَحْقُ الرَّبِّ لِيَهُوَّذا: 14:1-3:2

-III مَصِيرُ الأُمَمِ المُحِيطَةِ: 4:2-15

-IV يَهُوَّذَا تَفشَلُ فِي خِدمَتِهَا: 1:3-7

-V الخَلاصُ يَصِلُ إلَى أقَاصِي الأَرضِ: 8:3-13

-VI يَهُوَّذَا تُسْتَرَدُّ: 14:3-20

  • عدد الزيارات: 1534