Skip to main content

 الأصحاح السادس

 

الطوفان (تك 1:6 – 14:8)

1وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ 2أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأُوا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا.

3- أ- تك 38:41.

(2) تحذير الرب

3فَقَالَ الرَّبُّ: «لاَ يَدِينُ1 رُوحِيأ فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ. لِزَيَغَانِهِ هُوَ بَشَرٌ وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً».

 

(3) حضارة ما قبل الطوفان أنظر (لو 27:17)

4كَانَ فِي الأَرْضِ طُغَاةٌ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ أَيْضاً إِذْ دَخَلَ بَنُو2 اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَداً - هَؤُلاَءِ هُمُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ.

5- ب- حرفيا كل مُخَيِّلته التي تضم أهدافَهُ وطُمُوحَاتِه. قارن تك 21:8.

6- ت- زك 14:8 ملاحظة.

6- ث- إش 10:63؛ أف 30:4.

7- ج- تك 23،4:7.

9- ح- البر، بارَّاً ليس بالتصرف فقط بل بالنظر والسمع أيضا. تك 1:3؛ لو 25:2 ملاحظة؛ 2بط 8:2.

9- خ- حرفيا مستقيما، أو مُخلِصَاً. تك 1:17؛ تث 13:18؛ أي 1:1.

9- د- تك 24:5.

(4) هدف الله في الدينونة

5وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِب أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ. 6فَحَزِنَت الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ وَتَأَسَّفَث فِي قَلْبِهِ. 7فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُوج عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ». 8وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. 9هَذِهِ مَوَالِيدُ نُوحٍ: كَانَ نُوحٌ رَجُلاً بَارّاًح كَامِلاً3خ فِي أَجْيَالِهِ. وَسَارَ4د نُوحٌ مَعَ اللهِ. 10وَوَلَدَ نُوحٌ ثَلاَثَةَ بَنِينَ: سَاماً وَحَاماً وَيَافَثَ. 11وَفَسَدَتِ الأَرْضُ أَمَامَ اللهِ وامْتَلَأَتِ الأَرْضُ ظُلْماً. 12وَرَأَى اللهُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ قَدْ فَسَدَتْ إِذْ كَانَ كُلُّ بَشَرٍ قَدْ أَفْسَدَ طَرِيقَهُ عَلَى الأَرْضِ.

15- أ- أنظر المقاييس والموازين 2أخ 10:2 ملاحظة.

16- ب- فتحة علوها ذراع، ربما تجري في دائرة الفلك.

17- ت- موت جسدي لو 22:16؛ عب 27:9 ملاحظة.

22- ث- تك 5:12؛ عب 39:11 ملاحظة.

13فَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي لأَنَّ الأَرْضَ امْتَلَأَتْ ظُلْماً مِنْهُمْ. فَهَا أَنَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ الأَرْضِ. 14اِصْنَعْ لِنَفْسِكَ فُلْكاً5 مِنْ خَشَبِ جُفْرٍ6. تَجْعَلُ الْفُلْكَ مَسَاكِنَ وَتَطْلِيهِ مِنْ دَاخِلٍ وَمِنْ خَارِجٍ بِالْقَارِ. 15وَهَكَذَا تَصْنَعُهُ7: ثَلاَثَ مِئَةِ ذِرَاعٍأ يَكُونُ طُولُ الْفُلْكِ وَخَمْسِينَ ذِرَاعاً عَرْضُهُ وَثَلاَثِينَ ذِرَاعاً ارْتِفَاعُهُ. 16وَتَصْنَعُ كَوّاًب لِلْفُلْكِ وَتُكَمِّلُهُ إِلَى حَدِّ ذِرَاعٍ مِنْ فَوْقُ. وَتَضَعُ بَابَ الْفُلْكِ فِي جَانِبِهِ. مَسَاكِنَ سُفْلِيَّةً وَمُتَوَسِّطَةً وَعُلْوِيَّةً تَجْعَلُهُ. 17فَهَا أَنَا آتٍ بِطُوفَانِ الْمَاءِ عَلَى الأَرْضِ لِأُهْلِكَ كُلَّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. كُلُّ مَا فِي الأَرْضِ يَمُوتُ.ت 18وَلَكِنْ أُقِيمُ عَهْدِي8 مَعَكَ فَتَدْخُلُ الْفُلْكَ أَنْتَ وَبَنُوكَ وَامْرَأَتُكَ وَنِسَاءُ بَنِيكَ مَعَكَ. 19وَمِنْ كُلِّ حَيٍّ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ اثْنَيْنِ مِنْ كُلٍّ تُدْخِلُ إِلَى الْفُلْكِ لاِسْتِبْقَائِهَا مَعَكَ. تَكُونُ ذَكَراً وَأُنْثَى. 20مِنَ الطُّيُورِ كَأَجْنَاسِهَا وَمِنَ الْبَهَائِمَ كَأَجْنَاسِهَا وَمِنْ كُلِّ دَباَّبَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهِ. اثْنَيْنِ مِنْ كُلٍّ تُدْخِلُ إِلَيْكَ لاِسْتِبْقَائِهَا. 21وَأَنْتَ فَخُذْ لِنَفْسِكَ مِنْ كُلِّ طَعَامٍ يُؤْكَلُ وَاجْمَعْهُ عِنْدَكَ فَيَكُونَ لَكَ وَلَهَا طَعَاماً». 22فَفَعَلَث نُوحٌ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَهُ9 بِهِ اللهُ. هَكَذَا فَعَلَ.

المراجع

1 (3:6)- المقصود هنا الروح القدس، بمعنى مُحاسبة أو تنفيذ حُكمِهِ في الجنس البشري بسبب خطاياه. أُعطِيَ الإنسانُ 120 سنةً بعدَ هذا التَّنبِيه قَبلَ الدينونة.

2 (4:6)- أبناء الله لم يَكُنْ مُمكِناً أن يكونوا ملائكةً، لأن الملائكة لا يزوجون ولا يتزوجون (مت 30:22)؛ وبنفس الأهمية، بسبب ما جاءَ في (أع 26:17). المَقصُود بِعِبارَة "أبناء الله" المسيحيُّون الحقيقيُّون بالمقارنة مَع غَير المُخَلَّصِين.

3 (9:6)- بارَّاً كاملاً أي راشداً روحياً ولكن ليس بدون خطية. هذه هي الشهادة للميراث العجيب الذي عيَّنَهُ الله، والذي تاق آباؤنا وأجدادُنا الروحيين للحصول على فخرهِ (قارن تك 22:5-24). السيرُ مع الله هو أخذُ موقف لا يُقهَر، وتَحسِينُ أخلاقٍ، وشهادةُ حياة، وفرحةُ شركة مَعَ الرب يسوع المسيح (قارن تث 7:6-9 ملاحظة).

4 (9:6)- سَيْرٌ حَميمٌ مع شخصِ الرب الإله، الرب يسوع إبن الله الحي، وليس مُجَرَّد مسلك حَيَاة رُوحية جافة او متزمة في البِرّ.

5 (14:6)- الفلكُ رمزٌ للمسيح كملجأ لشعبِه من الدينونة (عب 7:11).

6 (14:6)- الأرجح سَرُو أو أَرْز.

7 (15:6)- مقاييسُ الفُلك بحدِّ ذاتها هي إثباتٌ على دِقَّةِ الكتاب المقدس. وعلى أساسِ أن المتر يساوي ذراع ونصف، كان طولُ الفُلك 300 متراً وعرضُه 50 مترا وارتفاعُه 30 متراً. هذه المقاييس تشبهُ مقاييسَ سفينة عصرية عابرة للمُحيطات، وتختلف كُلِّيَّاً عن أوصافِ الفُلك المَوجُودِ في القِصَصِ الخُرَافِيَّة القديمة. كان لفلك نوح 3 طبقات (ع16). قَارِنْ هيكلية فُلك نُوح مع ما يُوصَف بأنه مُكعب مُؤلَّفٌ مِن 6 طَبَقَات من 175 مترا مع شراع وقبطان على القمة، أو مع الأسطورة اليونانية التي تقول أن طوله كان 2000 مترا وعرضه 800 مترا. بحسب أوصاف فلك نوح المُسَجَّلة هنا، فإنه يُزيح من الماء بحجم مغمور 20000 طنَّاً، ومُجمَل حُمُولَته 14000 طُنَّاً. تُوَازِي سِعَتُهُ 522 قاطِرَة سكة حديد (كل منها يقدر على حمل 240 خروفا). فقط 188 قاطرة تَستَوعِبُ من الحيوانات ما يُوَازي 45000 خروفا، تارِكَةً باقي القاطرات للطعام ولعائلة نُوح ومجالاً للحيوانات لتكون مُرتَاحَةً.

8 (18:6)- تكرَارُ الرَّبِّ للعهد ثبَّتَ ما لمَّحَ إليه سابِقاً بأنَّ نُوح سيُصبِحُ المستفيد او المُستَلِم لمَوَاعِيد الله. لاحظ أيضا أن نوح، كزوجٍ وكأبٍ، هو القائد الروحي للعائلة. وقد ثابر على منصب القيادة هذا (تك 22:6، 1:7، 5، 7).

9 (22:6)- 2بط 5:2 – كان نوح كارزاً للبر. الكرازةُ بإنجيل الخلاص هي أمرٌ واجبٌ على كل مُتَجَدِّدٍ يؤمن بالحقيقة أن غضبَ الله آتٍ على العالم. الجدير بالذكر هُوَ أنَّ نوح أطاعَ الرب مرتين (تك 22:6 و7:7): أطاعَ نُوح في بِنَاءِ الفُلك، كما وأطاع في دخول الفلك أيضاً. نوح ودانيال وأيوب كانوا محبُوبي الرب (حَز 14:14، 16، 18، 20).

  • عدد الزيارات: 3565