Skip to main content

الأصحاح السابع

إختيار ١٤٤٫٠٠٠

- خدام الإنجيل من أسباط إسرائيل الاثني عشر -

)١( "بعد هذا رأيتُ أربَعة ملائكة واقفين على أربَع زوايا الأرض مُمسِكِينَ أربَع رياح الأرض لكي لا تَهُبَّ ريحٌ على الأرض ولا على البحر ولا على شجرة ما." 

بعد العدد الأَخِير من الأصحاح السابق: "لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ يَوْمُ غَضَبِهِ الْعَظِيمُ. وَمَنْ يَسْتَطِيعُ الْوُقُوفَ؟"، من البديهي أن نتوقع الآن فك الختم السابع! لكننا نرى فجوة في تسلسل الأحداث إذ يتوقف تتابع فتح الختوم السبعة. لماذا؟ لان نعمة المَسِيح الحيّة إلى الأَبَد تبقى في متناول كلّ من يأتي إليه بالتوبة فبالرغم من غضب الله المنسكب على الأرض بضربات مختلفة مؤلمة، في الضيقة العظيمة. يتأنى الرَّبّ يسوع ويمنع مُؤَقَّتًا الرياح من صَبِّ غضبه ليتسنى له تعيين ١٤٤٫٠٠٠ شاهد وكارز بنعمته خلال الضِّيقَة العظيمة قبل أن يَنصَبَّ باقي غضبه على الأرض والبحر المُمَثَّلَينِ في الرياح الأربَعة لكلّ جهات الأرض. 

(٢) "ورأيتُ ملاكًا آخر طالعًا من مشرق الشمس معه ختم الله الحي فنادى بصوت عظيم إلى الملائكة الأربَعة الذين أعطوا أن يضرُّوا الأرض والبحر." - ورأيتُ ملاكًا آخر طالعًا من مشرق الشمس - الله يرسل ملاكه من مشرق الشمس التي ترمز إلى نور الله: "اللهَ نُورٌ" (١ يوحنا ١: ٥)، ويمين الجالس على العرش ترمز إلى قدرة الله: "يَمِينُكَ يَا رَبُّ مُعْتَزَّةٌ بِالْقُدْرَةِ" (خروج ١٥: ٦)؛ يرسله لكي يعلق غضب الله ليتسنى ختم عبيده. 

- معه ختم الله الحي - الختم يرمز إلى المُلْكِيَّة. كثيرون من المؤسسات والناس عندهم ختومهم الخاصة بهم وكثيرون يستعملون إمضاءاتهم الخاصة بهم. بالأكثر، فإن الملوك لا يزالون دائمًا يستعملون أختامهم للمُصادقة على كلامهم وسلطانهم ورمز الملكية. على هذا المنوال فإن الذين سيختمهم الملاك هم ملك الرَّبّ يسوع ولهم حصانته الإلَهِيّة الحية إلى أَبَد الآبِدِين. 

- فنادى بصوت عظيم إلى الملائكة الأربَعة الذين أُعطوا أن يَضُرُّوا الأرضَ والبَحر - هذا الملاك أعطى أمر الرَّبّ بتأجيل تنفيذ غضب الله العَارِم. 

(٣) "قائلاً لا تضروا الأرض ولا البحر ولا الأشجار حتى نَختُمَ عَبِيدَ إلهِنا على جِبَاهِهِم." 

عند إختطافِ الكنيسة في آخر عصر النعمة، يرتفعُ كلّ الأَبرَار عن الأرض إلى السَّمَاء فلا يتبقى مسيحيون مؤمنون على الأرض. لذلك تختار السَّمَاء عبيدًا للرب يسوع من الشعب الإسرائيلي، الذين سيؤمنون بالمَسِيح يسوع في الضِّيقَة العظيمة. هؤلاء لهم امتياز الخدمة أن يشهدوا للخلاص بيسوع المَسِيح في أثناء الضِّيقَة العظيمة.

نحن نهتم بتدريس النبؤات لأنّ اشخاصًا كثيرين سيسمعون الآن ولا يكترثون؛ ولكن بعد الإختِطَاف سيبقون على الأرض والروح القدس سيُذَكِّرُهُم بهذه الأقوال ويؤمنون ويصبحون شهودًا للمسيح في الضِّيقَة العظيمة. 

(٤) "وسمعت عدد المختومين مئة وأربَعة وأربَعين ألفًا مختومين من كلّ سبط من بني إسرائيل." 

هم إثنا عشر سبطًا من كلّ سبط من أسباط إسرائيل الاثني عشر. رأينا في السابق أنَّ أسباط إسرائيل هم ثلاثة عشر سبطًا، وهنا نرى ختم إثني عشر فقط. واحد ناقص هو دان الذي قلنا سابقًا أنّ له صلة بالمَسِيح الكَذَّاب. لذلك لا نرى ذكرًا له هنا في وسط أسباط الكرازة بالمَسِيح الحقيقي، فلا يكون لدان دور قيادي في الشهادة ليسوع المَسِيح أثناء الضِّيقَة العظيمة.

نزل يسوع من السَّمَاء وقدم نفسه ذبيحة لأجل خطايانا ليخلص نفوسنا، ثم عاد. لكن قبل صعوده قال لتلاميذه أن يربحوا النفوس، الأمر الذي جاء من أجله. كذلك اليوم الرَّبّ يطلب منا أن نربح نفوسًا له وهذا دائماً على قلبه؛ لذلك حتى الآن في ذروة الضِّيقَة العظيمة نرى الرَّبّ يسوع الرَّحُومَ الحنون المُحِبّ يهتم بربح النفوس وخلاصها؛ مهتم حتى في وسط السخط. 

(٥) "من سبط يهوذا اثنا عشر ألف مختوم. من سبط رأوبين اثنا عشر ألف مختوم. من سبط جاد اثنا عشر ألف مختوم."

هُناكَ ترابط روحي منطقي في طريقة جَمْعِ هؤلاء الأسباط إلى أربَع مجموعات. 

يهوذا هو الرئيس، فمع أنه ابن يعقوب الرابع من ليئة ولكنه أصبح الرئيس: "لأَنَّ يَهُوذَا اعْتَزَّ عَلَى إِخْوَتِهِ وَمِنْهُ الرَّئِيسُ" (١ أخبار ٥: ٢) لأنَّه كان قائد إنقاذ العائلة أَيَّام الجوع ولأنَّه ضمن أخاه الصغير بنيامين: "وَقَالَ يَهُوذَا لإِسْرَائِيلَ أَبِيهِ: أَرْسِلِ الْغُلاَمَ مَعِي لِنَقُومَ وَنَذْهَبَ وَنَحْيَا وَلاَ نَمُوتَ، نَحْنُ وَأَنْتَ وَأَوْلاَدُنَا جَمِيعًا. ۹أَنَا أَضْمَنُهُ. مِنْ يَدِي تَطْلُبُهُ. إِنْ لَمْ أَجِئْ بِهِ إِلَيْكَ وَأُوقِفْهُ قُدَّامَكَ، أَصِرْ مُذْنِبًا إِلَيْكَ كُلَّ الأَيَّام" ؛ "يَهُوذَا، إِيَّاكَ يَحْمَدُ إِخْوَتُكَ، يَدُكَ عَلَى قَفَا أَعْدَائِكَ، يَسْجُدُ لَكَ بَنُو أَبِيكَ" (تكوين ٤۳: ۸-۹ ؛ ٤۹: ۸). اليوم كلّ أبناء يعقوب يُسمُّون يهودًا نسبة إلى يهوذا الرئيس. الأهم من ذلك هو أنَّ يسوع حسب الجسد جاء من نسل يهوذا: "لا يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ" (تكوين ٤۹:∙۱)؛ هو: "الأَسَدُ الَّذِي مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا" (رُؤيا ٥: ٥). 

رأوبين كان بكر يعقوب من ليئة زوجته الأولى الشرعية، لكنه دنّس فراش أبيه فخسر البكورية: "فَائِرًا كَالْمَاءِ لاَ تَتَفَضَّلُ، لأَنَّكَ صَعِدْتَ عَلَى مَضْجَعِ أَبِيكَ. حِينَئِذٍ دَنَّسْتَهُ. عَلَى فِرَاشِي صَعِدَ" (تكوين ٤٩: ٤). البِكر يحق له البكورية ولكن الوالد يحق له أن يعطيها لمن يشاء؛ فأعطى يعقوب البكورية ليوسف. 

جاد كان ابن يعقوب الأَوَّل من زلفة جارية ليئة: "فَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ لِيَعْقُوبَ ابْنًا. فَقَالَتْ لَيْئَةُ: بِسَعْدٍ. فَدَعَتِ اسْمَهُ جَادًا" (تكوين ٣٠: ∙۱-١١).

لذلك نرى ترابط هؤلاء الثلاثة في قاسم مشترك أنهم من أبناء ليئة وجاريتها. 

(٦) "من سبط أشير اثنا عشر ألف مختوم. من سبط نفتالي اثنا عشر ألف مختوم. من سبط منسى اثنا عشر ألف مختوم."

أشير كان الثاني من زلفة جارية ليئة: "وَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ ابْنًا ثَانِيًا لِيَعْقُوبَ، ۱۳فَقَالَتْ لَيْئَةُ: بِغِبْطَتِي، لأَنَّهُ تُغَبِّطُنِي بَنَاتٌ. فَدَعَتِ اسْمَهُ أَشِيرَ" (تكوين ∙٣: ١٢-١٣). 

نفتالي كان الثاني من بلهة جارية راحيل (تكوين ∙٣: ٨). الأَوَّل من بلهة كان دان المحروم من هذه اللائحة. 

منسى كان بكر يوسف الذي كان بكر راحيل من يعقوب: "وَذَكَرَ اللهُ رَاحِيلَ، وَسَمِعَ لَهَا اللهُ وَفَتَحَ رَحِمَهَا، ۲۳فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتِ ابْنًا فَقَالَتْ: قَدْ نَزَعَ اللهُ عَارِي. ۲٤وَدَعَتِ اسْمَهُ يُوسُفَ قَائِلَةً: يَزِيدُنِي الرَّبّ ابْنًا آخَرَ" (تكوين ∙۳: ۲۲-۲٤). فيوسف ولد إبنين: منسى وأفرايم: "وَدَعَا يُوسُفُ اسْمَ الْبِكْرِ مَنَسَّى قَائِلاً: لأَنَّ اللهَ أَنْسَانِي كُلَّ تَعَبِي وكلّ بَيْتِ أَبِي. ٥۲وَدَعَا اسْمَ الثَّانِى أَفْرَايِمَ قَائِلاً: لأَنَّ اللهَ جَعَلَنِي مُثْمِرًا فِي أرض مَذَلَّتِي" (تكوين ٤١: ٥١-٥۲). منسى مع أخيه الثاني أفرايم حُسِبا ليعقوب عندما قال ليوسف وهو يوصيه على فراش الموت: "وَالآن ابْنَاكَ الْمَوْلُودَانِ لَكَ فِي أرض مِصْرَ، قَبْلَمَا أَتَيْتُ إِلَيْكَ إلى مِصْرَ هُمَا لِي. أَفْرَايِمُ وَمَنَسَّى كَرَأُوبَيْنَ وَشِمْعُونَ يَكُونَانِ لِي" (تكوين ٤٨: ٥).

هؤلاء الثلاثة هم ذوو قاسم مشترك بين الجاريتين وإبن إبن الزوجة الثانية من إمرأَة غريبة في أرض غريبة: "اِبْنَا رَاحِيلَ إمرأَة يَعْقُوبَ: يُوسُفُ وَبَنْيَامِينُ. ∙۲وَوُلِدَ لِيُوسُفَ فِي أرض مِصْرَ: مَنَسَّى وَأَفْرَايِمُ، اللَّذَانِ وَلَدَتْهُمَا لَهُ أَسْنَاتُ بِنْتُ فُوطِي فَارَعَ كَاهِنِ أُونٍ" (تكوين ٤٦: ۱۹-∙۲). 

(٧) "من سبط شمعون اثنا عشر ألف مختوم. من سبط لاوي اثنا عشر ألف مختوم. من سبط يساكر اثنا عشر ألف مختوم."

شمعون كان ابن يعقوب الثاني من ليئة: "وَحَبِلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتِ ابْنًا، وَقَالَتْ: إِنَّ الرَّبّ قَدْ سَمِعَ أَنِّي مَكْرُوهَةٌ فَأَعْطَانِي هذَا أَيْضًا. فَدَعَتِ اسْمَهُ شِمْعُونَ" (تكوين ٢٩: ٣٣). 

لاوي كان ابن يعقوب الثالث من ليئة: "وَحَبِلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتِ ابْنًا، وَقَالَتِ: الآن هذِهِ الْمَرَّةَ يَقْتَرِنُ بِي رَجُلِي، لأَنِّي وَلَدْتُ لَهُ ثَلاَثَةَ بَنِينَ. لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ لاَوِيَ" (تكوين ٢٩: ٣٤). 

يساكر كان ابن يعقوب الخامس من ليئة بعدما استأجرت هي يعقوب من راحيل: "فَلَمَّا أَتَى يَعْقُوبُ مِنَ الْحَقْلِ فِي الْمَسَاءِ، خَرَجَتْ لَيْئَةُ لِمُلاَقَاتِهِ وَقَالَتْ: إِلَيَّ تَجِيءُ لأَنِّي قَدِ اسْتَأْجَرْتُكَ بِلُفَّاحِ ابْنِي. فَاضْطَجَعَ مَعَهَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ. ۱۷وَسَمِعَ اللهُ لِلَيْئَةَ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ابْنًا خَامِسًا. ۱۸فَقَالَتْ لَيْئَةُ: قَدْ أَعْطَانِي اللهُ أُجْرَتِي، لأَنِّي أَعْطَيْتُ جَارِيَتِي لِرَجُلِي. فَدَعَتِ اسْمَهُ يَسَّاكَرَ" (تكوين ∙٣: ١٦-۱۸). 

هؤلاء الثلاثة كانوا أولاد يعقوب من ليئة. 

(٨) "من سبط زبولون اثنا عشر ألف مختوم. من سبط يوسف اثنا عشر ألف مختوم. من سبط بنيامين اثنا عشر ألف مختوم."

زبولون كان ابن يعقوب السادس من ليئة: "فَقَالَتْ لَيْئَةُ: قَدْ وَهَبَنِي اللهُ هِبَةً حَسَنَةً. الآن يُسَاكِنُنِي رَجُلِي، لأَنِّي وَلَدْتُ لَهُ سِتَّةَ بَنِينَ. فَدَعَتِ اسْمَهُ زَبُولُونَ" (تكوين ٣٠: ٢٠). 

يوسف كان ابن يعقوب الأَوَّل من راحيل كما ذكرنا في العدد السابق؛ وأخذ ابناهُ الأَوَّلان مكانه لأنَّه كان محسوبًا بكرًا: "َأَمَّا الْبَكُورِيَّةُ فَلِيُوسُفَ" (١ أخبار ٥: ٢). ولكن اسم أفرايم ارتبط بالاصنام: "أَفْرَايِمُ مُوثَقٌ بِالأَصْنَامِ. اتْرُكُوهُ" (هوشع ٧: ١٤). "وَيَرُبْعَامُ بْنُ نَابَاطَ، أَفْرَايِمِيٌّ مِنْ صَرَدَةَ، عَبْدٌ لِسُلَيْمَانَ... كَانَ الرَّجُلُ يَرُبْعَامُ جَبَّارَ بَأْسٍ، فَلَمَّا رَأَى سُلَيْمَانُ الْغُلاَمَ أَنَّهُ عَامِلٌ شُغْلاً، أَقَامَهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِ بَيْتِ يُوسُفَ" (١ ملوك ١١: ٢٦-٢٨). هو الذي: "رَفَعَ يَدَهُ عَلَى الْمَلِكِ" سليمان وشقَّ أسباط إسرائيل وقاد الأسباط العشرة وجعلهم يزنون عن الرَّبّ: "عَمِلَ عِجْلَيْ ذَهَبٍ، وَقَالَ لَهُمْ: كَثِيرٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تَصْعَدُوا إلى أورشليم. هُوَذَا آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّذِينَ أَصْعَدُوكَ مِنْ أرض مِصْرَ"؛ "وَيَدْفَعُ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَا يَرُبْعَامَ الَّذِي أَخْطَأَ وَجَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ" (١ ملوك ١٢: ٢٨؛ ١٤: ١٦). أفرايم طوَّح إسرائيل عن عبادة الرَّبّ، فنرى الرَّبّ يحرمه من ذكر إسمه هو بل إسم أخيه منسى مذكور ولكن اسمه مخبأ تحت اسم والده يوسف. كان هو الثاني من يوسف من راحيل كما ذكرنا من عددين. 

بنيامين كان أخ يوسف والابن الثاني ليوسف من راحيل والثاني عشر والصغير والأَخِير بين أولاد يعقوب: "وَلَدَتْ رَاحِيلُ وَتَعَسَّرَتْ وِلاَدَتُهَا...۱۸وَكَانَ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِهَا، لأَنَّهَا مَاتَتْ، أَنَّهَا دَعَتِ اسْمَهُ بَنْ أُونِي. وَأَمَّا أَبُوهُ فَدَعَاهُ بَنْيَامِينَ" (تكوين ۳٥: ۱٦، ۱۸).

أفرايم وبنيامين أخوان من راحيل، وزبولون هو السادس من ليئة ولكنه الثاني منها بعدما استأجرت يعقوب من راحيل: "وَحَبِلَتْ أَيْضًا لَيْئَةُ وَوَلَدَتِ ابْنًا سَادِسًا لِيَعْقُوبَ، ∙۲فَقَالَتْ لَيْئَةُ: قَدْ وَهَبَنِي اللهُ هِبَةً حَسَنَةً. الآن يُسَاكِنُنِي رَجُلِي، لأَنِّي وَلَدْتُ لَهُ سِتَّةَ بَنِينَ. فَدَعَتِ اسْمَهُ زَبُولُونَ" (تكوين ∙۳: ۱۹-∙۲).
لذلك هؤلاء الثلاثة هم ذوو قاسم مشترك واحد في راحيل. 

(٩) "بعد هذا نظرت وإذا جمع كثير لم يستطع أحد أن يعده من كلّ الأمم والقبائل والشعوب والألسنة واقفون أمام العرش وأمام الخروف متسربلين بثياب بيض وفي أيديهم سعف النخل."

عمل ال١٤٤٫٠٠٠ هؤلاء الأسباط أثْمَرَ في خلاص نفوس الناس من كلّ سبط وقبيلة وشعب ولسان؛ من اليهود ومن الأمم. ما لا يُعدّْ من البشر سيؤمنون بالرَّبّ يسوع في الضِّيقَة العظيمة وسيستشهدون لأجل إيمانهم باسمه؛ وسيصعدون إلى السَّمَاء مُبَرَّرين بدم يسوع المَسِيح، ولابسين ثيابًا بيضًا، رمزًا للبر، ومنتصرين، وفي أيديهم سعف النخل لأن النخل رمز الانتصار والتهليل المُتَمَثِّل في سعف النخل المتجهة إلى فوق إلى السَّمَاء وتمايلها البهي في الهواء. 

(∙١) "وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف."

هتاف الفرح ينبعث من أفواهِ المخلّصين وهم يُسبِّحُونَ الله الجالس على عرشه في السَّمَاء وللرب يسوع الفادي المخلِّص الجالس على يمين العرش الذي: "بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي" (عبرانيين ١: ٣). 

(١١) "وجميع الملائكة كانوا واقفين حول العرش والشيوخ والحيوانات الأربَعة وخَرُّوا أمام العرش على وجوههم وسجدوا لله."

كل ملائكة السَّمَاء ورسل الخروف واسباط إسرائيل والكروبيم الأربَعة، السَّمَاء كلّها سوف تخر وتخضع وتسجد للرب الإله، رب المجد يسوع المَسِيح! 

(١٢) "قائلين آمين. البركة والمجد والحُكمة والشكر والكرامة والقدرة والقوة لإلهنا إلى أَبَد الآبِدِين. آمين. "

مرة ثانية بعد: "وَنَظَرْتُ وَسَمِعْتُ صَوْتَ مَلاَئِكَةٍ كَثِيرِينَ حَوْلَ الْعَرْشِ وَالْحَيَوَانَاتِ وَالشُّيُوخِ، وَكَانَ عَدَدُهُمْ رَبَوَاتِ رَبَوَاتٍ وَأُلُوفَ أُلُوفٍ، ۱۲قَائِلِينَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: مُسْتَحِق هُوَ الْخَروُفُ الْمَذْبُوحُ أَنْ يَأْخُذَ الْقُدْرَةَ وَالْغِنَى وَالحُكمةَ وَالْقُوَّةَ وَالْكَرَامَةَ وَالْمَجْدَ وَالْبَرَكَةَ!" (رُؤيا ٥: ١۱-۱۲)، نسمع سبع صفات سامية للرب يسوع المَسِيح رب المجد: 

 (i) البركة: عظمة واُبهة وسعادة

 (ii) المجد: بهاء وسرور

(iii) الحُكمة: معرفة سليمة وفهم 

(iv) الشكر: تعبير عن ممنونية 

(v) الكرامة: عزة النفس هي شهادة رفعة نفس 

(vi) القدرة: طاقة ذاتية بالفعل أو بالقول 

(vii) القوة: مرتبطة بالقدرة، إستعمال القدرة بطاقة قويّة

(١٣) "وأجاب واحد من الشيوخ قائلاً لي هؤلاء المتسربلون بالثياب البيض من هم ومن أين أتوا."

واحدٌ من الشيوخ الأربَعة والعشرين يسأل يوحنا من هم هؤلاء الأشخاص المُخلَّصون، ومن أين أتوا لكي يختبر مقدرته على تمييز ما يرى من الأمور الجارية أمامه. 

(١٤) "فقلت له يا سيد أنت تعلم. فقال لي هؤلاء هم الذين أتوا من الضِّيقَة العظيمة وقد غسلوا ثيابهم وبيّضوا ثيابهم بدم الخروف." 

جميل كيف أنَّ يوحنا يُخاطب الشيخ باحترام داعيًا إيّاه سيد. الشيخ، واحد من الشيوخ الأربَعة والعشرين، يؤكد أنَّ هؤلاء هم شهداء الإيمان المَسِيحي الحق في الضِّيقَة العظيمة وقد قتلهم المَسِيح الكَذَّاب والنبيّ الكَذَّاب وأتباعهما. لكنّهم في نظر السَّمَاء هم شهداء المَسِيح، هم أبطاله وأبرار يسوع. 

(١٥) "من أجل ذلك هم أمام عرش الله ويخدمونه نهارًا وليلاً في هيكله والجالس على العرش يحل فوقهم."

هؤلاء المفديون كلّهم سيسكنون في السَّمَاء في محضر الله والخروف؛ وعلى الدوام بلا انقطاع، وسيكونون في شركة دائمة مع الرَّبّ يسوع في مجده: "وَفِي هَيْكَلِهِ الْكُلُّ قَائِلٌ: مَجْدٌ" (مزمور ۲۹: ۹). 

(١٦) "لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد ولا تقع عليهم الشمس ولا شيء من الحر." 

في الضِّيقَة العظيمة سيضطهد المَسِيح الكَذَّاب المؤمنين بالمَسِيح الحقيقي وسيحاربهم ولن يتمكّنوا من شراء الطعام وسيكونون تائهين في البراري جياعًا وعطشى وعريانين ولا ظل فيء لهم من حرّ الشمس. لكنهم الآن في هناء وعِزٍّ وسرور في نعيم فردوس أَبَديّ عند يسوع حيث: بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ. ∙۱فَأَعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ" (۱ كورنثوس ۲: ۹-∙۱( ؛ "أَعْرِفُ إِنْسَانًا فِي الْمَسِيحِ قَبْلَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً. أَفِي الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ، أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. اللهُ يَعْلَمُ. اخْتُطِفَ هذَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ. ۳وَأَعْرِفُ هذَا الإِنْسَانَ: أَفِي الْجَسَدِ أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. اللهُ يَعْلَمُ. ٤أَنَّهُ اخْتُطِفَ إِلَى الْفِرْدَوْسِ، وَسَمِعَ كَلِمَاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا، وَلاَ يَسُوغُ لإِنْسَانٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهَا" )۲ كورنثوس ۱۲: ۲-٤). 

(١٧) "لأن الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية ويمسح الله كلّ دمعة من عيونهم."

الرَّبّ يسوع الذي هو محور عرش الله في السَّمَاء سوف يمسح كلّ دمعة من عيونهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية من السَّمَاء حيث الفرح والتعزية والنصرة والغلبة إلى أَبَد الآبِدِين.

  • عدد الزيارات: 236