Skip to main content

تمهيد - نَظرَةٌ عَامَّة عَلى الكِتابِ المُقدَّس

الصفحة 6 من 6: نَظرَةٌ عَامَّة عَلى الكِتابِ المُقدَّس

ظرَةٌ عَامَّة عَلى الكِتابِ المُقدَّس

الكتابُ المُقدَّس هُوَ الكِتابُ الأوسَعُ انتِشارًا في العالم، وهُوَ في الحال يتحدَّى الإنسانَ بأن يعرفَ شيئًا عنه. حتى الإنسان غَير المُؤمِن يَعترِفُ بسُلطانِ الكِتابِ المُقدَّس، لدرَجَةِ أنَّهُ يَشعُرُ بأنَّهُ مِنَ الغبَاءِ أن يَظلَّ فِي جَهلٍ لِمَا يَحويهِ هَذا الكِتاب.

والأكثرُ من هذا، فإنَّ مُعظمَ المُؤمِنين المُخلِصين يَستَعفُونَ سَريعًا مِن أيَّةِ مُحَاوَلةٍ للتَّمَكُّنِ مِن مُحتوَيَاتِ الكِتابِ المُقدَّس، والسَّبَبُ في ذلك بسيط، إذ لا يُمكِنُ فَهم أيَّ مقطع مُعَيَّن دون تَكوِين فِكرَة واضِحَة عَن مَوقِعِهِ بالنِّسبَةِ للكُلّ. لأنَّ قِصةَ ورسالة الكتاب المقدس هي مثل صُورَة فُسَيفِساء مَصنُوعَة مِن حِجَارَةِ المُوزَاييك: كُلُّ سِفرٍ، كُلُّ إصحَاحٍ، كُلُّ عَدَد، وكُلُّ كَلِمَة لها مكانها المُهمّ في الصُّورَةِ الكَامِلَة.

لِذلكَ، لا غِنَى عَن تَكوِينِ صُورَةٍ عامَّة تَكُونُ بِحَوزَةِ قارِئِ الكِتاب المُقدَّس أوَّلاً، إذا أرادَ أن يَقُومَ بِدرسٍ مشوِّقٍ ومُثمِرٍ لِكَلِمَةِ الله.

1. الكتاب المقدس هو كتابٌ واحدٌ، تشهد سبعُ علاماتٍ كبرى فيهِ لوحدَتِهِ المُتَمَاسِكة:

‌أ- يَشهَدُ الكِتَاب المقدس ابتداءً من التكوين عن الإله الواحد. وأينما يقولُ اللهُ أو يفعلُ شيئًا، يبدُو بانسجام تامٍّ مع ما يُظهِرُهُ الكِتابُ لنا بأنه هو.

‌ب- يَروِي الكتابُ المُقدَّسُ قِصَّةً مُتسلسِلةً واحِدَة – قصة الجنس البشري في علاقته مع الله.

‌ج- يُعلِنُ الكِتَابُ المُقَدَّسُ سَلَفًا أشياءَ غَير مُتَوقَّعَة بأنَّها سوف تحدث، وبعد آلاف السنين أثبت الزمن صدقَ إعلانِ الكِتاب عن هذه الحوادث.

‌د- تُعلَنُ حقائقُ الكِتَابِ المقدس تدريجيًّا. ليس من حقيقة واحدة مُعلَنَة دفعة واحدة في مَقطعٍ واحِد، وأيضا ليس من حقيقة كتابية موجودة في مقطع واحد فقط. تكلَّمَ كُتَّابٌ مُختلِفُون لأسفارِ الكِتابِ المُقدَّس المُتَنَوِّعَة، عن هذه الحقائق في أزمنة وأوقات مختلفة، دون أن يَدرُوا بأنَّهُم يُكَمِّلُونَ مَعلومَاتِ بَعضِهِم البَعض.

‌ه- يشهدُ الكتابُ المقدس من البداية إلى النهاية لفداءٍ واحد.

‌و- يعالجُ الكتاب المقدس من أوَّلِهِ إلى آخِرِهِ موضوعًا واحدًا – شَخص المَسِيح وعَمَل يَسُوع.

‌ز- أخيرا، أربعُونَ شخصا كَتبوا الكتاب المقدس خلال خمسةٍ وعشرين قرنا، وكانت كتاباتُهم مُنسَجِمَةً تمامًا معَ بَعضِها البَعض بروحٍ واحِد، في كلِّ الحَقائِق التِي كشَفُوا عَنهَا تدريجيًّا. هذه الحقائق هي إثباتٌ كَافٍ لِكُلِّ مُخلِصٍ بِأَنَّ الكِتَابَ المُقَدَّسَ هو تأليف شخص الروح القدس.

2. الكتاب المقدس هو كِتَابُ الكُتُب. سِتَّةٌ وستون سِفرًا تُكَوِّنُ كتابًا واحدًا. بالنسبة للكتاب المقدس كَكُلّ فإنَّ كُلَّ سِفرٍ يُمَثِّلُ مُجَلَّدًا في الكتاب، وأيضا كل سِفرٍ هو كتابٌ كامِلٌ ذو هدف مستقلّ عمَّا قبلَهُ وعَمَّا بعدَهُ في المَوضُوع والمضمون والنص والتحليل. كلُّ سِفرٍ أو كتابٍ من الستة والستين سِفرًا هو بمُفردهِ ركيزةٌ أساسيةٌ من ركائزِ الكتاب المقدس، بِمَعزِلٍ عن بَقِيَّةِ الأسفَار.

إنَّ العَهدَ القديم هُوَ التحضِيرُ للمَسيح، أمَّا في العهد الجديد فإنَّ المسيحَ يتجسَّدُ فرديًّا في الأناجيل، ثم في أعمال الرسل يتجسَّدُ في العالم وفي الكنيسة، وفي رسائل بولس نرى نعمة المسيح، وفي باقي الرسائل نرى الصراع اللاهوتي في تفسِيرَ التجَسُّد، وفي رؤيا يوحنا اللاهوتي نرى النهاية.

3. يخبرُ الكتاب المقدس قصة الجنس البشري. مع خلق آدم بدأ الله يتعامل معه ومع نسله (تك 1:1 و تك 32:5). زاغ نسله فاختار منه نوحًا وتابع التعامل معه (تك 1:6 و تك32:11). زاغ نسله فاختار منه أبرام وجعله أب لنسلين: 1- إسرائيل (تك 1:12 و أع 26:1) و2- الكنيسة (أع 1:2 و رؤ 22:3). ثم جمع النسلين معا إسرائيل زوجة الله والكنيسة عروس المسيح في عائلة مقدسة سماوية تحيا أمامه إلى الأبد (رؤ 21 و22).

الصفحة
  • عدد الزيارات: 80338