Skip to main content

القيامتان: القيامة الأولى والقيامة الثانية

يُعَلِّمُنا الكِتَابُ المُقَدَّس بأنَّ هناك ولادةٌ أُولَى وولادةٌ ثانية، وموتٌ أَوَّل وموتٌ ثانٍ، وقيامةٌ أُولَى وقيامةٌ ثَانِيَة.

الوِلادَةُ الأُولَى تُدعى طبيَّاً "الوِلادَةُ المائِيَّةُ" حيث يَتَكَوَّنُ الجَنِينُ في بَطنِ أُمِّهِ في كِيسِ مَاءٍ، خلال تِسعَةِ أَشهُرٍ. هذه هي الولادة الأُولَى التي نرى يسوع يُكَلِّم نيقوديموس عنها: "إن كانَ أَحَدٌ لا يُولَدُ مِنَ الماءِ والرُّوحِ، لا يَقدِرُ أَنْ يَدخُلَ مَلَكُوتَ الله". لَكِنَّ هَذِه الوِلادَة الأُولَى لا تُؤَهِّلُنا لِدُخُولِ السَّمَاء، بل نحن بحاجة إِلَى الولادة الثانية التي هي ولادة روحية. 

الولادة الأُولَى جسدية أَمَّا الولادة الثانية فهي روحية. "6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ. 7لاَ تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ: يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ. 8اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ، وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا، لكِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ. هكَذَا كُلُّ مَنْ وُلِدَ مِنَ الرُّوحِ" (يُوحَنَّا٣: ٦-٨).

كما ان هناك ولادة أولى وولادة ثانية في الكتاب المقدس الذي هو كلمة الله، كذلك مذكور فيه أنه هناك موت أول وموت ثاني للإنسان. عند فَنَاءِ الجَسَدِ يَمُوتُ الإِنْسَانُ، وهذا هُوَ المَوتُ الأَوَّلُ، الموتُ الجَسَدِيّ. أَمَّا الموتُ الثَّانِي فهُوَ المَوتُ الرُّوحِيُّ حين يُلقى الخاطئ في نار جهنم. الإِنْسَان المُخَلَّصُ بدَمِ الرَّبّ يَسُوع عنده ولادة ثانية، ولادة روحية؛ وهو لن يرى الموت الثاني لأَنَّه قد "إنتَقَلَ مِنَ المَوتِ إِلَى الحَيَاة" (يُوحَنَّا٥: ٢٤).

الإِنْسَانُ الذي يَرفُضُ خلاصَ الرَّبِّ يَسُوع، تبقى خطاياه غير مغفورة ولذلك عقابه هو الموت الثاني الذي هو الطَّرحُ في جَهَنَّمْ "النَّارِ الأَبَدِيَّةِ المُعَدَّةِ لإبلِيس ومَلائِكَتِهِ" (متى٢٥: ٤١). "هذَا هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي. 15وَكُلُّ مَنْ لَمْ يُوجَدْ مَكْتُوبًا فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ" (رؤيا ∙٢: ١٤-١٥).

في بَدءِ الخَلِيقَةِ، قال الرَّبّ يَسُوع لآدَم: "مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً، 17وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ" (تكوين٢: ١٦-١٧). والكتابُ المُقَدَّسُ يقولُ أنَّ آدَمَ وحَوَّاء أَكَلا مِنَ الشَّجَرَةِ ومَاتا جَسَدِيًّا ورُوحِيًّا. جَسَدِيًّا ماتا بعد فترة طويلة من الزمن بعد حوالي ∙∙٨ سنة: "فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ آدَمَ الَّتِي عَاشَهَا تِسْعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، وَمَاتَ" (تكوين٥: ٥)؛ ولكن  رُوحِيًّا ماتا بنفس اللحظة التي أَكَلا فيها من ثمرة شجرة معرفة الخير والشرّ، إذ قد إنفَصَلا عَنِ الشَّرِكَةِ مَعَ الرَّبّ يَسُوع المَسِيح.
الموتُ الرُّوحِيُّ هو الإنفِصَالُ عَنِ الله، والولادة الرُّوحِيَّة هي إعادَةُ فَتحِ قَنَاةِ العَلاقَةِ بَينَكَ وبَينَ الله. الذي يفصِلُ بين الإِنْسَانِ وبينَ اللهِ هُوَ الخَطِيَّة. تنفَتِحُ قَنَاةُ العَلاقَةِ أو تُولَدُ رُوحِيًّا مِن جَدِيدٍ عندما تُغْفَرُ خطاياكَ عَن طريقِ غَسلِهَا بِدَمِ يَسُوع المَسِيح "وبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لا تحصلُ مَغفِرَة" (عبرانيين٩: ٢٢). كُلُّ الكِتَاب المُقَدَّس يُعَلِّمُ أَنَّ الخلاص ليس بالأعمال بل بالإيمَان بدم الرَّبّ يَسُوع: "مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ" (رومية٣: ٢٤-٢٥).

كما أنَّهُ تُوجَدُ هُناكَ وِلادَةٌ أُولَى وولادَةٌ ثَانِيَة ومَوتٌ أَوَّل ومَوتٌ ثانٍ، كذلك تقول كلمة الربّ انه تُوجَدُ قِيامَةٌ أُولَى وقِيَامَةٌ ثَانِيَة. القِيَامَةُ الأُولَى هِيَ للإِنْسَانِ المُبَرَّرِ بِدَمِ يَسُوع المَسِيح. القِيَامَةُ الأُولَى هِيَ لكُلُّ "أبرَارِ" الجنس البشري: "وَيَأْتِي الرَّبُّ إِلهِي وَجَمِيعُ الْقِدِّيسِينَ مَعَكَ" (زكريا١٤: ٥). هي قيامة أبرار العهد القديم وأبرار العهد الجديد في الاختطاف الأَوَّل في نهاية عهد  الكَنِيسَة: "سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ" (١تسالونيكي٤: ١٧)؛ وثانيًا إختطاف أبرار الضيقة العظيمة سوف يكون في نهاية الضيقة العظيمة: "حِينَئِذٍ يَكُونُ اثْنَانِ فِي الْحَقْلِ، يُؤْخَذُ الْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ الآخَرُ" (متى٢٤: .٤)، و في بداية الحُكْم الأَلفِيّ: "فَعَاشُوا وَمَلَكُوا مَعَ الْمَسِيحِ أَلْفَ سَنَةٍ. 5وَأَمَّا بَقِيَّةُ الأَمْوَاتِ فَلَمْ تَعِشْ حَتَّى تَتِمَّ الأَلْفُ السَّنَةِ. هذِهِ هِيَ الْقِيَامَةُ الأُولَى. 6مُبَارَكٌ وَمُقَدَّسٌ مَنْ لَهُ نَصِيبٌ فِي الْقِيَامَةِ الأُولَى. هؤُلاَءِ لَيْسَ لِلْمَوْتِ الثَّانِي سُلْطَانٌ عَلَيْهِمْ" (عدد ٤-٦). هذا نصيبُ كُلِّ مَن قَد حَصَلَ على الولادة الثانية في المسيح كما يقول لنا الرَّبّ يَسُوع: "الحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُم: أَنَّ مَن يَسمَع كلامِي ويُؤمِن بالَّذِي أَرسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَديَّة، ولا يأتي إِلَى دَينُونَةٍ، بل قَدِ إنتَقَلَ مِنَ المَوتِ إِلَى الحَيَاة"؛ "أنا هُوَ القِيامَةُ والحَيَاة. مَنْ آمَنَ بِي ولو مَاتَ فَسَيَحيَا" (يُوحَنَّا٥: ٢٤ ؛ ١١: ٢٥).

كُلُّ أَشْرَارِ الجِنسِ البَشَرِيِّ مِن قَايِين إِلَى المَسِيح الكَذَّاب، هم أمواتُ رُوحِيًّا وسَيَبقُونَ أَمواتًا جَسَدِيًّا بدون قيامة أُولَى بل نصيبُهم القِيَامَةِ الثَّانِيَةِ لِلدَّينُونَةِ الذي هو المَوتِ الثَّانِي. حتى نهاية الحُكْم الأَلفِيّ حين سَيَدِينُهُم الرَّبُّ يَسُوع بحَسَبِ شَرِّ ورَدَاءَةِ أَعمَالِهِم. سَيَرمِي بهِم كُلِّهِم في بُحَيرَةِ الكِبريتِ والنَّارِ حيث إبليس والمَسِيح الكَذَّاب والنَّبِيّ الكَذَّاب والملائكة الأَشْرَار، ولكنَّ عَذَابَ كُلِّ وَاحِدٍ هُوَ بِحَسَبِ شَرِّ أَعمَالِه. 

هَل مَصِيرُكَ جَهَنَّم أو السَّمَاء؟ بِرَفضِكَ لِلمَسِيحِ، سَيَكُونُ مَصِيرُكَ بُحَيرَة الكِبريت والنَّار، وبِقُبُولِكَ لِلمَسِيحِ، سيَكُونُ نَصِيبكَ الحياة الأَبَدية في فردوس النعيم في السماء الثالثة.
إذا لم يكن عندك تأكيد الخلاص في قرارة قلبك، فأقبل الى يسوع وأفتح له قلبك وسلًمه صك مُلكية حياتك وقل له "يارب يسوع أنا إنسان خاطي وأنا اُقبل إليك اليوم. أنا أتوب عن خطاياي وأنا اقبلك رباً ومخلصاُ لحياتي واُسلمك صك ملكية حياتي. طهِّرني بدمك الذي سفكته مكاني على الصليب واعطني حياة أبدية. شكراً يا رب يسوع!
إذا صليت هذه الصلاة من قلبك للرب يسوع المسيح إبن الله الحيّ فإن مصير أبديتك قد أصبح في السماء حيث: " مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ " (١كور٢:٩)؛ "2أَعْرِفُ إِنْسَانًا فِي الْمَسِيحِ قَبْلَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً. أَفِي الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ، أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. اللهُ يَعْلَمُ. اخْتُطِفَ هذَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ. 3وَأَعْرِفُ هذَا الإِنْسَانَ: أَفِي الْجَسَدِ أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. اللهُ يَعْلَمُ. 4أَنَّهُ اخْتُطِفَ إِلَى الْفِرْدَوْسِ، وَسَمِعَ كَلِمَاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا، وَلاَ يَسُوغُ لإِنْسَانٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهَا" (٢كور١٢:٢-٤). اُطلب الربّ الآن وسلِّمهُ حياتك وأبديتك! 

يَتمَجَّدُ إسمُ الرَّبِّ يسُوع المَسيح !

القيامة الأولى والقيامة الثانية

  • عدد الزيارات: 2845