Skip to main content

مقدمة

المَوضُوع: المُجَاهَدَةُ والتَّضحِيَةُ المَسِيحِيَّة

الكَاتِب: بُولُس الرَّسُول

التَّارِيخ: 57 م.

كُتِبَت الرِّسَالَةُ الثَّانِيَة إلى أَهلِ كُورنثُوس خِلالَ سَنَةٍ وَاحِدَةٍ مِن كِتَابَةِ الرِّسَالَةِ الأُولَى. فقد كانَ بُولُسُ الرَّسُول مُثقَلاً رُوحِيًّا حِيَالَ وَضعِ الكَنِيسَةِ، لأنَّهُ بالإضَافَةِ إلى المَشَاكِلِ التي عالَجَهَا فِي الرِّسَالَةِ الأُولى، ظَهَرتْ هُناكَ مَوجَةٌ مِن مُحَاوَلَةِ التَّشكِيكِ بِسُلطَتِهِ بِسَبَبِ مُعَارَضَتِهِم لِلمُستَوَى الرُّوحِيِّ الذِي كَانَ يُحَاوِلُ أنْ يَفرِضَهُ عَليهِم ويَتَوقَّعُ مِنهُم أنْ يُطَبِّقُوه. يَشيرُ بُولُسُ الى أنَّ سُلطَتَهُ الرَّسُولِيَّة عدا عن انها دعوى من الرب يسوع، هي أيضاً نَتِيجَةٌ لِمُستَوًى عَالٍ مِنَ الرُّوحَانِيَّةِ وصِلُ إلَيهِا فِي التَّكرِيسِ والتَّضحِيَةِ والاستِمرَارِيَّةِ في الأمَانَةِ لِلمَسِيح. لِذَاَ فَإنَّ هَذِهِ الرِّسَالَة هِي شَخصِيَّةٌ جِدًّا وتَصِفُ حَيَاتَهُ للمَسِيحِ؛ وفيها ذروة تشجيع على العمل الإرسالي مثل أص (8). نَرَى فِيها أيضاً تَرَاكُمًا لِكَلمَاتٍ مُعَبِّرَةٍ عَن آلامٍ فِكرِيَّةٍ وقَلبِيَّةٍ وجَسَدِيَّةٍ مِثل: "حُزن كَثِير"، "كَآبَة قَلب"، "ضَرَبَات"، "ضِيقَات"، "شَدَائِد"، "سُجُون"، "أصوام"، "خُصُومَات"، "حُزن"، "مَخاوِف"، "أتعَاب"، "مَخَاطِر"، "إضْطِهَادَات"، "آلام المَسِيح"، "دُمُوع"، "اضْطِرَابَات"، "ضَعِيف"، و"ضَعَفَات". في الوَقتِ ذاتهِ تَتَرَدَّدُ فِي الرِّسَالة كَلِمَتَا "تَعزِيَة" و"نَتَعَزَّى". أيضًا بعض الكَلِمَاتٍ مِثل "فَرَح" و"نُصرَة" هي بَارِزَةٌ لأنَّهَا تَحصِيلٌ حَاصِلٌ لِهَذا المُستَوَى الرَّفِيع مِنَ التكريسِ المَسِيحِيّ. لا يُوجَدُ مَسِيحِيٌّ آخَر يَقدِرُ أنْ يُضَاهِيَ العَذَابَاتِ والإنجَازَاتِ المُدَوَّنَةِ فِي الأصحَاحَات (10-12).

يُمكِنُ تَقسِيمُ رِسَالَةِ بُولُس الرَّسُول الثانية إلى كَنِيسَةِ كُورنثُوس إلى الأجزاء التَّالِيَة:

  I- الآلامُ المَوهُوبَةُ لِكُلِّ مَسِيحِيٍّ: 1

 II- سُمُوُّ التَّكرِيس وعُظمُ المُكَافَأَة: 2 – 4

III- الحَوَافِزُ على الخِدمَةِ: 5 – 7

IV- سَخَاءُ العَطَاء: 8 – 9

 V- غِنَى الآلام وعُظمُ بَهجَةِ الشَّرِكَةِ مَعَ المَسِيح: 10 – 13

 

  • عدد الزيارات: 1204