مقدمة

المَوضُوع: عَودَةُ المَسِيح

الكَاتِب: بُولُسُ الرَّسُول

التَّارِيخ: 51 م.

أسس بُولُسُ الرَّسُولِ كنيسة تَسَالُونِيكِي أَثنَاءَ رِحلَتِهِ التَّبشِيرِيَّةِ الثَّانِيَة، حَيثُ جَاءَ كَارِزًا فِي مَجمَعِ اليَهُودِ لِمُدَّةِ ثَلاثِ سُبُوتٍ مُتَتَالِيَة وأسس الكنيسة (أع 1:17-9). بِسَبَبِ عُنفِ الاضْطِهَادِ الَّذِي حدث من جراّءِ ذَلِك، أرسَلَهُ الإخوَةُ بَعِيدًا إلَى أَثِينَا حِفَاظًا على سَلامَتِهِ (أع 5:17-10). من هناك ذهب الى كورنثوس من حيث أرسل هذه الرسالة.

مُنَاسَبَةُ هَذِهِ الرِّسَالَة هِي أَنَّ بُولُسَ كَانَ مَشغُولَ البَالِ على ثَبَاتِ الإخوَةِ فِي تَسَالُونِيكِي الاضْطِهَادِ القَوِيّ الذي كانوا يواجهونه، لِذَلِكَ أَرسَلَ تِيمُوثَاوُس مِن أَثِينَا لِلاطمِئنَان (1تس 1:3-2)، وعِندَمَا عَادَ تِيمُوثَاوُسُ بِأَنبَاءَ جَيِّدَة عَن إيمَانِ ومَحَبَّةِ أَعضَاءِ كَنِيسَةِ تَسَالُونِيكِي وعَن احتِرَامِهِم لِدَورِ بُولُسَ الرَّسُولِ في حَيَاتِهِم، بَادَرَ هَذا الأَخِيرُ بِكِتَابَةِ هَذِه الرِّسَالةِ إلَيهِم من كورنثوس التي كان قد وصل اليها.

إنَّهَا رِسَالَةٌ حَنُونَةٌ حَارَّةٌ حَيثُ يَمدَحُ بُولُسُ ثَبَاتَ المُؤمِنينَ في الكَنِيسَةِ ويُذَكِّرُهُم بالحقائِقِ المَسِيحِيَّةِ العَظِيمَةِ الَّتِي عَلَّمَهُم إيَّاهَا ويُوضِحُ بأَكثَرِ تَفصِيلٍ عَقِيدَةَ الاختِطَافِ وعَودَةِ المَسِيح.

جَدِيرٌ بالذِّكرِ أَنَّ فِي كُلِّ أصحَاحٍ مِنَ الرِّسَالَتَينِ، الأُولى والثَّانِيَة إلى أَهلِ تَسَالُونِيكِي، نَرَى بُرُوزَ وأَهَمِّيَّةَ مَوضُوعِ عَودَةِ المَسِيح.

وما يُثِيرُ الإعجَابَ هُوَ غِنَى تَعلِيمِ بُولُسَ الرَّسُولِ الَّذِي استَطَاعَ فِي شَهرٍ وَاحِدٍ أنْ يَربَحَهُم لِلرَّبِّ ويُعَمِّدَهُم ويُؤَسِّسَ الكَنِيسَةَ ويُعَلِّمَهُم عَقَائِدَ عَمِيقَةً ومُهِمَّةً مِثل نِهَايَة الأَيَّام بِمَا فِي ذَلِكَ الاختِطَاف. يَعكفُ بُولُسُ الرسول فِي الرِّسَالَتَينِ كِلتَيهِما إلى: (1) تَثبِيتِ إيمَانِ التَّسَالُونِيكِيِّين. (2) حَثِّهِم عَلى الاستِمرَارِيَّة. (3) تَعزِيَتِهِم بِالنِّسبَةِ لِلَّذِينَ استَشهَدُوا أَثنَاءَ الاضْطِهَادِ أو مَاتُوا مَوتًا طَبِيعِيًّا. (4) تَعزِيَتهِمِ بِأَمَلِ عَودَةِ المَسِيحِ القَرِيبَة جِدًّا.

يُمكِنُ تَقسِيمُ رِسَالَةِ بُولُس الرَّسُول الأُولَى إلى كنيسة تسالونيكي إلى الأجزاء التَّالِيَة:
I- الكَنِيسَةُ النَّمُوذَجِيَّةُ وَوَاجِبَاتُ أَعضَائِهَا: 1

II- عُضُو الكَنِيسَةِ النَّمُوذَجِيِّ ومُكَافَأَتُهُ: 2

III- المَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ النَّمُوذَجِيَّة: 3

IV- آمَالُ المُؤمِنِ النَّمُوذَجِيِّ ورَجَاؤُهُ: 4

V- المَسلَكُ المَسِيحِيُّ النَّمُوذَجِيُّ الكَامِنُ فِي حَيَاةِ انتِظَارِ عَودَةِ المَسِيح: 5