الأناجيل الأربعة
جاء العهد الجديد وجاء عمانوئيل ليصل الارض بالسماء. جاء ليشهد لليهود بأنه المسيا المنتظر ولامم العالم القابعة في الظلمة الروحية بأنه نور العالم. جاء يسوع القدوس البار وكرز بالتوبة عن الخطية كشرط للخلاص. جاء أولاً لليهود ولو قبلوه لدخل عهد الملكوت. كان هذا محور الاناجيل المتشابهة الثلاثة الموجهة الى اليهود. لكن إنجيل يوحنا يبتدئ بان يسوع جاء الى خاصته، اليهود، ولكنه لم يقبلوه؛ فتوجه الى الكنيسة بعقيدة لاهوت المسيح "إبن الله"، التي هي الدماغ والعمود الفقري لكنيسة المسيح قائلاً: "وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ." (يو 20: 31). مَنْ هُوَ الَّذِي يَغْلِبُ الْعَالَمَ، إِلاَّ الَّذِي يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ؟ (1 يو 5: 5). التاريخ يعيد نفسه إذ كما ان اليهود المنتظرن للمسيا رفضوه عندما جاءهم بالتوبة كما يقول مرقس 1:14وَبَعْدَمَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللهِ15وَيَقُولُ:«قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ». كذلك اليوم مسيحين كثيرين يرفضوننا عندما نطالبهم ان يتوبوا ويعتمدوا لكي يقبلهم المسيح ويصبحون مسيحين حقيققين. العالم مليئ بالمسيحيين الاسميين ولكن من هو المسيحي الحقيقي المؤمن الذي تاب وإختبر شخصياً عجيبة الولادة الجديدة ؟!
إنجيلٍ مَتَّى أوَّلَ إنجيلٍ كُتِب؛ ويَعكِسُ سَردَ مَرقُس فِي طريقة مُعَالَجَتِه للأُمُور، تَصَوُّرَ بُطرُس الرسول وفكره عن الِرَبّ يسوع. يَتَّضِحُ من مُقَدِّمَةِ لُوقَا لإنجِيلِهِ بأنَّهُ كانَ هُنَاكَ الكَثيرُ مِنَ التَّدَاوُلِ للعَديدِ منَ السِّجِلاَّتِ البَاكِرَة لِحَيَاةِ وعَمَلِ المَسِيح (لو 1:1-4). أمَّا بالنِّسبَةِ لِيُوحَنَّا، فإنَّه إنجِيل مُمَيَّزَ بِحَدِّ ذَاتِه وفريد من نوعه. كُتِبَ بَعدَ الأنَاجِيل المُتَشَابِهَةِ، وهُوَ لا يَسرُدُ حَيَاةَ رَبِّنَا بالتَّسَلسُل، لكن بالانسِجَامِ مَعَ هَدَفِ الكِتابِ المُعلَن بِتَقدِيمِ يَسُوع بِأنَّهُ ابنُ اللهِ (يو 30:20-31).
تُسَجِّلُ الأَنَاجِيلُ الأَربَعَةُ الكيَانَ الأزلي الأبَدِيَّ السرمدي للرب يسوع المسيح. كما تسجل سُلالَته البَشَرِيَّة في وِلادَةَ، وحَياةَ، وخِدمَةَ، ومَوتَ، ودَفنَ، وقِيَامَةَ، والصُعُودَ الى السماء، والعودة المرتقبة. هو يَسُوع المَسِيح، ابنِ الإنسَان وابنِ اللهِ، "أمس واليوم والى الابد" (عب 13: 8).
الأناجيلُ الأربَعَةُ تُقَدِّمُ شَخصًا أَكثَر مِما هو تَارِيخِ حَيَاةٍ. المُهِمُّ من خلال السَّردِ الرِّوائِيّ لمتى ومرقس ولوقا ويوحنا، هُوَ رُؤيَةُ ومَعرِفَةُ الشَّخصِ الذِي تَكشِفُ عَنهُ هذه الأناجيلُ. ما هُوَ أقَلُّ أهَمِّيَّةً هُوَ بَذلُ جُهدٍ في مُحَاوَلَةِ جَمعِ شَهَادَةٍ كَامِلَةٍ لِحَيَاةِ المَسيح مِن هَذِهِ السِّجِلاَّتِ المُوحَى بها (يو 21: 25). ولِسَبَبٍ مُعَيَّنٍ ولائِقٍ جِدًّا، لَم يُسَرَّ اللهُ بأنْ يَكتُبَ تاريخًا كَامِلاً لِحَياةِ ابنِه. السِّنُون المُمتَدَّةُ من ةلادته حتَّى ابتِدَاءِ خِدمَتِه العلنية، عُبِّرَ عَنها بِسُكُوتٍ لم يُقطَعْ إلاَّ مَرَّةً وَاحِدَةً، وذَلِكَ فِي أعدَادٍ قَلِيلَةٍ فِي إنجِيلِ لُوقَا (لو 2: 40-52).
لكِنَّ الأنَاجِيلَ الأربَعَة، رُغمَ كَونِها غير كامِلَةٍ كقصةٍ شَامِلَةٍ مُفَصَّلَة، إلاَّ أنَّها كامِلَةٌ كإعلان. قد لا نَعرِفُ كُلَّ شَيءٍ فَعَلَهُ يَسُوع، ولكنْ يُمكِنُنَا أنْ نَعرِفَهُ من "هُوَ". في أربعِ سِيَرِ حياةٍ عظيمة، في أربع أَوجُهِ مختلفة نَجِدُ يَسُوعَ المَسِيحَ نَفسَهُ في إبن الله الحي وفي إبن الانسان في دور ملك وكاهن ونبيّ. متى يقدمه "ملكاً"، مرقس يقدمه "عبداً"، لوقا يقدمه "إبن الانسان"، ويوحنا يقدمه "إبن الله"٠
وهكذا فإن الوُجهَةُ الأَسَاسِيَّةُ لِسِيَرّ الاناجيل الاربعة تَختَلِفُ عَن سرد تَارِيخِ حَيَاةٍ أي شَخص عادي. يقول لنا الرب يسوع: "الكَلامُ الذِي أُكَلِّمُكُم بِهِ هُوَ رُوحٌ وحَيَاة" (يو 6: 63). هُنا يَجِدُ التِّلمِيذُ المسيحي المُؤمِنُ لذته في التَعَرُّفْ على المَسِيحَ الحَيّ؛ لان الاناجيل هي حية روحياً وتساعدنا في النمو الروحي في حياة الايمان لنكون اكثر فأكثر لابسين يسوع المسيح.
في دراستننا هذه سيكون لِكُلِّ إنجيلٍ فِي مقدِمِة مختِصَرة، لَكِن قَد يَكُونُ نَافِعًا تَقدِيمُ بَعضِ الاقتِرَاحَاتِ العَامَّة ِلدَرسِ وتَفسِير الاناجيل الاربعة:
- العَهدُ القَدِيم هُوَ الأسَاسُ المُوحَى بِهِ لِلعَهدِ الجَدِيد، وكُلُّ مَن يَأتِي إلى دِرَاسَةِ الأنَاجِيلِ الأربَعَةِ بِفِكرٍ مُشبَعٍ بمفاهيم العَهدِ القَدِيمِ عن المَسِيح في شَخصِهِ وعَمَلِهِ ومَلَكُوتِهِ فإنه سَيتمَكَّنُ أكثر بكَثِير مِن فَهمِ شخص وعمل المسيح. في الأنَاجِيلِ تُحَاكُ معًا استِشهَادَاتٌ، وإشَارَاتٌ، ورُمُوزٌ مِنَ العَهدِ القَدِيم. بِدَايَةُ أَوَّلِ عَدَدٍ فِي العَهدِ الجَدِيد تَقُودُ القَارِئَ رُجُوعًا إلى العَهدِ القَدِيم، كمَا أنَّ المَسِيحَ المُقَامَ عَادَ بِتلامِيذِهِ إلى الكُتُبِ المُقَدَّسَةِ العِبرِيَّةِ لِشَرحِ آلامِهِ ومَجدِهِ (لو 24: 27، 44). واحِدٌ مِن آخِر أعمالِهِ كَانَ فَتحَ ذِهنِهِم لِكَي يَقدِرُوا أنْ يَفهَمُوا العَهدَ القَدِيم فِي ارتِبَاطِهِ بِهِ (لو 24: 45). لِذَلِكَ، للتمكن مِن دِرَاسَةِ الأنَاجِيل، يَجِبُ أنْ يَكُونَ الذِّهنُ مُتَحَرِّرًا قدرَ الإمكَان، مِن أحكَامٍ مُسبَقَةٍ كَتِلكَ التي تَقُولُ بِأنَّ الكَنِيسَةَ هِيَ نَفسُهَا إسرَائِيل الحَقِيقِيَّة، وأَنَّ وُعُودَ العَهدِ القَدِيم لإسرَائِيل والصُّورَة المُسبَقَة لِلمَملَكَةِ أو لِلمَلَكُوتِ هي ذات صِلَة فَقط بِالكَنِيسَة. لا تُعتَبَرُ التَّحلِيلاتُ صَحِيحَةً لِمُجَرَّدِ كَونِها مُتَقَارِبَة. لذلك مثلاً، لا يجبُ الإفتِراضُ اعتِبَاطِيًّا بِأنَّ "كُرسِيَّ دَاوُد" (لو 1: 32) مُتَرَادِفٌ مَع عَرشِ الآب (رؤ 3: 21)، أو أنَّ "بَيتَ يَعقُوب" (لو 1: 33) هُوَ الكَنِيسَة المُؤَلَّفَة مِن يَهُودٍ وأُمَم.
- كانت مُهِمَّةُ يَسوع مَبدَئِيًّا لليَهُود (مت 10: 5-6، 23:15-25؛ يو 11:1). كان "مَولُودًا تحتَ النَّامُوس" (غلا 4:4) و"خَادِمَ الخِتانِ مِن أجلِ صِدقِ الله، حتى يُثَبِّتَ مَوَاعِيدَ الآبَاء" (رو 8:15) ولِيُتَمِّمَ النَّامُوسَ لكي تَكثُرَ النِّعمَة. لذلك يَجِبُ أن يُتوقَّعَ رُؤيَةُ صبغَةٍ يَهُودِيَّةٍ قانُونِيَّةٍ قويَّةٍ حَتَّى الصَّلِيب (مت 17:5-19. قارنْ مت 5:10-6، 22:15-28، 2:23؛ مر 1: 44، الخ...). تَرتَبِطُ المَوعِظَةُ على الجَبَلِ ارتِبَاطًا وَثيقًا بالنَّامُوس فِي أسمَى مَعنًى رُوحِيّ، لكنها تَتَطلَّبُ كَشَرطٍ للبَرَكَةِ (مت 3:5-6) تِلكَ الخُلُقِيَّة التَّامَّة التِي وَحدَها نِعمَةُ العهد الجديد تَستَطِيعُ أن تَخلُقَهَا مِن خِلالِ قُوَّةٍ سَمَاوِيَّة خارقة للطبيعة (غلا 22:5-23).
- تَتَطوَّرُ عَقائِدُ النِّعمَةِ فِي الرَّسَائِل، ولكِنَّهَا مُبَطَّنَةٌ فِي الأناجِيل، لأنَّهَا تَعتَمِدُ عَلى مَوتِ، ودَفنِ، وقِيامَةِ المَسيح. مَسيحُ الأناجِيل هُو التَّجسِيدُ الكَامِلُ لِلنِّعمَة (يو 1: 17 "ب").
- الأناجيلُ تُطَوِّرُ عَقيدَةَ الكَنِيسَة. كَلِمَةُ "الكَنِيسَةِ" Ecclesia قد تَعنِي كَنِيسَة أو قد تَعنِي جَمَاعَة. بعد رَفضِهِ مِن قِبَلِ اليَهُودِ كَمُخَلِّصٍ وكَمَلِكٍ معًا، قامَ رَبُّنا بإعلانِ سِرٍّ كانَ حتَّى تلك اللحظة "مَكتُومًا مُنذُ الدُّهُورِ في الله" (أف 3: 3-10) عندَما قال، "أَبنِي كنيستي" (مت 16: 18). لذلك كانتِ الكَنيسَةُ أمرًا مُستقبَلاً، لَكِنَّ خِدمَتَه الفَردِيَّة كانَت قد جَمَعَتِ المُؤمِنِينَ الذِين جُعِلُوا يَومَ الخمسين، بمعمودية الروح، الأعضَاءَ الأَوائِل "للكَنِيسَةِ، التِي هي جَسَدُهُ" (أف 1: 22-23. قارنْ 1 كُو 12: 12-13).
تُقَدِّمُ الأنَاجِيلُ مَجمُوعَةَ تلامِيذ يَهُود، مُرتبِطِين على الأرضِ بِالمَسِيَّا في
تواضُعِهِ. لكننا نراهم في الرَّسَائِلُ قد أصبحوا الكَنِيسَةَ التِي هِيَ جَسَدُ المَسِيح،
المُؤلَّف مِنَ المُتَجَدِّدِين اليهود والسامريين والامم وكلهم شُرَكَاء مع يسوع
الملك فِي مَلَكُوتِهِ الآتِي؛ وكلهم مُرتَبِطِينَ مَعَهُ في الابدية إذ "أجلسنا فِي
السَّمَاوِيَّات"، وجعلنا شُرَكَاء المِيراث الابدي. وبَينَمَا هُم بِالنِّسبَةِ للأَرض،
غُرَبَاء ونُزَلاء، مع هذا فإنَّهُم شُهُودُهُ وأدَوَاتُهُ فِي تَنفِيذِ إرادَتِهِ بَينَ النَّاس (أع
1: 8؛ 1 كو 12: 12-13؛ 2كو 14:5-21؛ أف 13:1-14،20-23، 4:2-
6؛ 1بط 11:2).
- الأناجيل المتشابهة متى ومرقس ولوقا هي مًوجَّهَة أساساً الى اليهود
والمَلَكُوت، رُغمَ أنَّ الكلام لَهُ تَطبِيقٌ روحي عَلى كل شَعبِ الله كافة: مثلاً
الصَحيِحٌ دَائِمًا هُوَ أنَّ "الأنقِيَاءَ القَلبَ" مَغبُوطُون لأنَّهُم "يُعَايِنُونَ اللهَ" وأنَّ
"الوَيلَ" هُو نَصِيبُ رِجَالِ الدِّين الطَّقسِيِّين، سواءٌ أكانُوا تحتَ النَّامُوس أم في
عهد الكنيسة تَحتَ النِّعمَة. الانجيل الرابع يوحنا مُوَجَّهْ مباشرة الى الكنيسة:- متى 24 ومرقس 13 ولوقا 21 يتكلمون عن الضيقة العظيمة لان إسرائيل ستمر فيها. لا ذكر لها في إنجيل يوحنا لان الكنيسة ستخطف الى السماء قبل بدء الضيقة العظيمة.
- متى ومرقس ولوقا يتكلمون بأمثال بينما يتكلم إنجيل يوحنا بأقوال.
- إنجيل يوحنا يذكر ثمان عجائب، ستة منها مذكور فقد في إنجيله.
- حديث ولادة التجديد في العهد الجديد للكنيسة مذكور فقط في إنجيل يوحنا في حديث يسوع مع كل من نيقوديموس والمرأة السامرية.
- الاناجيل المتشلبهة تركز على أفعال يسوع بينما إنجيل يوحنا يركز على أقواله.
- فقط في إنجيل يوحنا مذكور إعلان يسوع المسيح أنه: (i) خبز الحياة، (ii) نور العالم، (iii) الراعي الصالح، (iv) الباب، (v) الطريق، (vi) الحق، (vii) الحياة، (viii) الكرمة الحقيقية، (ix) القيامة.
- يُظهِر متى ومرقس ولوقا ناسوت المسيح أو إنسانيته؛ بينما يًظهِر يوحنا لاهوت المسيح أو اُلُوهِيَّتَهُ.
كُلُّهُم الأنَاجِيلُ الأربَعَةُ تشيرإلى الأَمَامِ إلى المَجِيئِ الثَّانِي للمسيح؛ وهم يحملون شَهَادَةً مُتَّحِدَة للشَّخصُ الفَرِيد الرب يسوع المسيح - الرِّيشَةُ قد تكون رِيشَةٌ مُختَلِفَة، والأحداثُ هِي أحيَانًا أحدَاثٌ مُختلِفَة، ولَكِنَّ دَائمًا المسيحُ هو هو نفسُهُ.
- كُلُّ البَشِيرين يُسَجِّلونَ خِدمَةَ يُوحنَّا المَعمَدان.
- كُلُّهُم يُسَجِّلُونَ إشبَاعَ الخَمسَةِ آلاف.
- كُلُّهُم يُسَجِّلُونَ تَقدِيمَ المَسِيح المَلِك.
- كُلُّهُم يُسَجِّلُونَ دخول يسوع المنتصِر الى اُورشليم.
- كُلُّهُم يُسَجِّلُونَ خِيانَةَ يَهُوَّذَا، ونُكرَانَ بُطرُس.
- كُلُّهُم يُسَجِّلُونَ مُحاكَمَةَ وصَلبَ المَسِيح.
- كُلُّهُم يُسَجِّلُونَ قِيَامَةَ جَسَدِ المَسِيح.
- كُلُّهُم يُسَجِّلُونَ أحدَاثًا الأربَعِينَ يَومًا بَعدَ قِيَامَة المَسِيحِ.
- كُلُّهُم يُشِيرُونَ إلى الأَمَامِ إلى المَجِيئِ الثَّانِي للمسيح.
الاناجيل الاربعة تَشهَدَ بِأنَّ الشُّغلَ الشَّاغِلِ الذِي من أجله أتَى يسوع إلى العَالَمِ
كان مَوتَه ودَفنَهُ وقِيَامَتَه. كُلَّ ما سبُقُ كانَ تَحضِيرًا لذلك، وأنَّ مِن القيامة والعودة تتدَفَّقُ كُلُّ بَرَكَاتِ السماء على الجنس البشري.
- عدد الزيارات: 1735