Skip to main content

مقدمة

المَوضُوع: المَسِيحُ المَلِك

الكاتِب: مَتَّى الرسول   

التَّارِيخ: 50 م.

مَتَّى، المَدعُوُّ أيضًا لاوي (مر 14:2)، كان كاتِبُ أوَّل إنجيلِ. كانَ مَتَّى عَشَّارًا، أي يَهُودِيًّا يَجمَعُ الضَّرائِبَ لِقَيصَرِ رُوما (مت 9:9). فَلأَنَّهُ كانَ مُتَعَاوِنًا مَعَ الرُّومَان، المَكرُوهِينَ مِنَ اليَهُودِ لأنَّهُم كانُوا سائِدينَ عَلى بِلادِهِم، كانَ هُوَ وكُلُّ العَشَّارينَ مَنبُوذِينَ مِنَ اليَهُودِ المُخلِصِين. صَنَعَ متَّى ضِّيَافَةِ الكَبِيرَةِ لِلرَّبِّ يَسُوع، وجمَعَ فِيها أصدِقَاؤُهُ فِي العَمَل (لو 29:5) لِيَتَسَنَّى لَهُم أن يَلتقُوا بِالرَّبِّ يَسُوع. بعدها يظهرُ متى فِي سِجِلِّ تلاميذ يسوع الأوائل،؛ ويَظهَرُ سَابِعًا أو ثَامِنًا في قائِمَةِ أسمَاءِ رُسُلِ المَسِيحِ الإثنَي عَشَر فِي العَهدِ الجَدِيد (مت 3:10؛ مر 18:3؛ لو 15:6).

يقول التَّاريخ أنَّهُ كَرَزَ فِي فِلسطِين لِمُدَّةِ اثنَتَي عَشرَةَ سنة بعدَ قيامَةِ المَسِيح، ومن ثمَّ ذَهَبَ إلى بُلدَانِ التَّغَرُّب نحو بلاد ما بين النهرين وثم أفريقيا؛ وأخيراً مات شهيداً للرب يسوع قتلاً بالسيف في بلاد الحبشة.

بما أنَّ إنجيلُ مَتَّى كان موجهاً أساسًا الى اِليَهُود، فإنه يُقَدِّمُ المَسِيحَ بأنَّهُ الملك المنتظَر ابنُ دَاوُد وابنُ إبرَاهِيم. لأنَّهُ مُصَوَّرٌ مَلِكًا، تقتفِي آثار سلالته نَسَبَ المَلكِ دَاوُد، ويَتِمُّ التَّركِيزُ على مَكَانَ وِلادَتِهِ في بَيتَ لَحم، مَسقِط رَأس داود. يُقَالُ عَنِ المَسيح سَبعَ مَرَّاتٍ فِي هَذا الإنجيلِ بأنَّهُ "ابنُ دَاوُد".

فقط إنجيل مَتَّى يَتكلَّمُ عَن "كُرسِيِّ" مَجدِ المَسِيحُ (مت 28:19، 31:25)؛ كما أنَّهُ وحده يُشيرُ إلى أورشَلِيم بأنَّهَا "المَدِينَة المُقدَّسَة" (مت 5:4) وأنها "مَدِينة المَلك العَظِيم" (مت 35:5). كَونُ إنجيل مَتَّى هو إنجيلَ المَلِك، فهُوَ أيضًا إنجيلُ المَملكَة، أي المَلكُوت؛ فتَظهَرُ فِيهِ كَلِمَةُ "مَلكُوت" أكثر مِن خَمسِينَ مَرَّةً. يَظهَرُ التعبيرُ "مَلكُوتُ السَّمَوات" حوالي ثلاثين مرة في هذا الإنجيل وهو غير المَوجُود في أَيِّ مَكانٍ آخَر فِي العَهدِ الجَدِيد؛ وذلك لان متى يشرح مُلك وملكوت يسوع الملك.

يُحَاوِلُ مَتَّى في إشارتِهِ المُتكرِّرَة إلى سُلالَةِ دَاوُد، أن يُقنِعَ القُرَّاءَ اليَهُودَ بأنَّ يَسُوعَ هو المَسِيَّا المُنتظَرْ. لذلك يَستشهِدُ بالأشخاصِ الذينَ اقتَنَعُوا بِأنَّ يَسُوعَ هُوَ ابنُ دَاوُد (مت 27:9، 23:12، 22:15، 9:21-15)، كما يَستَشهِدُ بتِسعَةِ إثبَاتَاتٍ مِنَ العَهدِ القَدِيم تتناسَبُ مَع حَواسِّ قُلُوبِ القُرَّاءِ اليَهُود. فإنَّ مَتَّى، أكثَر مِن أَيٍّ مِن كُتَّابِ الأنَاجِيلِ الآخَرِين، يُطابِقُ أحدَاثَ وأقوَالَ في حَياةِ رَبِّنَا مَع نُبُوَّاتِ العَهدِ القدِيم (مت 22:1؛ 23،17،15:2؛ 14:4؛ 17:12؛ 14:13؛ 4:21؛ 56،54:26؛ 35،9:27 ).

يُمكِنُ تقسِيمُ إنجيلِ مَتَّى إلى الأجزَاء التَّالِيَة:

I- المَلِكُ مُقَدَّمٌ: سُلالتُه، مِيلادُهُ، حَيَاتُهُ البَاكِرَة: 1–4

II- أُسُسُ مُلكِ المَلِك: المَوعِظَة عَلى الجَبَل: 5–7

III- سُلطَةُ المَلِك مُظهَّرَةٌ ومَرفُوضَة: 8–12

IV- أَسرَارُ المَلكُوت: الفَترَةُ بَينَ مَجِيئَي المَلِك: 13

V- خِدمَةُ المَلِكِ المَرفُوض: 14–23

VI- عَودَةُ المَلِك المُتَنَبَّأُ بِهَا: حَدِيثُ جَبَلِ الزَّيتُون: 24–25
IIV- مَوتُ، دَفنُ وقِيَامَةُ المَلِك: 26–28

  • عدد الزيارات: 2016