مقدمة

المَوضُوع: المَسيحُ ابنُ الإنسان

الكاتِب: لوقا الطبيب  الحبيب

التَّاريخ: 60 م.

لوقا، كَاتِبُ الإنجِيلِ الثَّالِث وكاتب سِفرِ أعمَالِ الرُّسُل، كانَ مَعرُوفًا بـ "الطَّبِيبِ الحَبِيب"؛ وكانَ رَفِيقَ بُولسَ فِي رِحلاتِهِ وعَامِلاً مَعَهُ (فل 24).

أخذ هذا الإنجيلُ بعين الاعتبار اليُونَانِيِّين الذين كانوا معرَفينَ بالعِلمَانِيِّينَ آنذاك، لِذَلك فإنَّ تَركِيزَهُ كان على كلية نَاسُوتِ المَسيحِ، ابنُ الإنسانِ إبن آدَم والنازل من السماء.

يَسرُدُ لنَا لُوقَا وِلادَةَ يَسُوعَ وطُفُولَتَهُ مِن سُلالَةِ مَريَمَ مُقارَنَةً مَعَ إنجِيلِ مَتَّى الذِي يَسرُدُ وِلادَةَ وطُفُولَةَ يَسُوعَ اعتِمادًا عَلى سُلالَةِ يُوسُفَ رَجُل مَريَم. يُزَوِّدُنا إنجِيلُ لُوقا بِمَعلوماتٍ أكثَر عَن حَيَاةِ يَسُوعَ كَصَبِيٍّ صَغِيرٍ، كما يَكشِفُ لنا الكَثِيرَ من مَعَالِمِ حَيَاةِ الصَّلاةِ لدَيه. الأمثالُ المَذكُورَةُ هُنا تُبدِي إهتمامَ يَسوعَ بالبَشَرِ الهَالِكِين. لذَلِكَ فإنَّ إنجيلَ لوقا هُو إنجيلُ شَفَقَةِ إذ أنَّهُ يُركِّزُ على شَفَقَةِ الرَّبِّ على مُنكَسِري القُلُوبِ والمَرضَى والمُهَانِينَ والمَحزُونِين؛ كما أنَّنَا نَرَى في هَذَا الإنجيلِ ذِكراً لأولَئِكَ النِّساءِ اللَّوَاتِي خَدَمنَه.

يَتَمَيَّزُ لُوقَا، بأنَّهُ الكَاتِبُ الأُمَمِيُّ الوَحِيدُ بينَ كُتَّابِ العَهدِ الجَدِيد، لِذَلِكَ نَرَاهُ مُعجَبًا بمَقاطِعِ العَهدِ القَدِيمِ الَّتِي تَشمَلُ الأُمَمِيِّينَ في مَواعِيدِ اللهمثل السامري الصالح، ويُؤكدُ لُوقَا شُمُولِيَّةِ خَلاصِ المَسِيحِ لِكُلِّ أبنَاءِ الجِنسِ البَشَرِيّ نسل آدم وحواء؛ فإن يَسُوعُ هو مُخَلِّصُ كُلَّ العالم. لذلك لوقا وحدهُ يُسَجِّلُ مَثلَ الخَرُوفِ الضَّائِع، والفِلسِ المَفقُود، والإبنِ الضَّالّ، وهُوَ وَحدهُ يُسَجِّلُ مُهمَّةَ السَّبعِين الذينَ أرسَلَهُم الرَّبُّ ليَكرِزُوا لان: (1) عِرقِيًّا، جَمِيعُ بَنِي البَشَر هُم هَدَفٌ مَحَبَّةِ اللهِ وفِدَاءِ المَسِيح؛ (2) اجتِمَاعِيًّا، لا تَميِيزَ فَالمَسِيحُ جَاءَ لِيُخَلِّصَ كل المستويات مِثلَ الخُطَاةِ والسَّامِرِيِّينَ والعَشَّارِينَ واللُّصُوصِ، والرُّؤَسَاء والشُّرَفَاء أيضاً؛ (3) اقتِصَادِيًّا، يَكشِفُ لُوقا مَحَبَّةَ يَسُوعَ تِجَاهَ الغَنِيِّ والفَقِيرِ عَلى حَدٍّ سَوَاء. هكذا فإن إنجيل لوقا هو إنجيل تبشيري بحت!

يُمكِنُ تَقسِيمُ إنجِيلِ لُوقَا إلَى الأجزَاءِ التَّالِيَة:

I- مِن وِلادَةِ يَسُوع إلى جَبَلِ التَّجرِبَة: 1:1-13:4
II- مِن بَدءِ خِدمَةِ يَسُوع العَلَنِيَّة إلى دُخُولِهِ المُنتَصِرِ إلى أورُشَلِيم: 14:4-27:19
III- مِنَ الرَّفضِ إلى الصَّلبِ: 28:19-56:23
IV- القِيامَةُ والصُّعُودُ: 1:24-53