Skip to main content

الأصحاح الحادي عشر

 

مِن سِينَاء إلَى قادَش بَرنِيع: (2) اللهُ يُعَاقِبُ المُشتَكِين

1وَكَانَ الشَّعْبُ كَأَنَّهُمْ يَشْتَكُونَ1 شَرّاً فِي أُذُنَيِ الرَّبِّ. وَسَمِعَ الرَّبُّ فَحَمِيَ غَضَبُهُ فَاشْتَعَلتْ فِيهِمْ نَارُ الرَّبِّ وَأَحْرَقَتْ فِي طَرَفِ المَحَلةِ. 2فَصَرَخَ الشَّعْبُ إِلى مُوسَى فَصَلى مُوسَى إِلى الرَّبِّ فَخَمَدَتِ النَّارُ. 3فَدُعِيَ اسْمُ ذَلِكَ المَوْضِعِ «تَبْعِيرَةَ» لأَنَّ نَارَ الرَّبِّ اشْتَعَلتْ فِيهِمْ.

5- أ- عد 13:16.

6- ب- عد 5:21.

6- ت- أنظر خر 35:16

7- ث- تك 12:2.

مِن سِينَاء إلى قادَش بَرنِيع: (3) قدُورُ لَحمِ مِصر

4وَاللفِيفُ الذِي فِي وَسَطِهِمِ اشْتَهَى شَهْوَةً. فَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيل أَيْضاً وَبَكُوا وَقَالُوا: «مَنْ يُطْعِمُنَا لحْماً؟ 5قَدْ تَذَكَّرْنَا السَّمَكَ الذِي كُنَّا نَأْكُلُهُأ فِي مِصْرَ مَجَّاناً وَالقِثَّاءَ وَالبَطِّيخَ وَالكُرَّاثَ وَالبَصَل وَالثُّومَ. 6وَالآنَ قَدْ يَبِسَتْ أَنْفُسُنَاب. ليْسَ شَيْءٌ غَيْرَ أَنَّ أَعْيُنَنَا إِلى هَذَا المَنِّ2،ت!» 7وَأَمَّا المَنُّ فَكَانَ كَبِزْرِ الكُزْبَرَةِ وَمَنْظَرُهُ كَمَنْظَرِ المُقْلِث. 8كَانَ الشَّعْبُ يَطُوفُونَ لِيَلتَقِطُوهُ ثُمَّ يَطْحَنُونَهُ بِالرَّحَى أَوْ يَدُقُّونَهُ فِي الهَاوَنِ وَيَطْبُخُونَهُ فِي القُدُورِ وَيَعْمَلُونَهُ مَلاتٍ. وَكَانَ طَعْمُهُ كَطَعْمِ قَطَائِفَ بِزَيْتٍ. 9وَمَتَى نَزَل النَّدَى عَلى المَحَلةِ ليْلاً كَانَ يَنْزِلُ المَنُّ مَعَهُ.

12- ج- قارن إش 11:40؛ أع 18:13

12- ح- 2مل 5،1:10.

13- خ- عد 21:11-22 قارن يو 5:6-14.

مِن سِينَاء إلى قادَش بَرنِيع: (4) شَكوَى مُوسَى

10فَلمَّا سَمِعَ مُوسَى الشَّعْبَ يَبْكُونَ بِعَشَائِرِهِمْ كُل وَاحِدٍ فِي بَابِ خَيْمَتِهِ وَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ جِدّاً سَاءَ ذَلِكَ فِي عَيْنَيْ مُوسَى. 11فَقَال مُوسَى لِلرَّبِّ: «لِمَاذَا أَسَأْتَ إِلى عَبْدِكَ وَلِمَاذَا لمْ أَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ حَتَّى أَنَّكَ وَضَعْتَ ثِقْل جَمِيعِ هَذَا الشَّعْبِ عَليَّ؟ 12أَلعَلِّي حَبِلتُ بِجَمِيعِ هَذَا الشَّعْبِ أَوْ لعَلِّي وَلدْتُهُ حَتَّى تَقُول لِي احْمِلهُج فِي حِضْنِكَ كَمَا يَحْمِلُ المُرَبِّيح الرَّضِيعَ إِلى الأَرْضِ التِي حَلفْتَ لآبَائِهِ؟ 13مِنْ أَيْنَ لِي لحْمٌ حَتَّى أُعْطِيَ جَمِيعَخ هَذَا الشَّعْبِ. لأَنَّهُمْ يَبْكُونَ عَليَّ قَائِلِينَ: أَعْطِنَا لحْماً لِنَأْكُل. 14لا أَقْدِرُ أَنَا وَحْدِي أَنْ أَحْمِل جَمِيعَ هَذَا الشَّعْبِ لأَنَّهُ ثَقِيلٌ عَليَّ. 15فَإِنْ كُنْتَ تَفْعَلُ بِي هَكَذَا فَاقْتُلنِي قَتْلاً إِنْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَلا أَرَى بَلِيَّتِي».

17- د- عد 2:24.

مِن سِينَاء إلى قادَش بَرنِيع: (5) السَّبعُون شَيخَاً

(قارن خر 19:18)

16فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «اجْمَعْ إِليَّ سَبْعِينَ رَجُلاً مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيل الذِينَ تَعْلمُ أَنَّهُمْ شُيُوخُ الشَّعْبِ وَعُرَفَاؤُهُ وَأَقْبِل بِهِمْ إِلى خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ فَيَقِفُوا هُنَاكَ مَعَكَ. 17فَأَنْزِل أَنَا وَأَتَكَلمَ مَعَكَ هُنَاكَ وَآخُذَ مِنَ الرُّوحِد الذِي عَليْكَ وَأَضَعَ عَليْهِمْ فَيَحْمِلُونَ مَعَكَ ثِقْل الشَّعْبِ فَلا تَحْمِلُ أَنْتَ وَحْدَكَ. 18وَلِلشَّعْبِ تَقُولُ: تَقَدَّسُوا لِلغَدِ فَتَأْكُلُوا لحْماً. لأَنَّكُمْ قَدْ بَكَيْتُمْ فِي أُذُنَيِ الرَّبِّ قَائِلِينَ: مَنْ يُطْعِمُنَا لحْماً؟ إِنَّهُ كَانَ لنَا خَيْرٌ فِي مِصْرَ! فَيُعْطِيكُمُ الرَّبُّ لحْماً فَتَأْكُلُونَ. 19تَأْكُلُونَ لا يَوْماً وَاحِداً وَلا يَوْمَيْنِ وَلا خَمْسَةَ أَيَّامٍ وَلا عَشَرَةَ أَيَّامٍ وَلا عِشْرِينَ يَوْماً 20بَل شَهْراً مِنَ الزَّمَانِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ مَنَاخِرِكُمْ

21- أ- عد 32:2.

23- ب- إش 2:50، 1:59.

24- ت- الوحي. عد 38:22. (خر 15:4 2تي 16:3).

وَيَصِيرَ لكُمْ كَرَاهَةً لأَنَّكُمْ رَفَضْتُمُ الرَّبَّ الذِي فِي وَسَطِكُمْ وَبَكَيْتُمْ أَمَامَهُ قَائِلِينَ: لِمَاذَا خَرَجْنَا مِنْ مِصْرَ؟» 21فَقَال مُوسَى: «سِتُّأ مِئَةِ أَلفِ مَاشٍ هُوَ الشَّعْبُ الذِي أَنَا فِي وَسَطِهِ وَأَنْتَ قَدْ قُلتَ: أُعْطِيهِمْ لحْماً لِيَأْكُلُوا شَهْراً مِنَ الزَّمَانِ. 22أَيُذْبَحُ لهُمْ غَنَمٌ وَبَقَرٌ لِيَكْفِيَهُمْ أَمْ يُجْمَعُ لهُمْ كُلُّ سَمَكِ البَحْرِ لِيَكْفِيَهُمْ؟» 23فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «هَل تَقْصُرُب يَدُ الرَّبِّ؟ الآنَ تَرَى أَيُوافِيكَ كَلامِي أَمْ لا». 24فَخَرَجَ مُوسَى وَكَلمَ الشَّعْبَ بِكَلامِت الرَّبِّ وَجَمَعَ سَبْعِينَ رَجُلاً مِنْ شُيُوخِ الشَّعْبِ وَأَوْقَفَهُمْ حَوَاليِ الخَيْمَةِ.

 

من سِينَاء إلَى قادَش بَرنِيع: (6) تنبُّؤ ألدَاد ومِيدَاد

25فَنَزَل الرَّبُّ فِي سَحَابَةٍ وَتَكَلمَ مَعَهُ وَأَخَذَ مِنَ الرُّوحِ الذِي عَليْهِ وَجَعَل عَلى السَّبْعِينَ رَجُلاً الشُّيُوخَ. فَلمَّا حَلتْ عَليْهِمِ الرُّوحُ تَنَبَّأُوا وَلكِنَّهُمْ لمْ يَزِيدُوا. 26وَبَقِيَ رَجُلانِ فِي المَحَلةِ اسْمُ الوَاحِدِ أَلدَادُ وَاسْمُ الآخَرِ مِيدَادُ فَحَل عَليْهِمَا الرُّوحُ. وَكَانَا مِنَ المَكْتُوبِينَ لكِنَّهُمَا لمْ يَخْرُجَا إِلى الخَيْمَةِ. فَتَنَبَّئَا فِي المَحَلةِ3. 27فَرَكَضَ غُلامٌ وَأَخْبَرَ مُوسَى وَقَال: «أَلدَادُ وَمِيدَادُ يَتَنَبَّئَانِ فِي المَحَلةِ». 28فَقَال يَشُوعُ بْنُ نُونَ خَادِمُ مُوسَى (مِنْ حَدَاثَتِهِ): «يَا سَيِّدِي مُوسَى ارْدَعْهُمَا!» 29فَقَال لهُ مُوسَى: «هَل تَغَارُ أَنْتَ لِي؟ يَا ليْتَ كُل شَعْبِ الرَّبِّ كَانُوا أَنْبِيَاءَ4 إِذَا جَعَل الرَّبُّ رُوحَهُ عَليْهِمْ!». 30ثُمَّ انْحَازَ مُوسَى إِلى المَحَلةِ هُوَ وَشُيُوخُ إِسْرَائِيل.

32- ث- أنظرْ المَقاييس والمَوَازين. 2أخ 10:2 مُلاحَظة.

34- ج- قُبُورُ الشَّهوة.

مِن سِينَاء إلى قادَش بَرنِيع: (7) السَّلوَى والضَّربَة

31فَخَرَجَتْ رِيحٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ وَسَاقَتْ سَلوَى مِنَ البَحْرِ وَأَلقَتْهَا عَلى المَحَلةِ نَحْوَ مَسِيرَةِ يَوْمٍ مِنْ هُنَا وَمَسِيرَةِ يَوْمٍ مِنْ هُنَاكَ حَوَاليِ المَحَلةِ وَنَحْوَ ذِرَاعَيْنِ فَوْقَ5 وَجْهِ الأَرْضِ. 32فَقَامَ الشَّعْبُ كُل ذَلِكَ النَّهَارِ وَكُل الليْلِ وَكُل يَوْمِ الغَدِ وَجَمَعُوا السَّلوَى. (الذِي قَلل جَمَعَ عَشَرَةَ حَوَامِرَث). وَسَطَّحُوهَا لهُمْ مَسَاطِحَ حَوَاليِ المَحَلةِ. 33وَإِذْ كَانَ اللحْمُ بَعْدُ بَيْنَ أَسْنَانِهِمْ قَبْل أَنْ يَنْقَطِعَ حَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلى الشَّعْبِ وَضَرَبَ الرَّبُّ الشَّعْبَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً جِدّاً. 34فَدُعِيَ اسْمُ ذَلِكَ المَوْضِعِ «قَبَرُوتَ هَتَّأَوَةَج» لأَنَّهُمْ هُنَاكَ دَفَنُوا القَوْمَ الذِينَ اشْتَهُوا.

35- أ- عد 17:33.

35وَمِنْ قَبَرُوتَ هَتَّأَوَةَ ارْتَحَل الشَّعْبُ إِلى حَضَيْرُوتَ فَكَانُوا فِي حَضَيْرُوتَ.

المراجع

1 (11: 1)- كانَ مَبعَثُ شَكوَى الشَّعب هو نُكران جَميل خلاص الرب لهم من مصر؛ وقِلَّة الإيمان بعناية بهم مِمَّا أغضَه فأدَّبهُم بنارِ غيرة حُضُورِهِ في وسطهم مثل (خر 17: 7).

2 (6:11)- يُعلَّمُنا التَّأمِينُ اليَومِيُّ لِلمَنّ على بَعضَ الدُّرُوسِ الروحية المُهِمَّة: (1) اللهَ دائما يُؤمِّن الإحتِياجَات. (2) الإتِّكَالَ اليَومِيَّ عَلى االرب (مت 11:6). (3) أهَمِّيَّة الطاعَة (خر 4:16). (4) إنتظار الرب دائماً (مز 27: 14). (5) حَفِظ بَعضَ فِي تابُوتِ العَهد، يرمز الى الشَهَادَةً عَلى أمَانَةِ الرب لنا أمام أولادنا وأجيَالنا القادِمَة (خر 32:16-36). (6) غذاؤنا الروحي ، خبزنا الروحي، هو في الكتاب المقدس (يو 6: 34). (7) غذاؤنا الروحي هو يسوعُ المسيح نفسه (يو 31:6-48،35-58).

3 (26:11)- إثنَان من السبعينَ شَيخًا بَقِيَا فِي المَحَلَّةِ، لَرُبَّمَا إضِّطراريًّا، لِسَببٍ غَيرِ مَعرُوف. حَلَّ الرُّوحُ على هَذَينِ الرَّجُلين فَتنبَّآ. هِبات الله ودعوته هي بلا ندامة (رو 11: 29).

4 (29:11)- لم يَكُنِ الأنبيَاءُ أسَاساً مُخبِرِين عَن أحدَاثٍ مُستقبليَّة أو مُتنبِّئِينَ تاريخيِّين، بل كانُوا بالأحرى "مُعلِنِينَ" إرَادَةَ الله، مُعَلِّمِين كلمته، وكانُوا رجَالاً قدِيرينَ لِقِيَادَةِ الشَّعب. ولقد أعلَنُوا بجرأة الدينونَةً إلاهِيَّةً وذَكَّرُوا الشَّعبَ، بأمَانَةٍ، بوُعُودِ الله. النَّبيُّ فِي دَورِهِ الأسَاسِيّ مُوصِلٌ لرِسَالة مِن إلربِّ الاله إلى الإنسَانِ (خر 1:7؛ حز 4:3؛ عا 8:3). فَهُوَ لم يَصِلْ إلى هَذا المَنصِب بالوِرَاثةِ، كمَا يَفعلُ المَلكُ أو الكَاهِن، أو بتنصِيبٍ بَشَريّ، كمَا يَفعَل الرُّؤَسَاء، ولكن فقط بإختيار إلهي رسَالةٍ مِنَ اللهِ مَع تعلِيمَاتٍ لِتوصِيلِ تِلكَ الرِّسَالةِ السَّمَاويَّة (إر 1: 5). بكلِمَاتٍ أخرَى، الصِّفَة "نَبِيّ" هِيَ مُهِمَّةٌ وَمنصِباً. هكذا، بإمكَانِ مَلِك أو كاهِن أو رئيس أن يَكونَ نبيًّا (خر 10:3؛ قض 14:6). والنبُوءَةُ الحَقيقيَّة تمتَازُ بالخَصَائِصِ التَّالِيَة: (1) تأتِي بإسمِ الرَّب (قارن تث 20:18-22). (2) مُمكِن أن تَكونَ مَصحُوبَةً بآيَةٍ سَمَاويَّة (خر 1:4-5؛ تث 1:13-2). (3) تَحقِيقُهَا مَرئِيّ (تث 22:18؛ إر 13:28-17). (4) تتوَافَقُ دَائِمًا مَع إعلاناتٍ مُسبَقة، وَهذِه المِيزَة عَنِيفةٌ جدًّا وبوَاسِتطِهَا يُمكِنُ للإنسَانِ أن يُمَيِّزَ إن كانت النُّبُوَّةُ أصِيلَةً أم لا (قارن تث 1:13-5؛ غلا 8:1).

5 (31:11)- أي كان بإستطاعة الاسرائيليين ألتقاتهم باليَدِ. فإن الجُملَةُ لا تَعنِي أنَّ السلوَى كانَت مُكوَّمَةً عَلى وَجهِ الأرضِ بعُلوِّ ذِرَاعَين، بَل أنَّ إرتِفاعَ مُستوَى تحلِيقِ طيُورِ السَّلوَى نزل الى علو مجرد ذرَاعَين عَنِ وجه الأرض.

  • عدد الزيارات: 2181