Skip to main content

الأصحاح الثاني

1- أ- يش 1:3. قَارِنْ عد 1:25.

1- ب- يو 25:2.

4- ت- يش 17:6. قَارِنْ 2صم 19:17.

رَاحَابُ تُخَبِّئُ الجَاسُوسَين

1فَأَرْسَلَ يَشُوعُ بْنُ نُونٍ مِنْ شِطِّيمَأ رَجُلَيْنِ جَاسُوسَيْنِ سِرّاً1، قَائِلاً: «اذْهَبَا انْظُرَا الأَرْضَ وَأَرِيحَا». فَذَهَبَا وَدَخَلاَ بَيْتَ امْرَأَةٍ زَانِيَةٍ اسْمُهَا رَاحَابُ2،ب وَاضْطَجَعَا هُنَاكَ. 2فَقِيلَ لِمَلِكِ أَرِيحَا: «هُوَذَا قَدْ دَخَلَ إِلَى هُنَا اللَّيْلَةَ رَجُلاَنِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِيَتَجَسَّسَا الأَرْضَ». 3فَأَرْسَلَ مَلِكُ أَرِيحَا إِلَى رَاحَابَ يَقُولُ: «أَخْرِجِي الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ أَتَيَا إِلَيْكِ وَدَخَلاَ بَيْتَكِ، لأَنَّهُمَا قَدْ أَتَيَا لِيَتَجَسَّسَا الأَرْضَ كُلَّهَا». 4فَأَخَذَتِ الْمَرْأَةُ الرَّجُلَيْنِ وَخَبَّأَتْهُمَات وَقَالَتْ: «نَعَمْ3 جَاءَ إِلَيَّ الرَّجُلاَنِ وَلَمْ أَعْلَمْ مِنْ أَيْنَ هُمَا. 5وَكَانَ نَحْوَ انْغِلاَقِ الْبَابِ فِي الظَّلاَمِ أَنَّهُمَا خَرَجَا. لَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ ذَهَبَا. اسْعُوا سَرِيعاً وَرَاءَهُمَا حَتَّى تُدْرِكُوهُمَا». 6وَأَمَّا هِيَ فَأَطْلَعَتْهُمَا عَلَى السَّطْحِ وَوَارَتْهُمَا بَيْنَ عِيدَانِ كَتَّانٍ لَهَا مُنَضَّدَةً عَلَى السَّطْحِ. 7فَسَعَى الْقَوْمُ وَرَاءَهُمَا فِي طَرِيقِ الأُرْدُنِّ إِلَى الْمَخَاوِضِ. وَحَالَمَا خَرَجَ الَّذِينَ سَعُوا وَرَاءَهُمَا

9- أ- تث 25:2. قَارِنْ يش 9:9-10.

9- ب- خر 15:15.

10- ت- خر 21:14-22.

10- ث- عد 23:21- 33،24-35.

14- ج- تك 29:47.

أَغْلَقُوا الْبَابَ. 8وَأَمَّا هُمَا فَقَبْلَ أَنْ يَضْطَجِعَا صَعِدَتْ إِلَيْهِمَا إِلَى السَّطْحِ 9وَقَالَتْ: «عَلِمْتُ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَعْطَاكُمُ الأَرْضَ، وَأَنَّ رُعْبَكُمْأ قَدْ وَقَعَ عَلَيْنَا، وَأَنَّ جَمِيعَ سُكَّانِ الأَرْضِ ذَابُواب مِنْ أَجْلِكُمْ، 10لأَنَّنَا قَدْ سَمِعْنَا كَيْفَ يَبَّسَت الرَّبُّ مِيَاهَ بَحْرِ سُوفَ قُدَّامَكُمْ عِنْدَ خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْرَ، وَمَا عَمِلْتُمُوهُث بِمَلِكَيِ الأَمُورِيِّينَ اللَّذَيْنِ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ: سِيحُونَ وَعُوجَ، اللَّذَيْنِ حَرَّمْتُمُوهُمَا. 11سَمِعْنَا فَذَابَتْ قُلُوبُنَا وَلَمْ تَبْقَ بَعْدُ رُوحٌ فِي إِنْسَانٍ بِسَبَبِكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَعَلَى الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ. 12فَالآنَ احْلِفَا لِي بِالرَّبِّ وَأَعْطِيَانِي عَلاَمَةَ أَمَانَةٍ. لأَنِّي قَدْ عَمِلْتُ مَعَكُمَا مَعْرُوفاً4. بِأَنْ تَعْمَلاَ أَنْتُمَا أَيْضاً مَعَ بَيْتِ أَبِي مَعْرُوفاً. 13وَتَسْتَحْيِيَا أَبِي وَأُمِّي وَإِخْوَتِي وَأَخَوَاتِي وَكُلَّ مَا لَهُمْ وَتُخَلِّصَا أَنْفُسَنَا مِنَ الْمَوْتِ». 14فَقَالَ لَهَا الرَّجُلاَنِ: «نَفْسُنَا عِوَضُكُمْ لِلْمَوْتِ إِنْ لَمْ تُفْشُوا أَمْرَنَا هَذَا. وَيَكُونُ إِذَا أَعْطَانَا الرَّبُّ الأَرْضَ أَنَّنَا نَعْمَلُ مَعَكِ مَعْرُوفاًج وَأَمَانَةً».

18- ح- يش 23:6.

الجَاسُوسَانِ يَهرُبَان ويُقَدِّمَانِ تقرِيرًا إلى يَشُوع

15فَأَنْزَلَتْهُمَا بِحَبْلٍ5 مِنَ الْكُوَّةِ، لأَنَّ بَيْتَهَا بِحَائِطِ السُّورِ، وَهِيَ سَكَنَتْ بِالسُّورِ. 16وَقَالَتْ لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْجَبَلِ لِئَلاَّ يُصَادِفَكُمَا السُّعَاةُ، وَاخْتَبِئَا هُنَاكَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى يَرْجِعَ السُّعَاةُ، ثُمَّ اذْهَبَا فِي طَرِيقِكُمَا». 17فَقَالَ لَهَا الرَّجُلاَنِ: «نَحْنُ بَرِيئَانِ مِنْ يَمِينِكِ هَذَا الَّذِي حَلَّفْتِنَا بِهِ. 18هُوَذَا نَحْنُ نَأْتِي إِلَى الأَرْضِ، فَارْبِطِي هَذَا الْحَبْلَ مِنْ خُيُوطِ الْقِرْمِزِ فِي الْكُوَّةِ الَّتِي أَنْزَلْتِنَا مِنْهَا، وَاجْمَعِيح إِلَيْكِ فِي الْبَيْتِ أَبَاكِ وَأُمَّكِ وَإِخْوَتَكِ وَسَائِرَ بَيْتِ أَبِيكِ. 19فَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ مَنْ يَخْرُجُ مِنْ أَبْوَابِ بَيْتِكِ إِلَى خَارِجٍ، فَدَمُهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَنَحْنُ نَكُونُ بَرِيئَيْنِ. وَأَمَّا كُلُّ مَنْ يَكُونُ مَعَكِ فِي الْبَيْتِ فَدَمُهُ عَلَى رَأْسِنَا إِذَا وَقَعَتْ عَلَيْهِ يَدٌ. 20 وَإِنْ أَفْشَيْتِ أَمْرَنَا هَذَا نَكُونُ بَرِيئَيْنِ مِنْ حَلْفِكِ الَّذِي حَلَّفْتِنَا». 21فَقَالَتْ: «هُوَ هَكَذَا حَسَبَ كَلاَمِكُمَا». وَصَرَفَتْهُمَا فَذَهَبَا. وَرَبَطَتْ حَبْلَ الْقِرْمِزِ6 فِي الْكُوَّةِ. 22فَانْطَلَقَا وَجَاءَا إِلَى الْجَبَلِ وَلَبِثَا هُنَاكَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى رَجَعَ السُّعَاةُ. وَفَتَّشَ السُّعَاةُ فِي كُلِّ الطَّرِيقِ فَلَمْ يَجِدُوهُمَا. 23ثُمَّ رَجَعَ الرَّجُلاَنِ وَنَزَلاَ عَنِ الْجَبَلِ وَعَبَرَا وَأَتَيَا إِلَى يَشُوعَ بْنِ نُونٍ وَقَصَّا عَلَيْهِ كُلَّ مَا أَصَابَهُمَا. 24وَقَالاَ لِيَشُوعَ: «إِنَّ الرَّبَّ قَدْ دَفَعَ بِيَدِنَا الأَرْضَ كُلَّهَا، وَقَدْ ذَابَ كُلُّ سُكَّانِ الأَرْضِ بِسَبَبِنَا».

المراجع

1 (1:2)- يشُوعُ، بعد تَعلُّمِهِ درسًا مُهمًّا مِن اختبَارِهِ في قادَش بَرنِيع (عد 13 – 14)، أخفَى مُهمَّة الجَاسُوسَيْن عن إسرائيل، حتى إذا عادا بتقريرٍ غَير مُشَجِّع، لا يَخُورُ قلبُ الشَّعب.

2 (1:2)- ليسَ هُناكَ شخصية أبعَد مِن شَخصِيَّةِ راحَاب عن ان تكونَ إناءً مُختارًا مِنَ اللهِ لتحرير أريحا الشِّرِّيرَة. يُصَوِّرُ خلاصُ راحَاب، الزَّانِية، بأنَّهُ حتى في مَدينةٍ اقتربَت مِنَ الدمار، يستطيعُ الشخصُ الشرِّيرُ أن يَجِدَ نِعمَةً بِالنَّظَرِ إلى اللهِ بالإيمان. الذين يَتَّهِمُونَ إسرَائِيل بالبَربَرِيَّةِ والوَحشِيَّة فِي إبادة سُكَّان أريحا، يَفشَلونَ فِي التقدِير بأنَّ إسرائيل كانت أداةَ اللهِ للدَّينونةِ السَّماوية، تمامًا كما دانَ اللهُ لاحِقًا مَملَكَتَي إسرائِيل ويَهُوَّذا على أيدِي الأشُورِيِّينَ والبَابِلِيَّينَ على التَّوَالِي. فشعبُ أريحَا الذِي قد إزداد شَرُّهُ لدرجة لا رُجوعَ عَنها (قارن لا 24:18-26)، اختارَ أن يُحَاربَ إسرَائِيل بَدَلَ أن يَطلُبَ الرَّحمة كما فَعلَتْ راحاب. حيلة وذكاء ودهاء راحاب كانَ مَدفُوعًا مِن إيمانِها أنَّ اللهَ سيُدَمِّرُ أريحا كما هو مُتنبَّأ (يش 9:2-11. قارن يش 1:1-11).

راحابُ الزانية هي مَثلٌ عَن عَمَلِ نِعمةِ الله. خلاصُ راحاب لم يكن مَبنيًّا على استحقاقاتِها، فقد عَاشَت في مدينةٍ قَريبَةٍ مِنَ الدَّمَار، ومارَسَت مِهنةً مَلعُونة. غير أنها التجأتْ إلى اللهِ بالإيمان فخَلُصَت عن طريق الخيط القرمزي (ع. 18-21) الذي يرمز الى دم المسيح. إضَافَة إلى خَلاصِهَا، نالت راحَابُ مكافَأةً كبيرة إذ تزوَّجت مِن سلمون إبن نحشُون الذي تعيَّنَ لهُ المَكانُ الأوَّلُ فِي ترتيبِ جُندِ يَهُوَّذا في الحلول حولَ المَسكِنِ في البَرِّيَّة (عد 3:2، 17،12:7؛ 14:10). من سَلمُون، أصبَحَت راحابُ أمَّ بُوعَز (مت 5:1) ودخلت في سُلالةِ دَاوُد (را 21:4-22؛ 1أخ 10:2-12)و في خَطِّ المَسِيح (مت 5:1 ∙ لو 31:3-32). كانت هي وَاحِدَةٍ مِن 4 نِسَاء أمميات مَذكُورَاتٍ فِي سلالة يسوع المسيح في (مت 1:1-6) وهن: راحاب الامورية، ثامار الكنعانية، بتشبع (التي لأورِيَّا الحِثِّيّ)، وراعُوث المؤابية.

3 (4:2)- مِثل قِصَّة القابلتين مَع فِرعَون (خر 15:1-22)، خبَّأتْ راحابُ عَنِ المَلِك نِصفَ الحَقِيقةِ وأعطَتهُ النِّصفَ الآخَر، فترَكتهُ ضَائِعًا بِسَبَبِ جَهلِهِ للنِّصفِ الثانِي لمَا حَدَث. في (يش 4:2 ب) راحَابُ فِعلاً لم تعرفْ الجَاسُوسَين عندما جاءَا إليها، وعندما خَرَجَا مِن عندها (يش 5:2 أ) فِعلاً لم تعرِفْ إلى أين ذهبَا، وبين (يش 5:2 ويش 6:2) رجَعَ الرَّجُلانِ إليهَا وخبَّأتهُمَا (يش 6:2 أ). ففي خروجِهمَا وفي عَودَتِهِمَا كانت الوَسِيلة لرَاحَاب للتكلُّمِ بالصدق وأيضا لإخفَاءِ أَمرِهِما عَنِ المَلِك. فبنَى لهَا اللهُ بيتًا.

4 (12:2)- معروف الوَفاء والإخلاص لهما (أنظُرْ تث 33: 8 ملاحظة∙ هو 19:2 مُلاحَظَة).

5 (15:2)- كَلِمَةٌ مُختَلِفَة مُستخدمَة هنا في العِبريَّة عَمَّا يُذكر في (يش 18:2). هنا الكلمة "حبل" وهناك الكلمة "خيط"∙

6 (21:2)- خَيطُ رَاحَاب القِرمِزيّ هُوَ رَمزٌ للإيمانِ بأنَّ اللهَ سيُؤمِّنُ الخَلاصَ في زمَنِ الدَّينونَة (يش 22،17:6-25)، ويَتكلَّمُ بِلَونِهِ عَنِ السَّلامَةِ عَن طريقِ الذَّبِيحَةِ بَدَلاً عَنِ المُؤمِن (عب 19:9-22). عَبرَ الكِتابِ المُقدَّس، القرمزُ هُوَ لونُ الذَّبيحَة (تك 20:3-21؛ خر 1:12-13؛ لا 1:14-32؛ عد 1:19-10؛ رو 3:4-8؛ عب 19:9-22). ويظهَرُ أيضًا فِي ألبِسَةِ المَسكِن وفي ثياب الكهَانة (خر 1:26-14، 3:28-8، 1:31 – 35:35).

  • عدد الزيارات: 2546