Skip to main content

مقدمة

المَوضوع: إمتلاك أرضُ الموعِد

الكاتِب: يَشُوع

الزّمان: 1610 - 1525 ق.م.

 

يُسَجِّلُ سِفرُ يَشُوع الحَملاتِ العسكريَّةِ التي خِيضَت فِي احتلالِ أرضِ المِيعَاد، ثم يَختَتِمُ بِأوامِرَ مُسهَبَةٍ لقِسمَةِ الأرضِ على الأسبَاط. هو أوَّلُ سِفرٍ فِي الكتابِ المُقدَّس يَحمِلُ اسمَ الشَّخصِيَّةِ البَشريَّةِ الرَّئِيسِيَّةِ فِيه. في أوَّل شَبَابِهِ خَدَمَ يشوعُ في المَسكِن (خر 11:33)، و كانَ هُوَ وكَالِب الشَّخصَين الوَحِيدَين مِن بَينِ الإثنَي عَشَر جاسُوسًا اللذَينِ أتَيَا بالنَّتِيجَةِ الإيجابيَّة الى موسى (عد 6:14-30،9). تعيَّنَ يَشُوعُ من السَمَاء خليفة لمُوسَى، وأصبح هو القائد وأيضاً كاتب السفر (يش 26:24)، إذ شَهِدِ عيَانٍاً الأحداثِ المَذكُورَةِ فِيه (يش 6،1:5)∙ لذلك كانَ عِندَهُ معلوماتٌ مُفَصَّلة عَن مَآثِرِ إسرَائِيل (يش 1:2 – 17:3)، وعَن حملاتِها (يش 1:6 – 24:12). المُرجَّح أنَّ واَضَعَ القِسمَ النِّهَائِيَّ مِنَ السِّفر بقيادَةِ الرُّوحِ القُدُس، هُوَ إمَّا الِعَازَر إبن هارون أو فِينحَاس حفيده (خر 6: 25∙ يش 29:24-33).

عُبُورُ إسرائِيل نهر الأردُنّ ودُخولُ أرض كنعان، هو رمزٌ لِحُلولِ بَرَكَةِ الرُّوحِ القُدُس ودُخُول مَرحَلَةِ المُجَاهَدة المَسِيحِيَّة المُنتَصِرة في مُحَارَبَةِ أجنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ ورِبحِ النُّفُوس للرَّبِّ يَسُوع وتَأسِيسِ كنائِس له في كل العالم. لم تُسَيطِر إسرَائِيلُ كُلِّيًّا على أرضِ كَنعان بسبب نقصها في التكريس∙ يُصَوِّرُ السِّفرُ لذلك، بأنَّ أبناء الله سَيَكُونُونَ بحاجة الى تكريس مُطلق في وَضعِ مُوَاجَهَةٍ ضَاريَةٍ مع قوَى الشَرّ ليربحوا العالم للرب يسوع بحيب وصيته لهم في المامورية العظمى  (مت 28: 18-20∙ أف 3:1، 10:6-18).

لاحِظْ أنَّ هَذا السِّفرَ يُرَكِّزُ عَلى: (أ) وَفَاءِ الله لوعوده إذ يُعطِي إسرَائيلَ أرضَ كنعان بحسب وعد (تك 15:13)؛ (ب) فَعَالِيَّةِ دَورِ نَامُوسِ اللهِ المَكتُوب في الانجاح (يش 8:1، 32:8-35، 6:23-16، 26:24-27)؛ (ت) قداسةِ اللهِ فِي إدانَةِ خَطايَا الكنعَانِيِّين (تث 1:7-6). و(ث) نتعلَّم أنَّ الحياةَ الرُّوحِيَّة المسيحية المُنتصرة تُعَاشُ فقط في ظِلِّ إلطاعَةِ للربّْ (يش 5:1-9، 11:7-13، 6:23-13، 13:24-19،16-20). المُرادِفُ لسِفرِ يَشُوع فِي العَهدِ الجَدِيد هُو رِسَالةُ أفَسُس التي تتمحور حول المسيح الراس والكنيسة والحرب الروحية.

يَبقَى هُناكَ سُؤالٌ خلقِيّ، وهو أنَّ البَعضَ يَظُنُّنَ أنَّ الإسرَائِيليِّينَ أمِرُوا بالقِيامِ بعمليَّاتِ قتلٍ بَربَريَّةٍ وَحشِيَّة ضِدَّ أُنَاسٍ أبرياء عندما وُجِّهُوا لإبَادَةِ الكنعَانِيِّين (يش 10،8،6:10). هذه النَّظَرِيَّةُ لا تأخُذُ بِعَينِ الاعتِبَار المَبادِئَ الروحية التالية: (1) ليسَ الأمرُ بِمَثابَةِ الجَريمة، فَهُناكَ زَهقُ رُوحٍ مُبَرَّرٌ مبنيٌ على بِرّْ إلهي، ولَيسَ مَبنِيًّا على كُرْهٍ أو غَيرَةٍ مَقصُودَين (تك 6:9، 13:14-16؛ خر 2:22؛ رو 1:13-4. قَارِنْ خر 13:20، 12:21). (2) اللهُ لا يُسَبِّبُ قتلَ الأبريَاء (تك 22:18-33؛ عد 31:31-35، 6:35-34؛ يش 17:6-25، 1:20-9. قَارِنْ عب 31:11). (3) الكنعانيُّون لَم يَكونُوا أبريَاء (تك 25:9؛ لا 25:18؛ تث 29:12-31). (4) انتَظَرَ اللهُ 40 عامًا قبلَ إفنَاءِ هَؤُلاء الشُّعُوب على بسبب تزايد شرِّهِم (تك 16:15؛ لا 24:18، 1:20-5؛ تث 17:20-18. قَارِنْ 2بط 9:3). (5) اختارَ اللهُ نسلَ إبراهيم على أسَاسِ النِّعمَةِ وبطولة الإيمان، وليسَ على أسَاسِ إستِحقاقهم (تث 4:9-5)؛ وأعطاهم أرضَ كنعان ميراثًا (تك 18:15-21). في هذا الوَقتِ كَانَت إسرَائِيلُ ثيُوقرَاطِيَّةً (يَحكمُهَا اللهُ مُبَاشَرَةً)، فالامر بالإبادَةُ كان الحُكمُ الإلَهِيُّ العَلَنِيُّ المُبَاشَرُ (قَارِنْ خر 27:23-30؛ تث 3:7-6؛ يش 24:8-26). (6) كانَت يَدَ اللهِ هي الاقوى فِي القضَاءِ عَلى الكَنعَانِيِّين إذ رماهم الرب يسوع بحجارة من السماء (يش 11:10) لانه قُدُّوسٌ وعيناهُ أطهر من تنظرا الشرً (مز 66:7∙ حب 13:1∙ رؤ 14:1؛ 12:19).

مُهِمَّةُ الكَنِيسَةِ هِيَ حُرُوبَ كَنعَان البَشَرِيَّة نفسَها اليوم إنما رُوحِياً، مَثلاً (أع 20:8). هذه الأمور جَمِيعُهَا هي حَيَّةً رُوحِيًّا اليَوم فَكَلِمَةُ اللهِ حَيَّة اليوم (1 كور 10: 6، 11∙ عب 4: 12)∙

 

يُمكِنُ تقسِيمُ سِفر يَشُوع إلى الأجزَاءِ التَّالِيَة:

I- الاستِعدَادُ ودُخُولُ كنعَان: 1–6

II- الانتِشَارُ فِي أرضِ الموعد: 7–13

III- توزيعُ المِيرَاث: 4–22

IV- مَوعِظةُ يَشُوع الأخِيرَة، ومَوتُهُ: 23–24

  • عدد الزيارات: 1873