Skip to main content

مقدمة

المَوضُوع: حكم أعمق على مستوى جامعة.

الكَاتِب: سُلَيمَان.

التَّارِيخ: 935 ق.م.

 

سِفرُ الجَامِعَةِ هُوَ سِفرُ رَجُلٍ "تحتَ الشَّمس" فِي تَقيِيمِهِ لِلحَيَاة  الفانية على أرض البشر. تُمَثِّلُ الفَلسَفَةُ التِي يُقَدِّمُهَا هذا السِّفرُ نَظرَةْ أَحكَمِ رَجُلٍ في العَالَم، الذِي عَرَفَ أنَّهُ يُوجَدُ إلَهٌ قُدُّوسٌ، هو إبن الله الحي الرب يسوع المسيح، الذيَ سَيَأتِي بِالكُلِّ إلَى المحاسبة لحياتهم على الارض. مزَاجُ السِّفرِ حَزِينٌ بِشَكلٍ عَام وتُعَادُ كَلِمَةُ "تَعَبٌ" 23 مَرَّة، "شَرّ" 22 مَرَّة، و"قَبْضُ الرِّيح" 9 مَرَّات. كما تَبرُزُ كَلِمَاتٌ مِثل "ظُلم"، "غَمّ"، و"نَوْح". أحَدُ أهدَافِ سِفرِ الجَامِعَة، هو أن يُؤَكِّدَ مَرَّةً وإلَى الأبَد، العُقمَ التَّامَّ لِفَلسَفَةِ الحَيَاةِ ذَاتِ القِيَمِ المَبنِيَّة عَلَى المُمتَلَكَاتِ الأرضِيَّة وَالطُّمُوحَاتِ الزمنية الوقتية. فالبَحثُ عَنِ السَّعَادَةِ الفَردِيَّةِ كأهَمِّ هَدَفٍ فِي الحَيَاةِ هُوَ مُجَرَّدُ غَبَاءٍ عَقِيم. يبدأ السفر بسوداوية الحياة بكلمة "بَاطِل" التي تَعنِي أنْك تُولَد، وتَعمَل، وتتألَّم، وتَختَبِرَ فَرحَةً وقتية، وتغادر الدنيا. هي حكمة كل ما تحت الشمس! يُعَبِّرُ تَكرُارُ استِخدَامِ التَّعبِير "بَاطِل" عَنِ العُقْمِ التَّامِّ لِلبَحثِ عَنِ السَّعَادَةِ الارضية مِن خِلالِ اتِّبَاعِ اِلغِنَى، والعلم، وَالمُمْتَلَكَات. لان ذاك موجود فقط في ما فوق الشمس.

بَعدَ آلالامِ سِفرِ أيُّوب يَأتِي الفَرَحُ والتَّهلِيلُ فِي سِفرِ المَزَامِير؛ ويتَأملَ فِي جَدوَى الحَياة في سفر الامثال، فَيَكتَشِفُ فِي سِفرِ الجَامِعَةِ أنَّ هَذِهِ الحَيَاة فَارِغَة ولا شَيءَ فِيهَا يَستَحِقُّ أيَّ عِنَاء سِوَى خِدمَةِ الرَّبّ يسوع. كُلُّ شَيءٍ عَلَى الارض باقٍ كمَا هُوَ. فَمخافة الإنسَانِ للرَّبِّ وحِفظُهُ وَصَايَاهُ هُو رَصِيدُهُ الوَحِيد في العالم المقبل وهُوَ الشَّيءُ الوَحِيدُ الذِي لَهُ أيَّة قِيمَة أو مَعنَى فِي الابدية.  

يُقَدِّمُ المُؤَلِّفُ فِي هَذَا السِّفر بصدق وأمانة اشتِبَاكَاتِهِ ومُصَارَعَاتِهِ المُستَمِرَّة مع حيرَة مَشَاكِلِ الحَياة: (1) فَمِن جِهَةٍ هُو يُصدِرُ تَحذِيرًا بِخُصُوصِ فِخَاخِ وتَجَارِبِ "رَئِيس هَذَا العَالم" – الشَّيطَان، الذِي قَد يَستَخدِمُ حَتَّى بَرَكَاتِ اللهِ مِثل الحِكمَة، والغِنَى، والمَنصِب، لإحضَارِ الإنسَانِ إلَى دَمَارِ ذَاتِهِ، وجَعلِهِ يَثِقُ خَطَأً بِالبَرَكَاتِ نَفسِهَا بَدَلاً مِنَ الثِّقَةِ بِالشَّخصِ الذِي يَمنَحُ هَذِهِ البَرَكَات الذي هو الرب يسوع رب المجد الذي من عنده كل عطية صالحة (جا 11:2∙ يع 17:1)؛ (2) ومِن جِهَةٍ أُخرَى فالسِفر يُقَدِّمُ تَذكِيرًا حَكِيمًا للإنسَانِ في ِأنْ يَنظُرَ إلَى الحَيَاةِ بِأنَّهَا الفُرصَةُ المُتَاحَةُ له لِلتَّحضِيرِ للأبَدِيَّةِ (جا 1:12-13،7-14). فِي الأصحَاحِ الأخِير الذي هُو بِمَثابَةِ أَوْجِ السِّفر، يُصْبِحُ التَّشَاؤُمُ تَفَاؤُلاً، ويُستَبدَلُ العُقمُ بالإثمَارِ، ويتنحَّى البُطلُ جانباً فَاسِحًا الطَّرِيقَ أمام اِلمَسؤُولِيَّة والمكافئة المستقبلية عند الرب يسوع!

 

يُمكِنُ تَقسِيمُ سِفرِ الجَامِعَةِ إلَى الأجزَاءِ التَّالِيَة:

I- تَقيِيمُ أوجُهِ الحَيَاةِ المُختَلِفَة: 1-9

II- النَّتِيجَة 10-12

  • عدد الزيارات: 833