Skip to main content

الأصحاح السادس عشر

الجاماتُ السَّبع وحرب هرمجدون 

- دَمَارُ بَابِل السِياسِيَّةَ –

(١) "وسمعتُ صوتًا عظيمًا من الهيكل قائلاً للسبعة الملائكة امضوا واسكبوا جامات غضب الله على الأرض."

نرى في هذا الأصحاح ورودَ كَلِمة "عظيم" سبعَ مَرَّاتٍ: 

      (i) صوت عظيم 

     (ii) إحتراق عظيم 

     (iii) يوم عظيم

     (iv) زلزلة عظيمة 

     (v) بابل عظيمة

     (vi) برد عظيم

    (vii) ضربة عظيمة

كذلك نرى مرة واحدة كلمة "كبير": 

     (i) نهر كبير.

لذلك فإن هذا الأصحاح عظيم في الكِتَاب المُقَدَّس؛ لكن ما هو هذا العظيم فيه؟ العظيم هو أنَّ فيه اختتام أي إنتهاء ضربات الله على عالم الشر. كانت قد بدأت هذه الضربات بالختوم السبعة تلتها الأبواق السبعة وبعد ذلك الجامات السبعة. بدأت الضِّيقَة العظيمة بالختم الأَوَّل في الأصحاح السادس وتنتهي هنا في الأصحاح السادس عشر بالجام السابع عند نهاية الضِّيقَة العظيمة؛ فنحن هنا في خِضمّْ السرد الرابع والاخير (رُؤيا ١٣- ١٩) لعودة الرَّبّ يسوع إلى الأرض! الأَوَّل كان في (رُؤيا ٦)؛ الثاني في (رُؤيا ٨ - ١١)؛ الثالث في (رُؤيا ١٢)؛ والرَّابِع في (رُؤيا ١٣- ١٩). في هذا العدد اٌعْطِيَ الأمر بصب الجامات السبعة لإنهاء الغضب بالعدل الإلَهِيّ. 

(٢) "فمَضَى الأَوَّلُ وسَكَبَ جَامَهُ على الأرض فحدثت دمامل خبيثة وردية على الناس الذين بهم سِمَةُ الوَحش والذين يسجدون لصورته."

بحسب الكِتَاب المُقَدَّس، فإن هذه ضربة حرفية مثل ضربات مصر كما في الضربة السادسة لموسى وهرون: "فَأَخَذَا رَمَادَ الأَتُونِ وَوَقَفَا أَمَامَ فِرْعَوْنَ، وَذَرَّاهُ مُوسَى نَحْوَ السَّمَاء، فَصَارَ دَمَامِلَ بُثُورٍ طَالِعَةً فِي النَّاسِ وَفِي الْبَهَائِمِ" (خروج ٩: ∙١). 

صبَّ الملاكُ الأَوَّل جامَهُ على الأرض فقط، وليس على الأَنهَار والبحار معها. حدثت دماملُ مُؤلِمَةٌ جدًا على كلّ مملكة المَسِيح الكَذَّاب وكلّ المختومين بختمه. 

(٣) "ثم سكبَ الملاكُ الثَّانِي جَامَهُ على البَحرِ فَصَارَ دَمًا كدم ميت. وكلّ نفس حية ماتت في البحر."

هنا الضربة مُوَجَّهَةٌ إلى مِياهِ بِحَارِ العالم التي ستتحوَّلُ إلى دَمٍ حقيقي؛ وكلّ الحيوانات المائية، وربما البرمائية أيضًا في البحر سوف تموت. 

(٤) "ثم سكب الملاك الثالث جامه على الأَنهَار وعلى ينابيع المياه فصارت دمًا."

كذلك مياه الينابيع والأَنهَار سوف تتحول إلى دم حقيقي؛ وكلّ ما فيه حياة في الأَنهَار سوف تموت. 

(٥) "وسَمِعتُ مَلاكَ المِيَاهِ يَقُولُ عَادِلٌ أنتَ أَيُّها الكائن والذي كان والذي يكون لأنك حَكَمتَ هكذا."

إنَّ أَكلَ الدَّمِ هو بَغِيضٌ جِدًّا عِندَ الله، إذ يَقُولُ الكتاب: "كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمِنَ الْغُرَبَاءِ النَّازِلِينَ فِي وَسَطِكُمْ يَصْطَادُ صَيْدًا، وَحْشًا أَوْ طَائِرًا يُؤْكَلُ، يَسْفِكُ دَمَهُ وَيُغَطِّيهِ بِالتُّرَابِ. ۱٤لأَنَّ نَفْسَ كُلِّ جَسَدٍ دَمُهُ هُوَ بِنَفْسِهِ، فَقُلْتُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: لاَ تَأْكُلُوا دَمَ جَسَدٍ مَا، لأَنَّ نَفْسَ كُلِّ جَسَدٍ هِيَ دَمُهُ. كُلُّ مَنْ أَكَلَهُ يُقْطَعُ" (لاويين ١٧: ١٣-١٤)؛ "وَأَمَّا الدَّمُ فَلاَ تَأْكُلْهُ. عَلَى الأرض تَسْفِكُهُ كَالْمَاءِ"؛ "احْتَرِزْ أَنْ لاَ تَأْكُلَ الدَّمَ، لأَنَّ الدَّمَ هُوَ النَّفْسُ. فَلاَ تَأْكُلِ النَّفْسَ مَعَ اللَّحْمِ. ۲٤لاَ تَأْكُلْهُ. عَلَى الأرض تَسْفِكُهُ كَالْمَاءِ. ۲٥لاَ تَأْكُلْهُ لِكَيْ يَكُونَ لَكَ وَلأَوْلاَدِكَ مِنْ بَعْدِكَ خَيْر" (تثنية ١٢: ١٦؛ ٢٣-٢٥). كذلك الأمر للأمم في العهد الجديد: "لِذلِكَ أَنَا أَرَى أَنْ لاَ يُثَقَّلَ عَلَى الرَّاجِعِينَ إِلَى اللهِ مِنَ الأُمَمِ، 20بَلْ يُرْسَلْ إِلَيْهِمْ أَنْ يَمْتَنِعُوا عَنْ نَجَاسَاتِ الأَصْنَامِ وَالزِّنَا وَالْمَخْنُوقِ وَالدَّمِ" (أعمال ١٥: ۱۹-٢٠).

نرى في هذا العدد وفي العدد التالي شهادةً للبِرِّ والعَدلِ الإلَهِيّين! التعبير: "الكائن والذي كان والذي يكون" يُشِيرُ إلى أنَّ البِرَّ والعَدلَ الإلَهِيّ هما ذوي دَيمُومَةٍ أَبَدية!

(٦) "لأنَّهُم سَفَكُوا دَمَ قِدِّيسِينَ وأَنبِياء فأعطيتهم دَمًا ليَشرَبُوا. لأنَّهُم مُستَحِقُّون."

هذا إستجابة لصلوات نفوس الشهداء تحت المذبح في الختم الخامس: "وَلَمَّا فَتَحَ الْخَتْمَ الْخَامِسَ، رَأَيْتُ تَحْتَ الْمَذْبَحِ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ، وَمِنْ أَجْلِ الشَّهَادَةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهُمْ، وَصَرَخُوا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ: حَتَّى مَتَى أَيُّهَا السَّيِّدُ الْقُدُّوسُ وَالْحَقُّ، لاَ تَقْضِي وَتَنْتَقِمُ لِدِمَائِنَا مِنَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأرض؟" (رُؤيا ٦: ٩-١٠). وهي في ذات الوقت تتميم للبر والعدل الإلَهِيّين.

إنها فطرة في طبيعة الإنسان أن يعرفَ أنَّ يسوعَ عادِلٌ؛ حتى البرابرة الهَمَجِيِّين الذين لم يَعرِفُوا اللهَ، عَلَّمَتْهُمُ الحَياةُ أنَّ السَّمَاء عادلة، مِثلَمَا قالُوا عَن بُولُس عندما عضَّته الأفعى: "قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: لاَ بُدَّ أَنَّ هذَا الإنسان قَاتِلٌ، لَمْ يَدَعْهُ الْعَدْلُ يَحْيَا وَلَوْ نَجَا مِنَ الْبَحْرِ" (أعمال ٢٨: ٤). فإن الرَّبّ يسوع عادلٌ ويُحِبُّ العَدلَ ويُنَفِّذُ العَدل: "الرَّبّ عَادِلٌ وَيُحِبُّ الْعَدْلَ. الْمُسْتَقِيمُ يُبْصِرُ وَجْهَهُ" (مزامير ١١: ٧)؛ "فِعْلُ الْعَدْلِ وَالْحَقِّ أَفْضَلُ عِنْدَ الرَّبّ مِنَ الذَّبِيحَةِ" (أمثال ٢١: ٣)؛ "فَاللهُ الآن يَأْمُرُ جَمِيعَ النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَتُوبُوا، مُتَغَاضِيًا عَنْ أَزْمِنَةِ الْجَهْلِ. ۳۱لأَنَّهُ أَقَامَ يَوْمًا هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ، بِرَجُل قَدْ عَيَّنَهُ، مُقَدِّمًا لِلْجَمِيعِ إيمانا إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ" (أعمال ١٧: ٣٠-٣١). إلهُنا عَادِلٌ وأَمِينٌ، كما تساءل إبراهيم بإعجابٍ إيجابي: "أَدَيَّانُ كُلِّ الأرض لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟" (تكوين ١٨: ٢٥)! 

(٧) "وسَمِعتُ آخَرَ من المذبح قائلاً نعم أيها الرَّبُّ الإلهُ القادِرُ على كلّ شيءٍ، حق وعادلة هي أحكامك."

هكذا أمر الرَّبّ أنَّ مَن يَمَسُّ أولادَ الرَّبّ يَمَسُّ حَدَقَةَ عَينِ الرَّبّ: "لأَنَّهُ مَنْ يَمَسُّكُمْ يَمَسُّ حَدَقَةَ عَيْنِهِ" (زكريا ٢: ٨)؛ فكم بالحري الذين يستمتعون بقتل أولاد الرَّبّ مثلما يحدث في العالم اليوم، ومثلما سيحدث بكثرة في أثناء الضِّيقَة العظيمة. الرَّبّ يسوع يجازي الأَشرَار سريعًا. 

(٨) "ثم سكب الملاك الرابع جامه على الشمس فأُعطِيَتْ أنْ تُحرِقَ النَّاسَ بِنَار." 

بسبب ضعف طبقة الأوزون، قد إبتدأت ظاهرة الاحتباس الحراري تشغلُ زُعَمَاءَ العالم بسبب إزدياد سرطان الجلد اليوم وأمراض مختلفة، والمستقبل القاتم لطبيعة بيئة الكرة الأرضية. كم ستكون هذه بسيطةً أمام قدرة إلهنا عندما يشتعل غضبه فيأمر أن تتضاعفَ طاقةُ الشمس وتؤدِّي إلى حرق جلد الناس.

هذه الضربة هي مُعَاكِسَةٌ لِضَربَةِ البُوقِ الرَّابِعِ للشَّمس، ولا تطال القمر والنجوم كما هُناكَ: "ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ الرَّابِعُ، فَضُرِبَ ثُلْثُ الشَّمْسِ وَثُلْثُ الْقَمَرِ وَثُلْثُ النُّجُومِ، حَتَّى يُظْلِمَ ثُلْثُهُنَّ، وَالنَّهَارُ لاَ يُضِيءُ ثُلْثُهُ، وَاللَّيْلُ كَذلِكَ" (رُؤيا ٨: ١٢). هذه الأُمُور ستَحدُثُ لِتُؤَكِّدَ لِعَالَمِ المُلحِدين أنَّ ما كُتِبَ في سفر التكوين كان حرفيًا في أنَّ الله هو الخالق وأنَّهُ هو خلق السموات والأرض وكلّ ما عليها وفيها في ستة أَيَّام حرفية وفي ستة ليالٍ حرفيّة: "فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأرض" (تكوين ١: ١)؛ وقتما خلق آدَم وحَوَّاء: "مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ، ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا اللهُ " (مرقس ٦: ١٠)؛ "لأَنْ فِي سِتَّةِ أَيَّام صَنَعَ الرَّبّ السَّمَاء وَالأرض وَالْبَحْرَ وكلّ مَا فِيهَا" (خروج ∙٢: ١١). كلّ هذا هو عكس العالم الذي لا يعرف الله، فيُعلِّم نظريات تطوُّرٍ مُكَوَّنَة من ملايين السنين. في الحقيقة فإنَّ كُلَّ الخَلقِ تكوَّن في لحظة واحدة عندما قالَ يسوعُ فَكَانَ؛ ولا يزال اليوم. تقول كلمة الرَّبّ إنَّ يسوعَ: "َحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ" (عبرانيين ١: ٣)، وها هو الآن يَصُبُّ غضبَه على هؤلاء الأَشرَار ليُؤكد لهم هكذا كما قال في إنجيل لوقا: "وَتَكُونُ عَلاَمَاتٌ فِي الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ، وَعَلَى الأرض كَرْبُ أُمَمٍ بِحَيْرَةٍ" (لوقا ٢١: ٢٥).

الرَّبّ يسوع يفعل بكوكب الشمس كما يشاء، فهو تارة يُوقِفُها في مكانها ويمنع دورانها مثلما فعل مع يشوع: "حِينَئِذٍ كَلَّمَ يَشُوعُ الرَّبّ، يَوْمَ أَسْلَمَ الرَّبّ الأَمُورِيِّينَ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَقَالَ أَمَامَ عُيُونِ إِسْرَائِيلَ: يَا شَمْسُ دُومِي عَلَى جِبْعُونَ، وَيَا قَمَرُ عَلَى وَادِي أَيَّلُونَ. ۱۳فَدَامَتِ الشَّمْسُ وَوَقَفَ الْقَمَرُ حَتَّى انْتَقَمَ الشَّعْبُ مِنْ أَعْدَائِهِ. أَلَيْسَ هذَا مَكْتُوبًا فِي سِفْرِ يَاشَرَ؟ فَوَقَفَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّمَاء وَلَمْ تَعْجَلْ لِلْغُرُوبِ نَحْوَ يَوْمٍ كَامِل. ۱٤وَلَمْ يَكُنْ مِثْلُ ذلِكَ الْيَوْمِ قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ سَمِعَ فِيهِ الرَّبّ صَوْتَ إِنْسَانٍ، لأَنَّ الرَّبّ حَارَبَ عَنْ إِسْرَائِيلَ" (يشوع ∙۱: ١٢-١٤)؛ وتارَةً أخرى يسوع يُرجِعُهَا إلى الوراء مثلما فعل مع حزقيا على فم إشعياء النبي: "وَهذِهِ لَكَ الْعَلاَمَةُ مِنْ قِبَلِ الرَّبّ عَلَى أَنَّ الرَّبّ يَفْعَلُ هذَا الأَمْرَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ: ۸هأَنَذَا أُرَجِّعُ ظِلَّ الدَّرَجَاتِ الَّذِي نَزَلَ فِي دَرَجَاتِ آحَازَ بِالشَّمْسِ عَشَرَ دَرَجَاتٍ إلى الْوَرَاءِ. فَرَجَعَتِ الشَّمْسُ عَشَرَ دَرَجَاتٍ فِي الدَّرَجَاتِ الَّتِي نَزَلَتْهَا" (إشعياء ٣٨: ٧-٨).

كما رأينا في العدد السابق، فيسوعُ تَارَةً يُطفِئُ الشَّمسَ وتَارَةً يُقوِّي حرارَتها لتُحرِقَ أجساد الناس الأَشرَار، إذ هو الله وهو الخالق وهو المُتَسَلِّط!

يسوع نور ونوره يشع أقوى من نور الشمس، كما اختبر أيضًا شاول الطرسوسي في الطريق إلى دمشق: "وَكَانَ لَمَعَانٌ كَالنُّورِ. لَهُ مِنْ يَدِهِ شُعَاعٌ، وَهُناكَ اسْتِتَارُ قُدْرَتِهِ" (حبقوق ٣: ٤)؛ "وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّام أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إلى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ. ۲وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ، وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ" (متّى ١٧: ١-٢)؛ "وَلَمَّا كُنْتُ ذَاهِبًا فِي ذلِكَ إِلَى دِمَشْقَ، بِسُلْطَانٍ وَوَصِيَّةٍ مِنْ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ،۱۳رَأَيْتُ فِي نِصْفِ النَّهَارِ فِي الطَّرِيقِ، أَيُّهَا الْمَلِكُ، نُورًا مِنَ السَّمَاءِ أَفْضَلَ مِنْ لَمَعَانِ الشَّمْسِ، قَدْ أَبْرَقَ حَوْلِي وَحَوْلَ الذَّاهِبِينَ مَعِي. (أعمال ٢٦: ۱۲-١٣). 

نور يسوع هو الذي يُعطي الشمس نورَها، لأن يسوع هو النور! نور يسوع كان موجودًا في اليوم الأَوَّل: ""وَقَالَ اللهُ لِيَكُنْ نُورٌ، فَكَانَ نُورٌ. ٤وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. ٥وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارًا، وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا وَاحِدًا. (تكوين ۱: ۳-٥). ذلك قبل أن خلق هو الشمس والقمر في اليوم الرابع: "وَقَالَ اللهُ لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَتَكُونَ لآيَاتٍ وَأَوْقَاتٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينٍ. ۱٥وَتَكُونَ أَنْوَارًا فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ. وَكَانَ كَذلِكَ. ۱٦فَعَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ النُّورَ الأَكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ، وَالنُّورَ الأَصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ، وَالنُّجُومَ. ۱۷وَجَعَلَهَا اللهُ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ، ۱۸وَلِتَحْكُمَ عَلَى النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَلِتَفْصِلَ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. ۱۹وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا رَابِعًا" (تكوين ۱: ۱٤-۱۹). 

نور الشمس والعالم يأتي من يسوع! اللهُ نُورٌ. يسوع نور العالم! يسوع مُنَوِّر العالم والكون كله!

(٩) "فاحترق الناسُ احتِرَاقًا عَظِيمًا وجَدَّفُوا على اسمِ اللهِ الَّذِي له سلطان على هذه الضربات ولم يتوبوا ليُعطُوهُ مَجدًا." 

- فاحترقَ الناسُ احتراقًا عظيمًا - سوف يحترق البشر إحتراقًا قويًّا كما رآه ووصفته نبؤة إشعياء النبي العظيم: "لِذلِكَ لَعْنَةٌ أَكَلَتِ الأرض وَعُوقِبَ السَّاكِنُونَ فِيهَا. لِذلِكَ احْتَرَقَ سُكَّانُ الأرض وَبَقِيَ أُنَاسٌ قَلاَئِلُ" (إشعياء ٢٤: ٦).

بالفعل معظم سكان الأرض سوف يكونون قد ماتوا الآن بسبب الضربات المُتَتَالِيَةِ على مَدَى السَّنواتِ السَّبعِ مِنَ الضِّيقَةِ العظيمة؛ وللأسف على مدى شرّ الإنسان ورفضه الرب يسوع، فإنَّ الناس الباقون على وجه الأرض بدلاً من أن يتوبوا سوف يجتمعون للإقتتال العالمي في معركة هرمجدون.

جديرٌ بالملاحظة هنا أنَّ ضَرَبَاتِ الجَاماتِ هي شبيهة بضربات الأبواق، ولكنها أعظم قوة وأكثر شموليَّة في دمارها الشامل. 

- وجَدَّفوا على اسم الله الذي له سلطان على هذه الضربات ولم يتوبوا ليُعطوه مجدًا - يكفيني هنا أن أستشهد بحكمة سليمان الملك: "إِنْ دَقَقْتَ الأَحْمَقَ فِي هَاوُنٍ بَيْنَ السَّمِيذِ بِمِدَقّ، لاَ تَبْرَحُ عَنْهُ حَمَاقَتُهُ" (أمثال ٢٧: ٢٢).

الإنسان شريرٌ ولا يريد أن يتوب. أحيانًا كثيرة نُبَشِّرُ الأشخاصَ، فيفهمون رسالة الخلاص، ولكنهم لا يريدون أن يتوبوا لأنَّ: "رُوحَ الزِّنَى قَدْ أَضَلَّهُمْ فَزَنَوْا مِنْ تَحْتِ إِلهِهِم" و"أَفْعَالُهُمْ لاَ تَدَعُهُمْ يَرْجِعُونَ إلى إِلهِهِمْ، لأَنَّ رُوحَ الزِّنَى فِي بَاطِنِهِمْ، وَهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ الرَّبّ" (هوشع ٤: ١٢ و٥: ٤) كما تقولُ كلمة الرَّبّ. 

(١٠) "ثم سَكَبَ المَلاكُ الخَامِسُ جَامَهُ على عرش الوحش فصارت مملكته مظلمة وكانوا يَعُضُّونَ على ألسنتهم من الوجع."

مثل الجام الأَوَّل، هذا الجَامُ هُو مُوَجَّهٌ إلى قلب مملكة المَسِيح الكَذَّاب مثل الضربة التاسعة على مصر: "ثُمَّ قَالَ الرَّبّ لِمُوسَى: مُدَّ يَدَكَ نَحْوَ السَّمَاء لِيَكُونَ ظَلاَمٌ عَلَى أرض مِصْرَ، حَتَّى يُلْمَسُ الظَّلاَمُ. ۲۲فَمَدَّ مُوسَى يَدَهُ نَحْوَ السَّمَاء فَكَانَ ظَلاَمٌ دَامِسٌ فِي كُلِّ أرض مِصْرَ ثَلاَثَةَ أَيَّام. ۲۳لَمْ يُبْصِرْ أَحَدٌ أَخَاهُ، وَلاَ قَامَ أَحَدٌ مِنْ مَكَانِهِ ثَلاَثَةَ أَيَّام. وَلكِنْ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ لَهُمْ نُورٌ فِي مَسَاكِنِهِمْ" (خروج ١٠: ٢١-٢٣).

الإنسانُ مُكَوَّنٌ مِن رُوحٍ ونَفسٍ وجَسَد. روح الإنسان تَرتَعِبُ من خوف نار جهنم؛ ونفس الإنسان يُرهِبُهَا الخوفُ مِنَ المُستقبَلِ المَجهُول؛ و أمّا جسد الإنسان فإنه يتألم جِدًّا بوجع مُخِيفٍ، عندما يكون محصورًا أو موضوعًا في ظلمة دامسة. واحدة من عذابات الأَشرَار في جهنَّم، أنَّهُم سيكونون في ظلمة أَبَدية بدون أن يروا النور بعد إلى الأَبَد: " لاَ يُعَايِنُونَ النُّورَ إلى الأَبَد " (مزمور ٤٩: ١٩). لذلك ليَتُبِ الخَاطِئُ ويتبع المَسِيح الذي يقوده إلى نور أَبَدي في السَّمَاء حيث: "لاَ يَكُونُ لَيْلٌ هُناكَ، وَلاَ يَحْتَاجُونَ إلى سِرَاجٍ أَوْ نُورِ شَمْسٍ، لأَنَّ الرَّبّ الإِلهَ يُنِيرُ عَلَيْهِمْ، وَهُمْ سَيَمْلِكُونَ إلى أَبَد الآبِدِين" (رُؤيا ٢٢: ٥).

(١١) "وجدفوا على إله السَّمَاء من أوجاعهم ومن قروحهم ولم يتوبوا عن أعمالهم."

يتعامل الأَشرَارُ مع الله بإصرار في الشَّر ولا توبة بل تجديف على الله. التوبة أمر صعبٌ جدًا على الإنسان المُتَكَبِّر. يرفض أن يتواضَعَ ويَعتَرِفُ بأنَّهُ خَاطِئٌ وبأنَّهُ بِحَاجَةٍ إلى يَسُوع.

أساسُ إنجيل يسوع هو التوبة كما نقرأ في الكِتَاب المُقَدَّس عن يسوع: "وَبَعْدَمَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إلى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللهِ. ۱٥وَيَقُولُ: قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإنجِيلِ" (مرقس ١: ١٤-١٥)؛ وعن تلاميذه الإثني عشر: "فَخَرَجُوا وَصَارُوا يَكْرِزُونَ أَنْ يَتُوبُوا" (مرقس ٦: ١٢). 

(١٢) "ثم سكب الملاك السادس جامه على النهر الكبير الفرات فنشِفَ مَاؤُهُ لكي يُعِدَّ طَرِيقَ المُلُوكِ الذينَ مِن مَشرِقِ الشَّمس."

سَيسكَبَ الملاكُ السادس جامَ غضب الرَّبّ فستمتنع ينابيع هذا النهر عن الاندفاق فيجفَّ مجراه. هذه الضربة هي مشابهةٌ ومُكَمِّلَةٌ لضَربَةِ البُوقِ السَّادِس الذي مررنا عليه في رُؤيا الأصحاح التاسع: "ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ السَّادِسُ، فَسَمِعْتُ صَوْتًا وَاحِدًا مِنْ أربَعةِ قُرُونِ مَذْبَحِ الذَّهَبِ الَّذِي أَمَامَ اللهِ، ۱٤قَائِلاً لِلْمَلاَكِ السَّادِسِ الَّذِي مَعَهُ الْبُوقُ: فُكَّ الأربَعةَ الْمَلاَئِكَةَ الْمُقَيَّدِينَ عِنْدَ النَّهْرِ الْعَظِيمِ الْفُرَاتِ. ۱٥فَانْفَكَّ الأربَعةُ الْمَلاَئِكَةُ الْمُعَدُّونَ لِلسَّاعَةِ وَالْيَوْمِ وَالشَّهْرِ وَالسَّنَةِ، لِكَيْ يَقْتُلُوا ثُلْثَ النَّاسِ. ۱٦وَعَدَدُ جُيُوشِ الْفُرْسَانِ مِئَتَا أَلْفِ أَلْفٍ وَأَنَا سَمِعْتُ عَدَدَهُمْ" (رُؤيا ٩: ١٣-١٦).

نهرُ الفُراتِ مُرتَبِطٌ ارتباطًا وثيقًا بمدينة بابل تاريخيًا، فقد كانت مدينة بابل مبنيَّةً عليه. سقطت بابلُ عندما حوَّلَ الفُرس مجرى نهر الفرات فجَفَّ المَجرَى القديم ودخَلَتْ الجُيُوشُ من تَحتِ الأسوار. الشعب الفارسي شعب شرقي كان يعبد الشمس وشاه إيران كان لقبه "شاه إنشاه آريا مهر" أي "ملك الملوك أبن الشمس". والتاريخ يُعِيدُ نفسه فهنا قوى الشَّرقِ ستأتي لتتحارب مع بابل الروحيّة العسكرية، التي هي ستكون الاتحاد الاوروبي. هنا نرى أنَّ هذا النهر العظيم الفرات سوف تجف مياهه وينشف بطنه لتسهيل مرور جيوش بلاد الشرق.

عند المجيء الأَوَّل للمسيح جاء المجوسُ مِنَ الشرقِ ليَعبُدُوا الرَّبّ يسوع: "وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّام هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إلى أورشليم ۲قَائِلِينَ: أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ" (متّى ٢: ١-٢)؛ وعند المجيء الثاني للمسيح سيأتي ملوك الشرق ليُحَارِبُوا إلى جَانِبِ المَسِيح الكَذَّاب ضدَّ جَبَلِ الرَّبّ يسوع: "وَتُفْزِعُهُ أَخْبَارٌ مِنَ الشرقِ وَمِنَ الشِّمَالِ، فَيَخْرُجُ بِغَضَبٍ عَظِيمٍ لِيُخْرِبَ وَلِيُحَرِّمَ كَثِيرِينَ. ٤٥وَيَنْصُبُ فُسْطَاطَهُ بَيْنَ الْبُحُورِ وَجَبَلِ بَهَاءِ الْقُدْسِ، وَيَبْلُغُ نِهَايَتَهُ وَلاَ مُعِينَ لَهُ" (دانيال ١١: ٤٤-٤٥). 

(١٣) "ورأيتُ مِن فَمِ التِّنِّين ومن فَمِ الوَحشِ ومن فَمِ النَّبِيِّ الكَذَّاب ثلاثة أرواح نجسة شبه ضفادع." 

- ورأيتُ مِن فَم - الفم هو العضو الذي تخرج منه الكلمات التي تُعَبِّرُ عن إرادة وأوامر وتسَلُّطِ الإنسان. 

- التنِّينُ ومن فم الوحش ومن فم النبي الكَذَّاب ثلاثة أرواح نجسة – هؤلاء الثلاثة هم الثالوث الأَنجَس 

إبليسُ يحاولُ تقليدَ السَّمَاء قدر استطاعته؛ فكما أنَّ في السَّمَاء يوجد الثالوث الأقدس الآب والابن والروح القدس؛ عكس ذلك فإن الشيطانَ يُكَوِّنُ الثالوث الأَنجَس وَهُم: 

     (i) الوحش، الطالع من الهاوية الذي هو التنين أي إبليس

    (ii) الوحش، الطالع من البحر أي المَسِيح الكَذَّاب

    (iii) الوحش، الطالع من الأرض هو النبي الكَذَّاب 

ثلاثتهم أرواحهم شريرة نجسة ويكوِّنون الثالوث الأَنجَس المُناهض للثالوث الأقدس. 

- شبه ضفادع - الضفادع حيوانات بغيضة نجسة بحسب الناموس، وهي من أقبح الحيوانات التي تقع عيناك عليها، فشكلها يوحي بالنكد والتذمُّرْ؛ وصوتها رديء وخشن. إنه من العَجَبِ العُجَاب أن تَرَى العَدِيدَ مِنَ الناس في العالم اليوم يُزَيِّنُونَ غُرَفَهُم ومَدَاخِلَ بُيُوتِهِم وحدائقهم بالضفادع؛ فهم لا يقدرون أن يميّزوا أنَّ هذه المخلوقات هي فأل لعنة وشر. أيضًا في العصور القديمة كانت الضفادع ترمز إلى الشَّعوَذة؛ والفلاسفة الأردياء في التاريخ كانوا يُنعَتُون بالضفادع لأنَّها حيوانات برمائية تعيش في المستنقعات وتقتات من الذباب والبرغش والاقذار. كلّ هذا رمز للذين يرفضون الرَّبّ يسوع ويُحِبُّونَ أن يعيشوا في وحل الخطيّة. الضفادع تنفخ رقبتها لتظهر عنفوانها وكبرياءها لشرِّها، كذلك الكبرياء هي أساس رفض الناس ليسوع المَسِيح. الكبرياء هي أيضًا أساس خلافات الناس بعضهم مع بعض: "اَلْخِصَامُ إِنَّمَا يَصِيرُ بِالْكِبْرِيَاءِ، وَمَعَ الْمُتَشَاوِرِينَ حِكْمَةٌ" (أمثال ١٣: ∙١). مُتَخَاصِمٌ مَعَ أَحَدٍ ما؟ إذهب تصارح معه لأنَّ يسوع يقول: "إِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَاذْهَبْ وَعَاتِبْهُ" (متّى ١٨: ١٥). إن كنتَ لا تَذهَبُ فالسبب هو الكبرياء التي هي من الشيطان لأنَّه تكبَّرَ على الله. 

(١٤) "فإنَّهُم أرواح شياطين صانعة آيات تخرج على ملوك العالم وكلّ المسكونة لتجمعهم لقتال ذلك اليوم العظيم يوم الله القادر على كلّ شيء."

يقوم الثالوث الأَنجَس بخداع ملوك ورؤساء وجيوش الكرة الأرضية كلها للذهاب للاقتتال في هرمجدون. ولا عجب لأن إبليس من البدء مُخَادِعٌ وكذَّاب وقتَّال، كما يقول يسوع للناس الرافضين له: "أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الكَذَّاب" (يوحنا ٨: ٤٤).

سَتَكثُرُ جِدًا نشاطات الأرواح الشريرة في الضِّيقَة العظيمة، لأنَّ عَهدَ النِّعمَةِ يَكُونُ قد إنتهى بإختطاف الكنيسة وإرتفاع الروح القدس. هذا ما قد بدأَ يظهر على مسرح العالم اليوم، فنحن في أواخر عصر الكنيسة كما يحذرنا الكِتَاب المُقَدَّس: "وَلكِنَّ الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحًا: إِنَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإيمان، تَابِعِينَ أَرْوَاحًا مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ، ۲فِي رِيَاءِ أَقْوَال كَاذِبَةٍ، مَوْسُومَةً ضَمَائِرُهُمْ" (١ تيموثاوس ٤: ١-٢). 

(١٥) "ها أنا آتي كلص. طوبى لمن يسهر ويحفظ ثيابه لئلا يمشي عريانًا فيروا عريته."

هذا تدخُّلٌ إلَهِيٌّ مِنَ السَّمَاءِ في وَسَطِ الظُّلمَةِ الرُّوحِيَّةِ العَالمِيَّة. نرى الرَّبّ يسوع يُشَجِّعُ مُؤمِنِي الضِّيقَة العظيمة على أن يحافظوا على أمانتهم له، ولا يَكِلُّوا أو يخوروا لئلا يخسروا مكافأتهم بفضل شهادتهم للمسيح؛ فإنَّ جوهرة إيماننا هي أمانة شهادتنا للرب يسوع ولكلمتِهِ الكِتَاب المُقَدَّس.

إبليسُ سوفَ يُحَاوِلُ أن يُضِلَّ حتى لو أمكن المختارين كما يحذر الرَّبّ يسوع: "لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا. ۲٥هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ" (متّى ٢٤: ٢٤-٢٥). كما يُحَذِّرُ الروح القدس عن المَسِيح الكَذَّاب بأنْ: "مَجِيئُهُ بِعَمَلِ الشَّيْطَانِ، بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَبِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ، ∙۱وَبِكُلِّ خَدِيعَةِ الإِثْمِ، فِي الْهَالِكِينَ" (٢ تسالونيكي ٢: ٩-١٠). لكن شكرًا للرب يسوع الغالب المنتصر: "فَقُبِضَ عَلَى الْوَحْشِ وَالنَّبِيِّ الكَذَّاب مَعَهُ، الصَّانِعِ قُدَّامَهُ الآيَاتِ الَّتِي بِهَا أَضَلَّ الَّذِينَ قَبِلُوا سِمَةَ الْوَحْشِ وَالَّذِينَ سَجَدُوا لِصُورَتِهِ. وَطُرِحَ الاثْنَانِ حَيَّيْنِ إلى بُحَيْرَةِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ بِالْكِبْرِيتِ" (رُؤيا ١٩: ٢٠). 

(١٦) "فجَمَعَهُم إلى المَوضِعِ الذي يُدعَى بالعبرانِيَّةِ هَرمَجدُّون."

- فجمعهم - قبل أن يَصُبَّ المَلاكُ السَّابِعُ جَامَهُ، سوف يقوم إبليس بتجميع كلّ المسكونة لحرب هرمجدون. إبليس عَدُوُّ النفوس بثالوثه الأَنجَس، سوف يجمع كلّ ممالك العالم لكي يقتتلوا في أهم وأكبر معركة في تاريخ الجنس البشري كله. منذ ألفي سنة والعالم يسمع بحرب هرمجدون ولربما يقرأ أو يعرف شيئًا عنها؛ فهذه سوف تَكُونُ أَسوَأَهُم. الحُرُوبُ والمَوتُ يأتون مِن إِبلِيس الذي وفِي نِهَايَةِ الأَيَّامِ سوف يجمعُ جيوشَ شعوبِ العالم لكي يتحاربوا ويقتتلوا بعضهم بعضًا ويموتوا وينزلوا معه إلى جهنَّم إلى: "النَّارِ الأَبَديَّة الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ" (متّى ٢٥: ٤١). 

- إلى المَوضِعِ الذي يُدعَى بالعبرانية هرمجدون - هرمجدون تقع في سهل مجدو الذي يكوِّن الجزء الشمالي من سهل أو وادي يزرعيل جنوبي شرقي مدينة حيفا الساحلية في شمال إسرائيل. كلمة "هرمجدُّون" تعني "جبل الأحزان". تاريخيًا كان هذا السهل سبب حزن كثير بسبب كميَّة الجيوش التي إجتمعت وتقاتلت هُناكَ. إسمه القديم في الكِتَاب المُقَدَّس هو "حروشة الأمم"، من "حرش" أي من غابة كثيفة من الأمم، ومن "تحرش" أي إستفزاز وإغاظة ونكد وحزن بين الأمم: "وَتَبعَ بَارَاقُ الْمَرْكَبَاتِ وَالْجَيْشَ إلى حَرُوشَةِ الأُمَمِ. وَسَقَطَ كُلُّ جَيْشِ سِيسَرَا بِحَدِّ السَّيْفِ. لَمْ يَبْقَ وَلاَ وَاحِدٌ" (قضاة ٤: ١٦). هُناكَ قتل ياهو ملك إسرائيل أخزيا ملك يهوذا: "وَلَمَّا رَأَى ذلِكَ أَخَزْيَا مَلِكُ يَهُوذَا هَرَبَ فِي طَرِيقِ بَيْتِ الْبُسْتَانِ، فَطَارَدَهُ يَاهُو وَقَالَ: اضْرِبُوهُ. فَضَرَبُوهُ أَيْضًا فِي الْمَرْكَبَةِ فِي عَقَبَةِ جُورَ الَّتِي عِنْدَ يِبْلَعَامَ. فَهَرَبَ إلى مَجِدُّو وَمَاتَ هُناكَ" (٢ ملوك ٩: ٢٧). وهُناكَ قتل نخو فرعون مصر يوشيَّا ملك يهوذا: "فِي أَيَّامهِ صَعِدَ فِرْعَوْنُ نَخْوُ مَلِكُ مِصْرَ عَلَى مَلِكِ أَشُّورَ إلى نَهْرِ الْفُرَاتِ. فَصَعِدَ الْمَلِكُ يُوشِيَّا لِلِقَائِهِ، فَقَتَلَهُ فِي مَجِدُّو حِينَ رَآهُ" (٢ ملوك ٢٣: ٢٩).

أمام هذا السهل الشاسع جِدًّا والمُحَاط بتلال متفاوتة، وقف نابليون وتأمل وقال: "هذا أَفضَلُ موقع في العالم للمناورات العسكرية". هذا المكان سيستخدمه الرَّبّ للحرب الأَخِيرة ضدّ عالم الأَشرَار، حين سوف تأتي الجيوش من أوروبا وبلاد مشرق الشمس إفريقيا وروسيا ومن الجزائر البعيدة، وتتجمع بقيادة المَسِيح الكَذَّاب ضدّ إسرائيل، لأن منها جاء الرَّبّ يسوع المَسِيح إبن الله، المُتَجَسِّد من سبط يهوذا ليخلِّص البشر.

خلاصة نهاية بابل سنراها كما يلي:

      (i) في هذا الاصحاح (۱٦)  دمار بابل السياسيَّة 

     (ii) في الأصحاح التالي (۱۷) سنرى دمار بابل الدينيّة 

     (iii) في الأصحاح (۱۸) دمار بابل الاقتصاديَّة 

     (iv) وفي الأصحاح (۱۹) دمار بابل العسكرية 

(١٧) "ثم سَكَبَ المَلاكُ السَّابِعُ جَامَهُ على الهواء فخَرَجَ صَوتٌ عَظِيمٌ مِن هَيكَلِ السَّمَاء من العَرشِ قائلاً قد تمَّ."

هذه آخر ضربة في آخر مجموعة من المجموعات الثلاث، الختوم والابواق والجامات، فلذلك هذه ضربة نهائية وهي تشمل كلّ نطاق إطار قوة إبليس، ألا وهو الهواء: "رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ" ؛ "فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّر الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ" (أَفَسُس ٢: ٢ ؛ ٦: ١٢). 

إبليس الذي كان قد سقط مؤخرًا إلى الأرض: "فَطُرِحَ التِّنِّينُ الْعَظِيمُ، الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ الْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَالشَّيْطَانَ، الَّذِي يُضِلُّ الْعَالَمَ كُلَّهُ، طُرِحَ إلى الأرض، وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَتُهُ" (رُؤيا ١٢: ٩)، بقي له سلطان مؤقت على هواء الأرض الذي ينتهي هنا عند صدور الأمر من عرش الله في السَّمَاء قائلاً: "قد تمّ"!

المرة الأولى التي قال فيها يسوع هاتين الكلمتين: "قد اُكمِل" أي "قد تمّ" كانت عندما كان معلّقًا على الصليب لإنهاء مجيئه الأَوَّل عندما تمم عمل فدائنا، وهنا ثاني مرة يقول يسوع نفس الكلمتين: "قد تمّ" وهو جالس على يمين العظمة مُتممًا قضاءَهُ لِبَدءِ مجيئه الثاني وتأسيس ملَكُوتِه. 

(١٨) "فحدثت أصواتٌ ورُعُودٌ وبُرُوق. وحدثت زلزلةٌ عَظيمَةٌ لم يَحدُثْ مثلها منذ صارَ الناسُ على الأرض زلزلة بمقدارها عظيمة هكذا."

- فحدثت أصوات ورعود وبروق - هذا وصف عظمة غضب الرَّبّ تمامًا كما كُنَّا قد رأيناه في الأصحاح الثامن: "ثُمَّ أَخَذَ الْمَلاَكُ الْمِبْخَرَةَ وَمَلأَهَا مِنْ نَارِ الْمَذْبَحِ وَأَلْقَاهَا إلى الأرض، فَحَدَثَتْ أَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَبُرُوقٌ وَزَلْزَلَةٌ" (رُؤيا ٨: ٥). 

- وحَدَثَتْ زَلزَلَةٌ عَظِيمَةٌ لم يَحدُثْ مِثلَها مُنذُ صَارَ النَّاسُ على الأرض زلزلة بمقدارها عظيمة هكذا - هذه الهزَّة الأرضية ستكون أعنف وأقوى هزَّة عرفتها الكُرَة الأرضية منذ خلق الأرض والإنسان، فقد تنبَّأَ كلٌّ من حَجَّي وزكريَّا عن هكذا هَزَّةٍ أرضية: "لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: هِيَ مَرَّةٌ، بَعْدَ قَلِيلٍ، فَأُزَلْزِلُ السَّمَاوَاتِ وَالأرض وَالْبَحْرَ وَالْيَابِسَةَ، ۷وَأُزَلْزِلُ كُلَّ الأُمَمِ. وَيَأْتِي مُشْتَهَى كُلِّ الأُمَمِ" (حجي ٢: ٦-٧)؛ "فَيَخْرُجُ الرَّبّ وَيُحَارِبُ تِلْكَ الأُمَمَ كَمَا فِي يَوْمِ حَرْبِهِ، يَوْمَ الْقِتَالِ. ٤وَتَقِفُ قَدَمَاهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ الَّذِي قُدَّامَ أورشليم مِنَ الشرقِ، فَيَنْشَقُّ جَبَلُ الزَّيْتُونِ مِنْ وَسَطِهِ نَحْوَ الشرقِ وَنَحْوَ الْغَرْبِ وَادِيًا عَظِيمًا جِدًّا، وَيَنْتَقِلُ نِصْفُ الْجَبَلِ نَحْوَ الشِّمَالِ، وَنِصْفُهُ نَحْوَ الْجَنُوبِ. ٥وَتَهْرُبُونَ فِي جِوَاءِ جِبَالِي، لأَنَّ جِوَاءَ الْجِبَالِ يَصِلُ إلى آصَلَ. وَتَهْرُبُونَ كَمَا هَرَبْتُمْ مِنَ الزَّلْزَلَةِ فِي أَيَّام عُزِّيَّا مَلِكِ يَهُوذَا. وَيَأْتِي الرَّبّ إِلهِي وَجَمِيعُ الْقِدِّيسِينَ مَعَكَ" (زكريا ١٤: ٣-٥). 

(١٩) "وصَارَتِ المَدينةُ العظيمَةُ ثلاثةَ أَقسَامٍ، ومُدُنُ الأُمَمِ سَقطَتْ وبَابِلُ العَظيمَة ذُكِرَتْ أمامَ اللهِ لِيُعطِيَهَا كأسَ خَمرِ سُخطِ غَضَبِه." 

- وصارت المدينة العظيمة ثلاثة أقسام ومدن الأمم سقطت - المدينة العظيمة هي بابل: "ثُمَّ تَبِعَهُ مَلاَكٌ آخَرُ قَائِلاً: سَقَطَتْ! سَقَطَتْ بَابِلُ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ" (رُؤيا ١٤: ٨). 

- وبابل العظيمة ذكرت أمام الله ليعطيها كأس خمر سخط غضبه - بابل مدينة نمرود والمَسِيح الكَذَّاب وإبليس فنصيبها هو في جهنم؛ هي وكلّ من لم يقبل الرَّبّ يسوع سيِّدًا على حياته: "سَقَطَتْ! سَقَطَتْ بَابِلُ الْعَظِيمَةُ! وَصَارَتْ مَسْكَنًا لِشَيَاطِينَ، وَمَحْرَسًا لِكُلِّ رُوحٍ نَجِسٍ، وَمَحْرَسًا لِكُلِّ طَائِرٍ نَجِسٍ وَمَمْقُوت" (رُؤيا ١٨: ٢). 

(∙۲) "وكل جزيرة هربت وجبال لم توجد."

كُنَّا قد رأينا أنّه عند فتح الختم السادس: "كُلُّ جَبَل وَجَزِيرَةٍ تَزَحْزَحَا مِنْ مَوْضِعِهِمَا" (رُؤيا ٦: ١٤)، ولكن هنا نراهم لا يتزعزعون فقط بل إنّما يهربون كُلِّيًّا من مواضعهم وتتغيّر جغرافيّة الكرة الأرضيّة كلّها. هكذا تغييرات جغرافية سَتُودِي بحياة الملايين من الناس ويتبقَّى أُنَاسٌ قلائل. هذا الكلام ينسجم مع وصف إرمياء النبي: "نَظَرْتُ إلى الأرض وَإِذَا هِيَ خَرِبَةٌ وَخَالِيَةٌ، وَإلى السَّمَاوَاتِ فَلاَ نُورَ لَهَا. ۲٤نَظَرْتُ إلى الْجِبَالِ وَإِذَا هِيَ تَرْتَجِفُ، وكلّ الآكَامِ تَقَلْقَلَتْ. ۲٥نَظَرْتُ وَإِذَا لاَ إِنْسَانَ، وكلّ طُيُورِ السَّمَاء هَرَبَتْ. ۲٦نَظَرْتُ وَإِذَا الْبُسْتَانُ بَرِّيَّةٌ، وكلّ مُدُنِهَا نُقِضَتْ مِنْ وَجْهِ الرَّبّ، مِنْ وَجْهِ حُمُوِّ غَضَبِهِ" (إرمياء ٤: ٢٣-٢٦).
في تلك الأَيَّام سيكون المزمور السادس والأربَعون "بحرفيّته" شعار أبرار الضِّيقَة العظيمة: "اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي الضِّيْقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا. ۲لِذلِكَ لاَ نَخْشَى وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ الأرض، وَلَوِ انْقَلَبَتِ الْجِبَالُ إلى قَلْبِ الْبِحَارِ. ۳تَعِجُّ وَتَجِيشُ مِيَاهُهَا. تَتَزَعْزَعُ الْجِبَالُ بِطُمُوِّهَا. سِلاَهْ"، "٦عَجَّتِ الأُمَمُ. تَزَعْزَعَتِ الْمَمَالِكُ. أَعْطَى صَوْتَهُ، ذَابَتِ الأرض. ۷رَبُّ الْجُنُودِ مَعَنَا. مَلْجَأُنَا إِلهُ يَعْقُوبَ. سِلاَهْ" (مزامير ٤٦: ١-٣، ٦-٧). 

(٢١) "وبَرَدٌ عَظِيمٌ نحوَ ثِقلِ وَزنَةٍ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ عَلى النَّاسِ، فجدَّفَ الناسُ على الله من ضَربَةِ البَرَدِ لأنَّ ضربتَهُ عظيمةٌ جدًا."

ضربة البَرَدِ مألوفةٌ في الكِتَاب المُقَدَّس إذ بها ضرب الرَّبّ يسوع أرض مصر: "فَمَدَّ مُوسَى عَصَاهُ نَحْوَ السَّمَاءِ، فَأَعْطَى الرَّبُّ رُعُودًا وَبَرَدًا، وَجَرَتْ نَارٌ عَلَى الأَرْضِ، وَأَمْطَرَ الرَّبُّ بَرَدًا عَلَى أَرْضِ مِصْرَ. ۲٤فَكَانَ بَرَدٌ، وَنَارٌ مُتَوَاصِلَةٌ فِي وَسَطِ الْبَرَدِ. شَيْءٌ عَظِيمٌ جِدًّا لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ مُنْذُ صَارَتْ أُمَّةً. ۲٥فَضَرَبَ الْبَرَدُ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ جَمِيعَ مَا فِي الْحَقْلِ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ. وَضَرَبَ الْبَرَدُ جَمِيعَ عُشْبِ الْحَقْلِ وَكَسَّرَ جَمِيعَ شَجَرِ الْحَقْلِ. ۲٦إِلاَّ أَرْضَ جَاسَانَ حَيْثُ كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ، فَلَمْ يَكُنْ فِيهَا بَرَدٌ" (خروج ٩: ٢٣-٢٦). ضربَ الرَّبّ بها الأموريين عندما حاربهم يشوع في أطوَلِ يوم في التاريخ دام ٣٦ ساعة: "وَبَيْنَمَا هُمْ هَارِبُونَ مِنْ أَمَامِ إِسْرَائِيلَ وَهُمْ فِي مُنْحَدَرِ بَيْتِ حُورُونَ، رَمَاهُمُ الرَّبّ بِحِجَارَةٍ عَظِيمَةٍ مِنَ السَّمَاء إلى عَزِيقَةَ فَمَاتُوا. وَالَّذِينَ مَاتُوا بِحِجَارَةِ الْبَرَدِ هُمْ أَكْثَرُ مِنَ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِالسَّيْفِ" (يشوع ∙۱: ١١). سيستخدم الرَّبّ ضربة البَرَدِ ضِدَّ تحالف القوى الروسية في نهاية الحُكم الأَلفِيّ: "۱۸وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَوْمَ مَجِيءِ جُوجٍ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، أَنَّ غَضَبِي يَصْعَدُ فِي أَنْفِي."...."۲۲وَأُعَاقِبُهُ بِالْوَبَإِ وَبِالدَّمِ، وَأُمْطِرُ عَلَيْهِ وَعَلَى جَيْشِهِ وَعَلَى الشُّعُوبِ الْكَثِيرَةِ الَّذِينَ مَعَهُ مَطَرًا جَارِفًا وَحِجَارَةَ بَرَدٍ عَظِيمَةً وَنَارًا وَكِبْرِيتًا. ۲۳فَأَتَعَظَّمُ وَأَتَقَدَّسُ وَأُعْرَفُ فِي عُيُونِ أُمَمٍ كَثِيرَةٍ، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ. " (حزقيال ٣٨: ١٨؛ ٢٢-٢٣).

أيُّوبُ رَأَى أنَّ عِندَ الرَّبِّ يسوع مَخَازِنُ مِنَ البَرَد: "أَدَخَلْتَ إلى خَزَائِنِ الثَّلْجِ، أَمْ أَبْصَرْتَ مَخَازِنَ الْبَرَدِ، ۲۳الَّتِي أَبْقَيْتَهَا لِوَقْتِ الضَّرِّ، لِيَوْمِ الْقِتَالِ وَالْحَرْبِ" (أيوب ٣٨: ٢٢). الرَّبّ يستخدم مخازن البَرَدِ هذه ليعاقب الأَشرَار لكي يجعلهم يتوبوا لكنهم يزدادون رفضًا وعِنَادًا. بَرَدُ الرَّبّ مُخِيفٌ ووَزنُهُ يَتَرَاوَحُ بين ∙٣ و٤٠ كيلو غرام فينزل على روؤسهم، ولكنهم بدلاً من أن يتوبوا ليأتي الفرج والخلاص، نراهم يتمادون في الكُفرِ واللَّعنِ، فلا يبقى أمامهم إلا جهنم مع إبليس والجان والعفاريت والناس الأَشرَار في عذاب إلى أَبَد الآبِدِين لكلّ من يرفض سيادة الرَّبّ يسوع على حياته.

تُبْ عن حياة الخطية وسلًمْ سيادَةَ حَياتِكَ لِيَسُوع وذُقْ وانظُرْ ما أطيَبَ الرَّبّ! طوبى لكلِّ مَنْ يَتَّكِلُ على الرَّبِّ يسوع إبنِ اللهِ الحيّ!

  • عدد الزيارات: 205