مقدمة

المَوضُوع: عَقِيدَةُ الخَلاصِ المَسِيحِيَّ

الكَاتِب: بُولُس الرَّسُول

التَّارِيخ: 56 م.

كُتِبَتْ رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إلَى أَهلِ رُومِية، أَي الرُّومَانِيِّين، مِن مَدِينَةِ كُورنثُوس أَثنَاءَ رَحلَةِ بُولُس الإرسَالِيَّة الثَّالِثَة (2كور 1:13). سَبَبُ ودَافِعُ الكِتَابَةِ كَانَ فِي أَنَّ بُولُسَ كانَ يَنوِي زِيَارَة رُومَا قَريبًا. لِذَلِكَ وقَبلَ مَجِيئِهِ، أعلَنَ الحَقَائِقَ المُمَيَّزَة والوَاضِحَة عَنِ الإنجِيلِ، الَّتِي أعلَنَهَا لَهُ الرَّبُّ يَسُوعُ المَسِيح. لِذَلِكَ كَانَت رَغبَتُهُ هِيَ فِي أنْ يَعرِفَ المَسِيحِيُّونَ فِي رُومَا مَوقِفَهُ مِن عَقَائِدِ الإيمَانِ المَسِيحِيِّ حَتَّى قَبلَ أَنْ يَصِلَ إلَيهِم.

الفِكرَةُ المِحوَرِيَّةُ للرسالة هِيَ أن "إنجِيلُ الله" (رو 1:1) ليسَ لليَهُودِ فَقَط، بَل للأُمَم أيضًا (رو 11:2، 29:3)؛ فهو إلَهُ الجِنسِ البَشَرِيّ بِأسرِهِ. كُلُّ نَسلِ آدَم وحَوَّاء مُذنِبٌ أمَامَ اللهِ (رو 19:3)، وفِدَاءُ المَسِيح يَشمَلُ الجِنسَ البَشَرِيَّ بِأَسرِهِ.

فِي هَذِهِ الرِّسَالَة نَرَى شَرحًا لِعَقِيدَةِ نِعمَةِ الخلاص بيسوع المسيح: (1) بِالنِّسبَة لخَلاصِ العالم كله من يهود وأُمَم وشعوب العالم، و(2) بالنسبة لوُعُودِ اللهِ لإسرَائِيلَ (الأصحاحات 9-11). يشرح بولس إتمَامُ الوُعُود للكَنِيسَة؛ وبَعدَ اختِطَافِ الكَنِيسَةِ "سَيَخرُجُ مِن صِهيَون المُنقِذُ – يسوع – ويَرُدُّ الفُجُورَ عَن يَعقُوب" (رو 25:11-27). يُعتَبَرُ شِبهُ الجُملَةِ "بِرُّ اللهِ" (رو 17:1، 21:3-22) مِفتَاحُ الرِّسَالَة.

تُعلِّم رِسَالَةُ رُومِية أنَّ الإنطِلاقَ لِلعَمَلِ التَّبشِيرِيِّ وربح النفوس يَجِبُ أنْ يَكُونَ مَبنِيًّا عَلى عَقِيدَةِ خَلاصٍ سَلِيمَة. كما تعلِّم رِسَالَتا بولس الأُولى والثَّانِيَة الى أهل كُورنثُوس

إلَى أنَّ العَقِيدَةَ السَّلِيمَةَ يَجِبُ أنْ تَكُونَ مَقرُونَةً بِمَسلَكٍ سَلِيم أيضاً.

يُمكِنُ تَقسِيمُ رِسَالَةِ بُولُس الرَّسُول إلَى كنيسة رُوما إلى الأجزَاءِ التَّالِيَة:

I- جَزَاءُ الخَطِيَّة: 1:1 - 20:3

II- قُوَّة الخَطِيَّة: 21:3 – 11:5

III- عُبُودِيَّةُ الخَطِيَّة: 12:5 – 25:7

IV- التَّحَرُّرُ مِن أسرِ الخَطِيَّة:  1:8 – 36:11

V- مَسلَكُ الولادة الجَدِيدَة: 1:12 – 27:16