مقدمة

المَوضُوع: الخَلاصُ والتكريس هما كلاهما نِعمَةِ من عند الرب

الكَاتِب: بُولُسُ الرَّسُول

التَّارِيخ: 52 م.

رسالة بولس الرسول الى أهل غلاطية هي موجهة الى مجموعة من الكنائس في مقاطعة غلاطية التي أسسها بولس وبرنابا في رحلته التبشيرية الاولى (أع ١٣: ٥١؛ ١٤: ٨،∙٢). في رحلته التبشيرية الثانية وصل بولس بصحبة سيلا الى غلاطية حيث منعه الروح القدس من التقدم الى جنوباً الى آسيا الصغرى - تركيا اليوم، لكن وجَّهَهُ الرب يسوع عن طريق حلم الى مقاطعة مقدونية - اليونان ومجاوراتها اليوم (أع ١٦: ٦-∙١). قام بولس بزيارة غلاطية مرة ثالثة في طريق عودته الى اُورشليم في نهاية رحلته التبشيرية الثالثة (أع ١٨: ٢٣).

يشرح السفر بالتفصيل كيف أن غفران الخطايا أي الخلاص هو فقط نعمة، نتيجة عَمَلِ المَسِيحِ عَلى الصَّلِيبِ "لأَنَّهُ إنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ فَالمَسِيحُ إذًا مَاتَ بِدُونِ سَبَب" (غلا 12:2). يَكشِفُ بُولُسُ الرَّسُول هَذِهِ الحَقِيقَة عَن طرِيقِ عِدَّةِ مُقَارَنَاتٍ بَينَ الأعمَالِ والنِّعمَة – لاحظ تقسيم الرسالة. مَا لم يَقدِرْ النَّامُوسُ أنْ يُحَرِّرَهُ بالاعمال لَقَد حَرَّرَتْهُ صليب المسيح بالنِّعمَة. لِذَا فإنَّ هَدَفَ هَذِهِ الرِّسَالة هُوَ الدِّفاعُ عَن إنجِيلِ نِعمَةِ المَسِيحِ كَمَا يَقُولُ فِي (غلا 5:2) "يَبقَى عِندَكُم حَقُّ الإنجِيل". يُشِيرُ بُولُسُ إلى خُطُورَةِ تَّعَالِيمِ ألَتزَمُّتْ المسلكي الَّتِي كَانَت تَبهُرُ البعض، والاستهتار المسلكي الذي كان ينتهجه بعضاً آخر. بولس يُحَذِّرُ من كلا التَطَرُّفَيْنْ ويحثهم على الاتكال على نِعمَةِ المسيح كَالأَسَاسٍ الوَحِيدٍ لِحياة التكريس، لانهم أصبَحُوا فِي خَطَرِ السُّقُوطِ مِنَ نِعمَة برّْ حياة القداسة؛ فالشِعار المسيحي الحق يجب أن يكون: "مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي" (٢: ∙٢)؛ الذي هو مفتاح هذه الرسالة.

يُظهِرُ بُولُسُ استِيَاءَهُ مِن هَذِهِ الكَنِيسَةِ إلى دَرَجَةِ أنَّهُ: (1) لا يَمدَحُهُم على شَيءٍ كَمَا هِي عَادَتُهُ في الرَّسَائِلِ الأُخرَى. (2) لا يَطلُبُ مِنهُم أنْ يُصَلُّوا مِن أَجلِه. (3) يَطلُبُ مِنهُم أنْ يُعتِقُوهُ بِمَعنًى أن يَكِفُّوا عَن مُضايَقَتِهِ ويترُكُوهُ يَعيشُ بِسَلامٍ (غلا 17:6).

يُمكِنُ تَقسِيمُ رِسَالَةِ بُولُس الرَّسُول إلَى كنيسة غلاطية إلى الأجزَاءِ التَّالِيَة:

I- الخَلاصُ بِالنِّعمَةِ بالإيمَانِ فَقَط: 1 – 2

II- الخَلاصُ بالإيمَانِ بِدُونِ أعمَالٍ: 3 – 4

III- حَصرِيَّةُ الخَلاصِ بِيَسُوعَ المَسِيحِ هو لَيسَ فُرصَةً لِلخَطِيَّة: 5 – 6