Skip to main content

مقدمة

المَوضُوع: المَسِيحِيَّةُ هِيَ نَمَطُ حَيَاة

الكَاتِب: يَعقُوب أخا الرب

التَّارِيخ: 50 م.

كَاتِبُ الرِّسَالَةِ هُوَ يَعقُوبُ أَخُو الرَّبِّ يَسُوعَ فِي الجَسَد (مت 55:13-56؛ مر 3:6؛ غلا 19:1)، وفِي القَرنِ الأَوَّلِ المِيلادِيِّ، لَيسَ بُطرُس بَل يَعقُوب أَخُو الرَّبّ هُوَ الذي كَانَ رَأسَ كَنِيسَةِ أُورُشَلِيم (أع 17:12، 13:15-29، 17:21-18). لا بُدَّ أَنَّهُ اختَبَرَ الخَلاصَ عَلَى يَدِ الرَّبِّ يَسُوعَ نَفسِهِ (1كور 7:15). هَذِهِ الرِّسَالَةُ هِي مِن أُولَى رَسَائِلِ العَهدِ الجَدِيد، وهِيَ مَكتُوبَةٌ إلَى اليَهُودِ المُتَجَدِّدِينَ المُشَتَّتِينَ فِي كُلِّ أَرجَاءِ الأمبَرَاطُورِيَّةِ الرُّومَانِيَّة.

يُشَدِّدُ يَعقُوبُ عَلى أَنَّ الحَيَاةَ المَسِيحِيَّةَ هِيَ نَمَطُ مَسلَكٍ مَسِيحِيٍّ بِحَسَبِ تَعَالِيمِ المَوعِظَةِ عَلَى الجَبَل (مت 5 – 7)، بِحَسَبِ فِكرِ الرَّبِّ يَسُوعَ، لِذا التَّركِيزُ هُوَ عَلَى المُستَوَى الخُلُقِيّ والمَعنَوِيّ، الِّذِي يَجِبُ أَنْ يَتَمَتَّعَ بِهِ كُلُّ مُؤمِنٍ عَلى مَدَى العُصُور، وهَذَانِ الأَمرَانِ بَالِغَا الأَهَمِّيَّةِ عِندَ عَودَةِ الرَّبِّ يَسُوع المُشَارِ إلَيهَا مَرَّتَين (يع 7:5-8). الوِلادَةُ الجَدِيدَةُ مَفهُومَةٌ (يع 21:1) وَوَاضِحَة (يع 18:5).

مِحوَرُ رِسَالَةِ يَعقُوب هُوَ التَّدَيُّنُ المَسِيحِيُّ فِي "الدِّيَانَةِ الطَّاهِرَةِ النَّقِيَّة" فِي أَسمَى مُستَوًى مِنَ التَّكرِيسِ لِخِدمَةِ الآخَرِين والَّتِي هِيَ نَتِيجَةُ وثَمَرُ الإيمَانِ فِي شَخصِ يَسُوعَ المَسِيحِ الَّذِي جَاءَ لِيَخدُمَ (مر 45:10؛ يع 1:2-13، 1:4-11). مَفهُومُ التَّبرِيرِ بالأَعمَالِ لا يَتنَاقَضُ مَعَ التَّبرِيرِ بالإيمَانِ، بَل هُوَ مُكَمِّلُهُ تَمامًا كَأنْ نَقُولَ عَن يَسُوعَ رَبًّا ومُخَلِّصًا: فِي "رَبّ" تَبرِيرٌ بِالأَعمَالِ، وفي "مُخَلِّص" تَبرِيرٌ بالإيمَان. مِنَ الصَّعبِ تَحدِيدُ رُوحِ التَّسَلسُلِ فِي هَذِهِ الرِّسَالَةِ تمامًا كَمَا هِيَ الحَالُ فِي سِفرَي الأَمثَالِ والجَامِعَة. لُغَةُ يَعقُوب مُؤَثِّرَةٌ بِطَرِيقَةٍ لَبِقَةٍ، وشَرْحُهُ يُعطِي صُورَةً حَيَّةً عَن حَيَاةِ مُؤمِنِي الكَنِيسَةِ الأُولَى، مَثلاً (يع 1:2-4، 1:5-14،6-16).

يُمكِنُ تَقسِيمُ رِسَالَةِ يعقوب إلَى الأَجزَاءِ التَّالِيَة:

I- إمتِحَانُ الإِيمَان: 1 – 2

II- الإمتِحَانُ الحَقِيقِيُّ هُوَ المَقدِرَةُ عَلَى السَّيطَرَةِ على اللِّسَان: 3

III- انتِهَارُ الحَيَاةِ العَالَمِيَّة: 4 

IV- حَثٌّ على الحَيَاةِ الرُّوحِيَّةِ إبَّانَ عَودَةِ الرَّبّ: 5

 

  • عدد الزيارات: 1356