Skip to main content

الأصحاح الرابع عشر

المئة والأربَعة والأربَعون ألفًا الأطهار 

- بداية نهاية القضاء على مملكة المَسِيح الكَذَّاب -

(١) "ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا خَرُوفٌ وَاقِفٌ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَمَعَهُ مِئَةٌ وَأربَعةٌ وَأربَعونَ أَلْفًا، لَهُمُ اسْمُ أَبِيهِ مَكْتُوبًا عَلَى جِبَاهِهِمْ." 

- ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا خَرُوفٌ وَاقِفٌ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ - بعد الأصحاح الثالث عشر والمشهد على الأرض للمسيح الكَذَّاب ومملكته وأَعوانه؛ ينتقل المشهدُ الآن إلى السَّمَاء حيث نرى الرَّبّ يسوع المَسِيح وملكوتَهُ على جَبَلِ صِهيون السَّمَاويّ، جبل الله: "جَبَلُ صِهْيَوْنَ. فَرَحُ أَقَاصِي الشِّمَالِ، مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ" (مزامير ٤٨: ٢). نرى معه حاشيتَهُ الأَبرَار المئة والأربَعة والأربَعين ألفًا. نَعلمُ أنَّ هذا المشهدَ سَمَاوِيٌّ لأنَّنا نرى مَحضرَ الكَرُوبيم في العددِ الثالث. 

- وَمَعَهُ مِئَةٌ وَأربَعةٌ وَأربَعونَ أَلْفًا، لَهُمُ اسْمُ أَبِيهِ مَكْتُوبًا عَلَى جِبَاهِهِمْ - هؤلاء ١٤٤٫٠٠٠ ألفًا يختلفون عن أُولئك المذكورين في الأصحاح السَّابع. هؤلاء لعلهم إختيروا من كافة الجنس البشري لانهم إختيروا: "مِنْ بَيْنِ النَّاسِ" (ع. ٤).

الرقم مئة وأربَعة وأربَعون ألفًا هو رَقمٌ حَرفِيٌّ مثل أي رقم حَرفِيّ آخر مثل سبع كنائس أو ألف ومئتين وسِتِّين يومًا، أو إثني عشر ألفًا من كلّ سبط من أسباط إسرائيل الإثني عشر. من أهم مبادئ علم التفسير في الكِتَاب المُقَدَّس، هو أنّه إذا كان هُناكَ مَنطِقٌ في حَرفِيَّةِ النَّصّ فلا تُحَاول أن تُرَوحِن النَّصّ لأنَّ أهَمّ وأَبسَط مبادئ علم التفسير اللاهوتي، هو أنه إذا كان هُناكَ منطق في التفسير الحرفي فلا تحاول أن تفتش عن تفسير آخر. لذلك نقبل حرفية النص أنَّ هؤلاء هم بالفعل ١٤٤٫٠٠٠ شخصاً. 

(٢) "وَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاء كَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ وَكَصَوْتِ رَعْدٍ عَظِيمٍ. وَسَمِعْتُ صَوْتًا كَصَوْتِ ضَارِبِينَ بِالْقِيثَارَةِ يَضْرِبُونَ بِقِيثَارَاتِهِمْ."

هذا الجمهور من الـ ١٤٤٫٠٠٠ ألفًا هو في حالةِ طَرَبٍ وفَرَحٍ وغِناء، لأنَّهم حاشية الرَّبّ يسوع الخاصة، وهم دائمًا في حضرته ويَذهَبُونَ مَعَهُ أينَما يَذهَب!

(٣) "وَهُمْ يَتَرَنَّمُونَ كَتَرْنِيمَةٍ جَدِيدَةٍ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الأربَعةِ الْحَيَوَانَاتِ وَالشُّيُوخِ. وَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَتَعَلَّمَ التَّرْنِيمَةَ إِّلاَّ الْمِئَةُ وَالأربَعةُ وَالأربَعونَ أَلْفًا الَّذِينَ اشْتُرُوا مِنَ الأرض."

وهُم يُرَتِّلُونَ ترنيمةً خاصة بهم لا يعرفها أحد غيرهم. إنَّها خَاصَّة بهم ومُمَيِّزَة لهم، كما أنَّ لكلّ مؤمن إمتيازاته الخاصة مع الرَّبّ يسوع في السَّمَاء، مثل الاسم الخاص المُمَيَّز الذي قرأنا عنه في رُؤيا الأصحاح الثاني: "وَأُعْطِيهِ حَصَاةً بَيْضَاءَ، وَعَلَى الْحَصَاةِ اسْمٌ جَدِيدٌ مَكْتُوبٌ لاَ يَعْرِفُهُ أَحَدٌ غَيْرُ الَّذِي يَأْخُذُ" (رُؤيا ٢: ١٧). 

(٤) "هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ لَمْ يَتَنَجَّسُوا مَعَ النِّسَاءِ لأَنَّهُمْ أَطْهَارٌ. هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ يَتْبَعُونَ الْخَرُوفَ حَيْثُمَا ذَهَبَ. هؤُلاَءِ اشْتُرُوا مِنْ بَيْنِ النَّاسِ بَاكُورَةً ِللهِ وَلِلْخَرُوفِ."

- هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ لَمْ يَتَنَجَّسُوا مَعَ النِّسَاءِ لأَنَّهُمْ أَطْهَارٌ. هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ يَتْبَعُونَ الْخَرُوفَ حَيْثُمَا ذَهَبَ – مرة اخرى من ناحية علم التفسير إذا كان محتوى النص فيه منطق حرفي فلا داعي لتحويله إلى رُوحَاني. من هذا المنطلق: هل كلمة "أطهار" تعني حرفيًا انهم لم يعرفوا نساءً، أم تعني روحيًا أنهم لم يَعبُدُوا أي إلهٍ إلا الرَّبّ يسوع. التَّفسِيرُ الرُّوحِيُّ هذا يُشَكِّلُ تَعَالِيًا على النص، لأن الكِتَاب المُقَدَّس يُعَلِّمُ هذا التعليم الحَرفِيّ بأن هؤلاء الأشخاص أعلاه لم يتزوَّجُوا أَبَدًا، وكرَّسُوا حياتهم لخدمة الرَّبّ يسوع. نرى ذلك في كلا العهدين القديم والجديد: "فَانْحَدَرَ مُوسَى مِنَ الْجَبَلِ إلى الشَّعْبِ، وَقَدَّسَ الشَّعْبَ وَغَسَلُوا ثِيَابَهُمْ. ۱٥وَقَالَ لِلشَّعْبِ: كُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِلْيَوْمِ الثَّالِثِ. لاَ تَقْرُبُوا إمرأَة" (خروج ١٩: ١٤-١٥). لم يَطلُبْ منهم موسى عَدَمَ الزِّنَى، بل أن لا يُمارِسُوا الجنس مع نسائهم، لأجل مُناسَبةٍ روحيّة مقدسة؛ وفي العهد الجديد نجدُ أنَّهُ ممنوع الجنس بين الرجل وزوجته في أثناء الصوم: "لاَ يَسْلُبْ أَحَدُكُمُ الآخَرَ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى مُوافَقَةٍ، إلى حِينٍ، لِكَيْ تَتَفَرَّغُوا لِلصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ، ثُمَّ تَجْتَمِعُوا أَيْضًا مَعًا لِكَيْ لاَ يُجَرِّبَكُمُ الشَّيْطَانُ لِسَبَبِ عَدَمِ نَزَاهَتِكُمْ" (١ كورنثوس ٧: ٥). مُمَارسَةُ الجنس في إطار الزواج أَمرٌ مُحَلَّل، ولكن فيه نجاسة جسدية في يوم التقدُّسِ أَمَامَ الرَّبّ. 

مِن مُنطَلَقٍ آخَر أيضًا، فإن ابن الإنسان جاءَ إلى أرضنا هذه وعاشَ في ناسُوتِهِ حياةَ عُزُوبِيَّةٍ مُقَدَّسَة. لذلك اختارَ لِذَاتِهِ خَاصَّةً مِنَ الجِنس البَشَرِيّ، مئةً وأربَعةً وأربَعين ألفَ رَجُل، وأعطاهم نعمة واختيارًا إلهيًّا وامتيازًا خاصًا بعدم الزواج؛ فهم حاشيته الخاصة وسيمشون معه أينما يذهب. هذا لا يعني أنّنا سنكون بعيدين عنه: "لأَنَّ الْخَرُوفَ الَّذِي فِي وَسَطِ الْعَرْشِ يَرْعَاهُمْ، وَيَقْتَادُهُمْ إلى يَنَابِيعِ مَاءٍ حَيَّةٍ، وَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ " (رُؤيا ۷: ۱۷). إنَّمَا الفَرقُ هو أنَّ عند المَسِيح هُناكَ تراتُبِيَّة، وعندما يجلس الرب المَسِيح يسوع على كرسي مجده فلا أنا ولا أنتَ سنَجلِسُ مَعَهُ على عروش، بل الإثنا عشر تلميذًا: "فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي، فِي التَّجْدِيدِ، مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإنسان عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ، تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيًّا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ" (متّى ١٩: ٢٨). هذا مبدأٌ يُعَلِّمُهُ الكِتَابُ المُقَدَّس كيف أنَّ بطرس ويعقوب ويوحنا كانوا مُقرَّبين أكثر من التسعة بين التلاميذ الاثني عشر؛ وهكذا هؤلاء الـ ١٤٤٫٠٠٠هم مُقَرَّبُونَ جِدًّا من يسوع. نحن أيضاً سنكون مقربين جداً مثلهم لان يسوع كلي الوجود: "لكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ فِي رُتْبَتِهِ" (۱ كورنثوس ۱٥: ۲۳). 

- هؤُلاَءِ اشْتُرُوا مِنْ بَيْنِ النَّاسِ بَاكُورَةً ِللهِ وَلِلْخَرُوفِ - كما هو الحال في: "بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إلى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإلى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ. أورشليم السَّمَاوِيَّةِ، وَإلى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ، ۲۳وَكَنِيسَةُ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإلى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإلى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ" (عبرانيين ١٢: ٢٢-٢٣).  

(٥) "وَفِي أَفْوَاهِهِمْ لَمْ يُوجَدْ غِشٌّ، لأَنَّهُمْ بِلاَ عَيْبٍ قُدَّامَ عَرْشِ اللهِ."

وقد عَاشُوا حَياةً صَادِقَةً لِلرَّبِّ يسوع، مثل كلّ أبرار الكِتَاب المُقَدَّس: "يَا رَبُّ، مَنْ يَنْزِلُ فِي مَسْكَنِكَ؟ مَنْ يَسْكُنُ فِي جَبَلِ قُدْسِكَ؟ ۲السَّالِكُ بِالْكَمَالِ، وَالْعَامِلُ الْحَقَّ، وَالْمُتَكَلِّمُ بِالصِّدْقِ فِي قَلْبِهِ. ۳الَّذِي لاَ يَشِي بِلِسَانِهِ، وَلاَ يَصْنَعُ شَرًّا بِصَاحِبِهِ، وَلاَ يَحْمِلُ تَعْيِيرًا عَلَى قَرِيبِهِ" (مزامير ١٥: ١-٣)؛ "لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ" (أَفَسُس ٥: ۲۷)؛ "لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَدًا ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيل مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ"؛ "مِنْ جِهَةِ الْغَيْرَةِ مُضْطَهِدُ الْكَنِيسَةِ. مِنْ جِهَةِ الْبِرِّ الَّذِي فِي النَّامُوسِ بِلاَ لَوْمٍ" (فيلبي ۲: ۱٥؛ ۳: ٦)؛ "فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ" (۱ تيموثاوس ۳: ۲). 

(٦) "ثُمَّ رَأَيْتُ مَلاَكًا آخَرَ طَائِرًا فِي وَسَطِ السَّمَاء مَعَهُ بِشَارَةٌ أَبَديَّةٌ، لِيُبَشِّرَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأرض وكلّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ."

نرى الآن ملاكًا آخر مُبَاركًا يسمو في وسط سماء الأرض وهو ينادي ﺒ "بشارة أَبَدية" التي هي:

    (i) بشارة نعمة الله، التي هي بشارة خلاص يسوع المَسِيح: "الْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبّ يَسُوعَ، لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ" (أعمال ∙٢: ٢٤)؛ 

    (ii) بشارة ملكوت الله"، التي هي بشارة سيادة يسوع المسيح: "وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ الْمُدُنَ كُلَّهَا وَالْقُرَى يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهَا، وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ" (متّى ٩: ٣٥)، "وَبَعْدَمَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إلى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللهِ " (مرقس ١: ١٤).

بعبارة أبسط فإن "بشارة أَبَدية" هي "بِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ" زائد "بشارة ملكوت الله"؛ مثلما أنَّ "يسوع" هو "رب" يعني "سيد" و "مُخلِّص" يعني "فادي". 

(٧) "قَائِلاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: خَافُوا اللهَ وَأَعْطُوهُ مَجْدًا، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَتْ سَاعَةُ دَيْنُونَتِهِ، وَاسْجُدُوا لِصَانِعِ السَّمَاء وَالأرض وَالْبَحْرِ وَيَنَابِيعِ الْمِيَاهِ."

هذا الملاكُ يَنصَحُ سُكَّانَ الأَرض، كما يُبَرهِنُ العَدَدُ الأَخِير من هذا الأصحاح، يَنصَحُهم أن يخافوا من رعب الرَّبّ ويتوبوا لأنَّها قد جاءت ساعة دينونته وهو قادر أن يدين لأنَّه هو الخالق. 

(٨) "ثُمَّ تَبِعَهُ مَلاَكٌ آخَرُ قَائِلاً: سَقَطَتْ! سَقَطَتْ بَابِلُ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ، لأَنَّهَا سَقَتْ جَمِيعَ الأُمَمِ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ زِنَاهَا!"

الملاكُ الثاني جَاءَ لِيُبَشِّرَ أيضًا، إنما هذه المرة يبشر بسقوط مملكة المَسِيح الكَذَّاب، التي أساسها في سفر التكوين في برج بابل ومملكة نمرود، الذي هو أساس مملكة نبوخذنصر والكلدانيين وعاصمتهم بابل عاصمة أزمنة سلطان الأمم. كانت أَوَّلُ عَاصِمَةٍ وأساس عواصم ممالك أزمنة الأمم الأربَعة.

بابل هذه هي: 

    (i) سياسية 

   (ii) دينية 

   (iii) إقتصادية

   (iv) عسكرية 

بابل أساس شرور ممالك العالم من بدء لائحة الأمم في سفر التكوين الأصحاح العاشر، أي بعد طوفان نوح حين توزعت الشعوب على وجه الأرض. 

يقول الكِتَاب المُقَدَّس: "وَكُوشُ وَلَدَ نِمْرُودَ الَّذِي ابْتَدَأَ يَكُونُ جَبَّارًا فِي الأرض، ۹الَّذِي كَانَ جَبَّارَ صَيْدٍ أَمَامَ الرَّبّ. لِذلِكَ يُقَالُ: كَنِمْرُودَ جَبَّارُ صَيْدٍ أَمَامَ الرَّبّ. ∙۱وَكَانَ ابْتِدَاءُ مَمْلَكَتِهِ بَابِلَ وَأَرَكَ وَأَكَّدَ وَكَلْنَةَ، فِي أرض شِنْعَارَ" (تكوين ١٠: ٨-١٠)؛ "وَقَالُوا: هَلُمَّ نَبْنِ لأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجًا رَأْسُهُ بِالسَّمَاء. وَنَصْنَعُ لأَنْفُسِنَا اسْمًا لِئَلاَّ نَتَبَدَّدَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأرض. ٥فَنَزَلَ الرَّبّ لِيَنْظُرَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ كَانَ بَنُو آدَم يَبْنُونَهُمَا. ٦وَقَالَ الرَّبّ: هُوَذَا شَعْبٌ وَاحِدٌ وَلِسَانٌ وَاحِدٌ لِجَمِيعِهِمْ، وَهذَا ابْتِدَاؤُهُمْ بِالْعَمَلِ. وَالآن لاَ يَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ كُلُّ مَا يَنْوُونَ أَنْ يَعْمَلُوهُ. ۷هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُناكَ لِسَانَهُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ. ۸فَبَدَّدَهُمُ الرَّبّ مِنْ هُناكَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأرض، فَكَفُّوا عَنْ بُنْيَانِ الْمَدِينَةِ، ۹لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا بَابِلَ لأَنَّ الرَّبّ هُناكَ بَلْبَلَ لِسَانَ كُلِّ الأرض. وَمِنْ هُناكَ بَدَّدَهُمُ الرَّبّ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأرض" (تكوين ١١: ٤-٩).

منذ البدءِ فرَّقَ الرَّبّ الشعوب وحتم حدود سكنهم لكي يعبدوه لكي يروا خيره: "حِينَ قَسَمَ الْعَلِيُّ لِلأُمَمِ، حِينَ فَرَّقَ بَنِي آدَم، نَصَبَ تُخُومًا لِشُعُوبٍ" (تثنية ٣٢: ٨)؛ "وَصَنَعَ مِنْ دَمٍ وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ النَّاسِ يَسْكُنُونَ عَلَى كُلِّ وَجْهِ الأرض، وَحَتَمَ بِالأَوْقَاتِ الْمُعَيَّنَةِ وَبِحُدُودِ مَسْكَنِهِمْ، ۲۷لِكَيْ يَطْلُبُوا اللهَ لَعَلَّهُمْ يَتَلَمَّسُونَهُ فَيَجِدُوهُ" (أعمال ١٧: ٢٦-٢٧)؛ "كُلُّ مَنْ لاَ يَقْبَلُكُمْ فَاخْرُجُوا مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ" (لوقا ٩: ٥)؛ "لِذلِكَ اخْرُجُوا مِنْ وَسْطِهِمْ وَاعْتَزِلُوا، يَقُولُ الرَّبّ. وَلاَ تَمَسُّوا نَجِسًا فَأَقْبَلَكُمْ، ۱۸وَأَكُونَ لَكُمْ أَبًا، وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي بَنِينَ وَبَنَاتٍ، يَقُولُ الرَّبّ، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ" (٢ كورنثوس ٦: ١٧-۱۸). الرَّبّ يطالبنا بالانفراز حتى إنّه بَلْبَلَ لُغَاتِنَا لكي يجبرنا على ذلك، لكن منذ الدهر والعالم يحاول أن يتوحَّدَ ضِدَّ الرَّبّ يسوع.

المَسِيحُ الكَذَّاب ومملكتُهُ بابل الروحيّة سيحاول أن يُوَحِّدَ إقتصاد وأديان العالم وقوى ممالك العالم العسكرية. سيُحَاوِلُ أن يُوَحِّدَ الكُلَّ تحت سيطرته لكي يعبدوا إبليس الذي بسياسة التوحيد يحاول أن يُشَوِّشَ كُلَّ حَقّ؛ ولكن الرَّبّ يسوع سيضرب بابل ضربةً قاسِيَةً جدًا تطالُ كلّ العالم: "بَابِلُ كَأْسُ ذَهَبٍ بِيَدِ الرَّبّ تُسْكِرُ كُلَّ الأرض. مِنْ خَمْرِهَا شَرِبَتِ الشُّعُوبُ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ جُنَّتِ الشُّعُوبُ" (إرمياء ٥١: ٧). تفاصيلُ هذا العِقَابِ الأَبَدي سندرسُها في (رُؤيا ١٧ و ١٨). 

(٩) "ثُمَّ تَبِعَهُمَا مَلاَكٌ ثَالِثٌ قَائِلاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَسْجُدُ لِلْوَحْشِ وَلِصُورَتِهِ، وَيَقْبَلُ سِمَتَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ أَوْ عَلَى يَدِهِ."

الملاكُ الأَوَّل يُبَشِّرُ بخلاصِ المَسِيح، والملاكُ الثاني يُبَشِّرُ بسُقُوطِ مملكة المَسِيح الكَذَّاب. لذلك فالملاكُ الثالث يُحذّر الناس من فَخّ الخضوع لختم المَسِيح الكَذَّاب لكي لا يكون نصيبهم الهلاك الأَبَدي. 

(١٠) "فَهُوَ أَيْضًا سَيَشْرَبُ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ اللهِ، الْمَصْبُوبِ صِرْفًا فِي كَأْسِ غَضَبِهِ، وَيُعَذَّبُ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ أَمَامَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ وَأَمَامَ الْخَرُوفِ."

لأَنَّ غَضَبَ الرَّبِّ سَيَنزِلُ على كُلِّ مَن يخضَعُ لِلمَسِيحِ الكَذَّاب وسيَجعلُ نصيبَهُ في جَهنَّمِ النَّار الأَبَديَّة.

(١١) "وَيَصْعَدُ دُخَانُ عَذَابِهِمْ إلى أَبَد الآبِدِين. وَلاَ تَكُونُ رَاحَةٌ نَهَارًا وَلَيْلاً لِلَّذِينَ يَسْجُدُونَ لِلْوَحْشِ وَلِصُورَتِهِ وَلِكُلِّ مَنْ يَقْبَلُ سِمَةَ اسْمِهِ."

عذابٌ بدون راحة إلى أَبَد الآبِدِين كما هي الحال مع الغني في قصة ألِعازر: "وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضًا وَدُفِنَ، ۲۳فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي الجَحِيمِ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ"؛ "وَفَوْقَ هذَا كُلِّهِ، بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ هُوَّةٌ عَظِيمَةٌ قَدْ أُثْبِتَتْ، حَتَّى إِنَّ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْعُبُورَ مِنْ ههُنَا إِلَيْكُمْ لاَ يَقْدِرُونَ، وَلاَ الَّذِينَ مِنْ هُناكَ يَجْتَازُونَ إِلَيْنَا" (لوقا ١٦: ٢٢-٢٣؛ ٢٦). مكانُ العَذابِ ذَلِكَ سوفَ يكونُ مَصير كلّ من يقبل خَتمَ المَسِيحِ الكَذَّاب. 

(١٢) "هُنَا صَبْرُ الْقِدِّيسِينَ. هُنَا الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ وَإيمان يَسُوعَ."

المُهِمُّ الصَّبر في الأمانة للرب يسوع. هُناكَ صبران مذكوران في الكِتَاب المُقَدَّس: "صبر أيوب" و"صبر المَسِيح". ما هو الفرق بين صبر أيوب وصبر المَسِيح؟ صبر أيوب يُؤَدِّي إلى غِنًى وعِزّ: "وَبَارَكَ الرَّبّ آخِرَةَ أَيُّوبَ أَكْثَرَ مِنْ أُولاَهُ" (أيوب ٤٢: ١٢)؛ "هَا نَحْنُ نُطَوِّبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبّ" (يعقوب ٥: ١١). صبر المَسِيح يُؤَدِّي إلى الصليب والقيامة والارتفاع إلى المجد السماوي الأَبَدي: "وَالرَّبّ يَهْدِي قُلُوبَكُمْ إلى مَحَبَّةِ اللهِ، وَإلى صَبْرِ المَسِيح" (٢ تسالونيكي ٣: ٥).

شكرًا للرَّبِّ أنه يوجد دائمًا أشخاص أُمَنَاء للرب يسوع، من كلّ قبيلة ولسان وأمة وشعب. علينا أن نسجد ونعبد الرَّبّ يسوع ولا نخاف من إنسان. يهيب بنا أن نكون مثل دانيال وشدرخ وميشخ وعبدنغو الذين رفضوا السجود لتمثال نبوخذنصر الذي هو صورة عن المَسِيح الكَذَّاب ومملكته. هنا الشَّطَارَة! كُلُّ مَن يُحِبُّ الرَّبّ يسوع، يصبر ولو إلى الإستشهاد والموت من أجل إسمه وكلمته. يجدر بنا أن نستشهد بهذه الأعداد القيِّمة عن الأمانة والشهادة للرب يسوع: "وَقَدِ احْتَمَلْتَ وَلَكَ صَبْرٌ، وَتَعِبْتَ مِنْ أَجْلِ اسْمِي وَلَمْ تَكِلَّ" (رُؤيا ٢: ٣)؛ "وَأَنْتَ مُتَمَسِّكٌ بِاسْمِي، وَلَمْ تُنْكِرْ إيماني" (رُؤيا ٢: ١٣)؛ "وَقَدْ حَفِظْتَ كَلِمَتِي وَلَمْ تُنْكِرِ اسْمِي" (رُؤيا ٣: ٨)؛ "حَفِظْتَ كَلِمَةَ صَبْرِي" (رُؤيا ٣: ١٠)؛ "مَنْ يَغْلِبُ فَسَأَجْعَلُهُ عَمُودًا فِي هَيْكَلِ إِلهِي" (رُؤيا ٣: ١٢)؛ "رَأَيْتُ تَحْتَ الْمَذْبَحِ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ، وَمِنْ أَجْلِ الشَّهَادَةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهُمْ" (رُؤيا ٦: ٩)؛ "وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ" (رُؤيا ١٢: ١١)؛ " وَرَأَيْتُ عُرُوشًا فَجَلَسُوا عَلَيْهَا، وَأُعْطُوا حُكْمًا. وَرَأَيْتُ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ شَهَادَةِ يَسُوعَ وَمِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ، وَالَّذِينَ لَمْ يَسْجُدُوا لِلْوَحْشِ وَلاَ لِصُورَتِهِ، وَلَمْ يَقْبَلُوا السِّمَةَ عَلَى جِبَاهِهِمْ وَعَلَى أَيْدِيهِمْ، فَعَاشُوا وَمَلَكُوا مَعَ المَسِيح أَلْفَ سَنَة" (رُؤيا ٢٠: ٤). آمين. 

(١٣) "وَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاء قَائِلاً لِي: اكْتُبْ: طُوبَى لِلأَمْوَاتِ الَّذِينَ يَمُوتُونَ فِي الرَّبّ مُنْذُ الآن. نَعَمْ يَقُولُ الرُّوحُ: لِكَيْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ أَتْعَابِهِمْ، وَأَعْمَالُهُمْ تَتْبَعُهُمْ". 

- وَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاء قَائِلاً لِي - هذا هو صوت الرَّبّ يسوع نفسه كما هي الحال في: "كُنْتُ فِي الرُّوحِ فِي يَوْمِ الرَّبّ، وَسَمِعْتُ وَرَائِي صَوْتًا عَظِيمًا كَصَوْتِ بُوقٍ ۱۱قَائِلاً: أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ. الأَوَّل وَالآخِرُ" (رُؤيا ١: ١٠-١١)؛ "وَبَعْدَ مَا تَكَلَّمَتِ الرُّعُودُ السَّبْعَةُ بِأَصْوَاتِهَا، كُنْتُ مُزْمِعًا أَنْ أَكْتُبَ، فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاء قَائِلاً لِيَ: اخْتِمْ عَلَى مَا تَكَلَّمَتْ بِهِ الرُّعُودُ السَّبْعَةُ وَلاَ تَكْتُبْهُ" (رُؤيا ١٠: ٤)؛ "وَسَمِعُوا صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ السَّمَاء قَائِلاً لَهُمَا: اصْعَدَا إلى ههُنَا. فَصَعِدَا إلى السَّمَاء فِي السَّحَابَةِ، وَنَظَرَهُمَا أَعْدَاؤُهُمَا" (رُؤيا ١١: ١٢)؛ "ثُمَّ سَمِعْتُ صَوْتًا آخَرَ مِنَ السَّمَاء قَائِلاً: اخْرُجُوا مِنْهَا يَا شَعْبِي لِئَلاَّ تَشْتَرِكُوا فِي خَطَايَاهَا، وَلِئَلاَّ تَأْخُذُوا مِنْ ضَرَبَاتِهَا" (رُؤيا ١٨: ٤). كلمة "يا شعبي" هي دليل آخر على أنَّ المُتَكَلِّمَ هو يسوع ! 

- اكْتُبْ: طُوبَى لِلأَمْوَاتِ الَّذِينَ يَمُوتُونَ فِي الرَّبّ مُنْذُ الآن - ببساطة: "طوبى" يعني هَنيئًا، أو بالعامِّيَّةِ "نيَّال"! هنا الرَّبّ يسوع يقول نيّال من يبقى أمينًا إلى النهاية لأن الذين يقدرون أن يقتلوا الجسد ليس لهم شيء أكثر يقدرون أن يفعلوه. ولكن بعد الاستشهاد والموت والانتقال إلى السَّمَاء فهُناكَ فَرَحٌ أَبَدِيٌّ مع مكافأة أَبَدية. هذا هو خلاص النفس الذي مراراً وتكراراً تحدث عنه، كما مارسه يسوع: "وَأَنَا أَضَعُ نَفْسِي عَنِ الْخِرَافِ" ؛ "مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُبْغِضُ نَفْسَهُ فِي هذَا الْعَالَمِ يَحْفَظُهَا إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ" (يوحنا ۱٠: ۱٥ ؛ ۱۲: ۲٥). 

من المهم جداً أن نلاحظ أن هناك فرقًا كبيرًا بين خلاص النفس وخلاص الروح. خُلِقَ الإنسان على صورة وشبه الله. أي أنه خُلِق على صورة يسوع وعلى شبه الله الثالوث الآب والابن والروح القدس في ثلاثة أقانيم في كيان واحد. فالإنسان مُكَوَّن من روح ونفس وجسد في شخص واحد:

    (i) الجسد هو كياننا المادي الذي نتفاعل به، من خلال حواسنا الخمس مع الحياة والطبيعة، أكان إنسان أو حيوان أو نبات.

   (ii) النفس هي كياننا الغير مادي الذي يشكل مشاعرنا وتفكيرنا. إنه من نحن، أنفسنا، حياتنا. إنه شخصنا، شخصيتنا، ومقر عواطفنا. إنها كياننا المرتبط بالقرارات والأفعال؛ أي إنها إنجازاتنا  وما حققناه طوال مدة حياتنا.

   (iii) الروح هي الروح التي فينا المرتبطة بالحياة والعبادة والشركة والتأثير الإلهي: "اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا" (يوحنا ٤: ۲٤) ؛ "كُنْتُ فِي الرُّوحِ فِي يَوْمِ الرَّبِّ" (رؤيا ۱٠: ۱).

هناك فاصل واضح بين الروح والنفس والجسد: "لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ" (عبرانيين ٤: ۱۲). ثلاثتهم مستقلوا الكيان مع انهم مشتركوا التفاعل مع بعضهم البعض؛ رغم إشارة الكتاب المقدس في بعض الأحيان الى كلا النفس والروح في وصف واحد. قارن: "اَلآنَ نَفْسِي قَدِ اضْطَرَبَتْ. وَمَاذَا أَقُولُ. أَيُّهَا الآبُ نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَةِ" (يوحنا ١٢: ٢٧) مع "لَمَّا قَالَ يَسُوعُ هذَا اضْطَرَبَ بِالرُّوحِ" (يوحنا ١٣: ٢١). قارن أيضًا بين "لأَنَّ رُوحَهُ قَدِ اسْتَرَاحَتْ بِكُمْ جَمِيعًا" (۲ كورنثوس ۷: ۱۳) مع: "فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ" (متى ۱۱: ۲۹).

عندما سقط الإنسان في الخطيئة فإنه سقط بكامل كيانه. بما أننا وُلِدنا على شكل الله وإن الله محبة، فقد أرسل ابنه الوحيد يسوع المسيح ليفدي كياننا الثلاثي بأكمله: "وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (۱ تسالونيكي ٥: ۲۳).

لم يكن خلاص كياننا بأكمله فوريًا أو كاملاً عند لحظة التجديد على الرغم من أن الخلاص شمل كل من الروح والنفس والجسد: "فَإِذْ لَنَا هذِهِ الْمَوَاعِيدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ" (۲ كورنثوس ۷: ۱) ؛ "أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ كَغُرَبَاءَ وَنُزَلاَءَ، أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الشَّهَوَاتِ الْجَسَدِيَّةِ الَّتِي تُحَارِبُ النَّفْسَ" (۱ بطرس ۲: ۱۱).

    (i) خلاص الجسد هو مستقبلي لحظة القيامة من الاماوت حين سوف نتمتع بجسد ممجّد مثل جسد الرب يسوع المسيح: " في لحظة في طرفة عين، عند البوق الاخير. فانه سيبوق، فيقام الاموات عديمي فساد، ونحن نتغير" (۱ كورنثوس ۱٥: ٥۲) ؛ "أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ، وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. وَلكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ" (۱ يوحنا ۳: ۲).

    (ii) يتم خلاص الروح في اللحظة التي فيها يضع الانسان ثقته وإيمانه بيسوع المسيح: "ثُمَّ أَخْرَجَهُمَا وَقَالَ يَا سَيِّدَيَّ، مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ. ۳۱فَقَالاَ آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ"(أعمال ۱٦: ۳٠-۳۱). خلاص الروح هو التمتع بالحياة الأبدية في السماء مع الرب يسوع المسيح، بغض النظر عن أعمال تكريسك: "بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ إِذْ أَنْتُمْ وَرُوحِي مُجْتَمِعُونَ مَعَ قُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ ٥أَنْ يُسَلَّمَ مِثْلُ هذَا لِلشَّيْطَانِ لِهَلاَكِ الْجَسَدِ لِكَيْ تَخْلُصَ الرُّوحُ فِي يَوْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ" (۱ كورنثوس 5: ٤-٥).

    (iii) خلاص النفس صعب الفهم؛ فيه ينصحنا الرب يسوع أن نتنبه لخير ذواتنا وصالح نفوسنا: ""لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟ (متى ۱٦: ۱٦). النفس هي مرادفة لإنجازات الحياة ومن ثُمَّ المكافآت السماوية: " فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ ! هذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ فَهذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟" (لوقا ۱۲: ۲٠). لاجل ذلك يحثنا يسوع قائلاً: "بِصَبْرِكُمُ اقْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ" (لوقا ۲۱: ۱۹).

فإن لحظة التجديد ليست لحظة خلاص النفس بل هي إنطلاقة الرحلة بذلك الاتجاه ولذلك الهدف: "فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. ۲وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ" (رومية ۱۲: ۱-۲). 

لحظة تجديدنا يتم خلاص الروح في لحظة؛ لكن خلاص النفس يطول رحلة العمر: "لِذلِكَ اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرّ فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ" (يعقوب ۱: ۲۱). 

الفرق بين خلاص الروح وخلاص النفس هو بمثابة الفرق بين النعمة والأعمال. تخلص الروح بالإيمان بيسوع المسيح، بينما تخلص النفس بالأمانة ليسوع المسيح. خلاص الروح هو الإتيان إلى يسوع، بينما

خلاص الروح هو اتباع يسوع. خلاص الروح يقرر الدخول الى السماء، بينما خلاص النفس يقرر المكافآت التي تحصل عليها في السماء.

الرب يسوع يشرح يسوع ما هو المطلوب في سبيل خلاص النفس: "وَدَعَا الْجَمْعَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي. ۳٥فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَا. ۳٦لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ ۳۷أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟ ۳۸لأَنَّ مَنِ اسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي فِي هذَا الْجِيلِ الْفَاسِقِ الْخَاطِئِ، فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَسْتَحِي بِهِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِ أَبِيهِ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ" (مرقس ۸: ۳٤-۳۸).

خلاص النفس هو نكران الذات، نكران المستقبل الذاتي، ونكران الطموحات الشخصية. سيدخل بعض المؤمنين إلى السماء بنفس ضائعة أي خسارة مكافأة بسبب عدم الأمانة للرب يسوع أثناء وجودهم على الأرض: "إِنِ احْتَرَقَ عَمَلُ أَحَدٍ فَسَيَخْسَرُ وَأَمَّا هُوَ فَسَيَخْلُصُ وَلكِنْ كَمَا بِنَارٍ"(۱ كورنثوس ۳: ۱٥).

خلاص النفس هو نتيجة وثمر الأعمال: "لِكَيْ تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ، وَهِيَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي، مَعَ أَنَّهُ يُمْتَحَنُ بِالنَّارِ، تُوجَدُ لِلْمَدْحِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَجْدِ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، ۸الَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ تُحِبُّونَهُ. ذلِكَ وَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَرَوْنَهُ الآنَ لكِنْ تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ، ۹نَائِلِينَ غَايَةَ إِيمَانِكُمْ خَلاَصَ النُّفُوسِ" (۱ بطرس ۱: ۷-۹).

يكمن خلاص النفس في حياة التضحية في خدمة ملك الملوك الرب يسوع المسيح. إنها حياة نشر لملكوته؛ وبالتالي، فإن المسيحي الذي يعيش حياة روحية في خدمة مسيحية أمينة سيحصل على مكافأة، بل ومكافآت، أمام كرسي المسيح للمكافأت: "لأَنَّهُ لاَبُدَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا" (۲ كورنثوس ٥: ۱٠)؛ "وَالْفَاهِمُونَ يَضِيئُونَ كَضِيَاءِ الْجَلَدِ، وَالَّذِينَ رَدُّوا كَثِيرِينَ إِلَى الْبِرِّ كَالْكَوَاكِبِ إِلَى أَبَدِ الدُّهُورِ" (دانيال ۱۲: ۳). هذا هو خلاص النفس!

مع أنَّ بركات كثيرة هي بإنتظار المؤمنين في السَّمَاء، إلا أنَّ شُهَدَاءَ المَسِيح هؤلاء لهم إمتياز خاص تقديرًا للوضع المرير الذي يَمُرُّونَ فيه في الضِّيقَة العظيمة. في تلك الفترة سيكونُ اضطهادٌ عَظِيمٌ على المؤمنين، لم يسبق له مثيل ولن يكون. لن تكون القِصَّةُ قِصَّةَ مَسلَكٍ مَسِيحِيٍّ وتكريس مسيحي فحسب، بل ستكون قصة تَمَسُّكٍ بالمَسِيح إلى حد الموت. كلّ من يتجدد في أثناء الضِّيقَة العظيمة يدفع دمه ثمنًا لخلاصه، إذ سينتهي شهيدًا للرب يسوع: "لأَنَّهُ يَكُونُ فِي تِلْكَ الأَيَّام ضِيقٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ ابْتِدَاءِ الْخَلِيقَةِ الَّتِي خَلَقَهَا اللهُ إلى الآن، وَلَنْ يَكُونَ" (مرقس ١٣: ١٩). البطولة حينئذٍ تكمُنُ في التَّمَسُّكِ باسمِ يسوع والكِتَاب المُقَدَّس، مثل كنيسة فيلادلفيا التي: "حَفِظْتَ كَلِمَتِي وَلَمْ تُنْكِرِ اسْمِي" (رُؤيا ٣: ٨). فلا مخرجَ ولا خلاصَ مِن يَدِ المَسِيحِ الكَذَّاب، إلاَّ في الاستشهاد للمسيح الحقيقي في ظل أَيَّام رعب عبادة الوحش وصورته وطغيان بابل أم الزواني. هؤلاء كلّهم لهم إمتياز وتقدير عظيم: "وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ" (رُؤيا ١٢: ١١)؛ "وَرَأَيْتُ عُرُوشًا فَجَلَسُوا عَلَيْهَا، وَأُعْطُوا حُكْمًا. وَرَأَيْتُ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ شَهَادَةِ يَسُوعَ وَمِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ، وَالَّذِينَ لَمْ يَسْجُدُوا لِلْوَحْشِ وَلاَ لِصُورَتِهِ، وَلَمْ يَقْبَلُوا السِّمَةَ عَلَى جِبَاهِهِمْ وَعَلَى أَيْدِيهِمْ، فَعَاشُوا وَمَلَكُوا مَعَ المَسِيح أَلْفَ سَنَةٍ" (رُؤيا ∙٢: ٤). 

- نَعَمْ يَقُولُ الرُّوحُ - هذه الطُّوبَى التي يَمنَحُهُم إيَّاها الرَّبّ يسوع يُؤَيِّدُها لهم الروح القدس، لأنَّه فقط بنعمة الروح القدس يقدر أن يحافظ على الأمانة إلى حد الشهادة. 

- لِكَيْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ أَتْعَابِهِمْ، وَأَعْمَالُهُمْ تَتْبَعُهُمْ - وفي النهاية، الأمناء للرب سينالون مكافآته التي منها المُلك مع المَسِيح: "إِنْ كُنَّا نَصْبِرُ فَسَنَمْلِكُ أَيْضًا مَعَهُ. إِنْ كُنَّا نُنْكِرُهُ فَهُوَ أَيْضًا سَيُنْكِرُنَا" (٢ تيموثاوس ٢: ١٢)؛ "قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإيمان، ۸وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إكليل الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، الرَّبّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضًا" (٢ تيموثاوس ٤: ٧-٨)؛ "وَجَعَلْتَنَا لإِلهِنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً، فَسَنَمْلِكُ عَلَى الأرض" (رُؤيا ٥: ١٠). 

(١٤) " ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا سَحَابَةٌ بَيْضَاءُ، وَعَلَى السَّحَابَةِ جَالِسٌ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ، لَهُ عَلَى رَأْسِهِ إكليل مِنْ ذَهَبٍ، وَفِي يَدِهِ مِنْجَلٌ حَادٌّ." 

- ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا سَحَابَةٌ بَيْضَاءُ، وَعَلَى السَّحَابَةِ جَالِسٌ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ - تأتي نهاية العالم فيرجع الرَّبّ يسوع إلى الأرض. يرجع راكبًا على سحابة، تمامًا كما أخذته سحابة إلى السَّمَاء: "وَلَمَّا قَالَ هذَا ارْتَفَعَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ. وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ" (أعمال ١: ٩)، كذلك يرجع الآن: "وَحِينَئِذٍ يُبْصِرُونَ ابْنَ الإنسان آتِيًا فِي سَحَابَةٍ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ" (لوقا ٢١: ٢٧). الرَّبّ يسوع يستخدم السُّحُبَ للتَّنَقُّل: "الْجَاعِلُ السَّحَابَ مَرْكَبَتَهُ" (مزامير ١٠٤: ٣)؛ "كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاء مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إلى الْقَدِيمِ الأَيَّام" (دانيال ٧: ١٣)؛ "نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبّ فِي الْهَوَاءِ" (١ تسالونيكي ٤: ١٧). 

- لَهُ عَلَى رَأْسِهِ إكليلٌ مِنْ ذَهَبٍ - يرجع بأُبَّهَةٍ مُلُوكِيَّةٍ وتاجٍ مِن ذَهَبٍ نَقِيٍّ مُصَفًّى على رأسه. 

- وَفِي يَدِهِ مِنْجَلٌ حَادٌّ - من مثل الزارع نتعلَّمُ أنَّ المنجل هو ملائكة الرَّبّ يسوع الذين سيكونون اداته في استئصال الخطاة غير المخلصين من الارض ليبدأ الحكم الالفي: "فَيُرْسِلُ حِينَئِذٍ مَلاَئِكَتَهُ وَيَجْمَعُ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأربَع الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ الأرض إلى أَقْصَاءِ السَّمَاء" (مرقس ١٣: ٢٧). 

(١٥) "وَخَرَجَ مَلاَكٌ آخَرُ مِنَ الْهَيْكَلِ، يَصْرُخُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ إلى الْجَالِسِ عَلَى السَّحَابَةِ: أَرْسِلْ مِنْجَلَكَ وَاحْصُدْ، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَتِ السَّاعَةُ لِلْحَصَادِ، إِذْ قَدْ يَبِسَ حَصِيدُ الأرض." 

- وَخَرَجَ مَلاَكٌ آخَرُ مِنَ الْهَيْكَلِ، يَصْرُخُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ إلى الْجَالِسِ عَلَى السَّحَابَةِ: - لقد انتهَتِ الضِّيقَة العظيمة وقد خرج الأمر من هيكل الله، من قصر العدل السماوي، والملائكة الآن ستنفذ هذا الأمر الإلَهِيّ الملكي، بجمع المختارين إلى ملكوت المَسِيح. لأنَّه عندما يعود الرَّبّ يسوع إلى الأرض، ينقذ أولاً أبرار الضِّيقَة العظيمة. نرى منجلين حادَّين قيد الدرس هنا. الأَوَّل في هذا العدد والثاني في العدد ۱۷. 

- أَرْسِلْ مِنْجَلَكَ وَاحْصُدْ، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَتِ السَّاعَةُ لِلْحَصَادِ، إِذْ قَدْ يَبِسَ حَصِيدُ الأرض - هذا المَنجِلُ الأَوَّل يرمز إلى الاختطاف الثاني:

     (i) الاختطاف الأَوَّل هو إختطاف الكنيسة في آخر عصر الكنيسة: "وَتَنْتَظِرُوا ابْنَهُ مِنَ السَّمَاء الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، يَسُوعَ، الَّذِي يُنْقِذُنَا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي" (١ تسالونيكي ١: ١٠(؛ "لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاء وَالأَمْوَاتُ فِي المَسِيح سَيَقُومُونَ أَوَّلاً. ۱۷ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبّ فِي الْهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبّ" (١ تسالونيكي ٤: ١٦-١٧).

     (ii) الإختِطَاف الثاني هو هنا في آخر الضِّيقَة العظيمة عندما يعود "ملك الملوك ورَبُّ الأرباب" (رُؤيا ١٩: ١٦) إلى الأرض ليُؤَسِّسَ مَلكُوتَهُ: "كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإنسان. ∙٤حِينَئِذٍ يَكُونُ اثْنَانِ فِي الْحَقْلِ، يُؤْخَذُ الْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ الآخَرُ. ٤۱اِثْنَتَانِ تَطْحَنَانِ عَلَى الرَّحَى، تُؤْخَذُ الْوَاحِدَةُ وَتُتْرَكُ الأُخْرَى" (متّى ٢٤: ٣٩-٤١) ؛ "وَأَمَّا فِي تِلْكَ الأَيَّام بَعْدَ ذلِكَ الضِّيقِ فَالشَّمْسُ تُظْلِمُ وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَؤهُ ۲٥وَنُجُومُ السَّمَاء تَتَسَاقَطُ، وَالْقُوَّاتُ الَّتِي فِي السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. ۲٦وَحِينَئِذٍ يُبْصِرُونَ ابْنَ الإنسان آتِيًا فِي سَحَابٍ بِقُوَّةٍ كَثِيرَةٍ وَمَجْدٍ، ۲۷فَيُرْسِلُ حِينَئِذٍ مَلاَئِكَتَهُ وَيَجْمَعُ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأربَع الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ الأرض إلى أَقْصَاءِ السَّمَاء" (مرقس ١٣: ٢٤-٢٧). الإختِطَافان الأَوَّل والثاني هما لأبرار عهد النعمة وأبرار الضيقة العظيمة.

     (iii) الإختِطَاف الثالث هو بالحقيقة ليس إختطافًا بحسب المفهوم الإيجابي للكلمة لأنَّ هدفَهُ هو جَمعُ الزَّوَانِ أو الأَشرَار من الملكوت للتعذيب بالاحتراق في نار جهنم. يحدث ذلك عندما يُرسِلُ الرَّبُّ يَسُوعُ ملائكته فيجمعون من ملكوته كلّ الأَشرَار وغير المؤمنين به؛ وسوف يتم في آخر الحُكم الأَلفِيّ من ملكوت المَسِيح حين: "يُرْسِلُ ابْنُ الإنسان مَلاَئِكَتَهُ فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ الْمَعَاثِرِ وَفَاعِلِي الإِثْمِ، ٤۲وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ النَّارِ. هُناكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ. ٤۳حِينَئِذٍ يُضِيءُ الأَبرَار كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ" (متّى ۱۳: ٤۱-٤۳). وقتئذٍ ندخل الابدية. 

(١٦) "فَأَلْقَى الْجَالِسُ عَلَى السَّحَابَةِ مِنْجَلَهُ عَلَى الأرض، فَحُصِدَتِ الأرض."

يجمع الرَّبّ يسوع كلّ الأَبرَار من الأرض: "يَكُونُ اثْنَانِ عَلَى فِرَاشٍ وَاحِدٍ، فَيُؤْخَذُ الْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ الآخَرُ. ۳٥تَكُونُ اثْنَتَانِ تَطْحَنَانِ مَعًا، فَتُؤْخَذُ الْوَاحِدَةُ وَتُتْرَكُ الأُخْرَى. ۳٦يَكُونُ اثْنَانِ فِي الْحَقْلِ، فَيُؤْخَذُ الْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ الآخَرُ" (لوقا ١٧: ٣٤-٣٦). 

(١٧) "ثُمَّ خَرَجَ مَلاَكٌ آخَرُ مِنَ الْهَيْكَلِ الَّذِي فِي السَّمَاء، مَعَهُ أَيْضًا مِنْجَلٌ حَادٌّ."

هذا هو المنجَلُ الثَّاني. المنجَلُ الأَوَّل كانَ لِجَمعِ الأَبرَار إلى مَلكوت السموات على الارض في العدد (١٥)؛ وهذا المنجلُ الثَّانِي هُوَ لِجَمعِ الأَشرَار إلى مَعرَكَةِ هرمَجدُّون في العدد (.٢). فإننا هنا على عتبة الدخول في ملكوت المسيح الالفي لدى عودته الى الارض؛ لذلك كلُ من المنجلين يؤدي دوره بحسب أمر الرب يسوع المسيح الملك: "۳۱وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ، فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ. ۳۲وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الْخِرَافَ مِنَ الْجِدَاءِ، ۳۳فَيُقِيمُ الْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ عَنِ الْيَسَارِ" ، "٤٦فَيَمْضِي هؤُلاَءِ إِلَى عَذَاب أَبَدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ " (متى ۲٥: ۳۱-۳۳، ٤٦). 

(١٨) "وَخَرَجَ مَلاَكٌ آخَرُ مِنَ الْمَذْبَحِ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى النَّارِ، وَصَرَخَ صُرَاخًا عَظِيمًا إلى الَّذِي مَعَهُ الْمِنْجَلُ الْحَادُّ، قَائِلاً: أَرْسِلْ مِنْجَلَكَ الْحَادَّ وَاقْطِفْ عَنَاقِيدَ كَرْمِ الأرض، لأَنَّ عِنَبَهَا قَدْ نَضِجَ."

نتذكَّرُ هُنا أنَّ صُرَاخَ النُّفُوسِ تحتَ المَذبَح قد آنَ أوانُ تَلبِيَتِهِ: "وَلَمَّا فَتَحَ الْخَتْمَ الْخَامِسَ، رَأَيْتُ تَحْتَ الْمَذْبَحِ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ، وَمِنْ أَجْلِ الشَّهَادَةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهُمْ، ∙۱وَصَرَخُوا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ: حَتَّى مَتَى أَيُّهَا السَّيِّدُ الْقُدُّوسُ وَالْحَقُّ، لاَ تَقْضِي وَتَنْتَقِمُ لِدِمَائِنَا مِنَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأرض؟ ۱۱فَأُعْطُوا كُلُّ وَاحِدٍ ثِيَابًا بِيضًا، وَقِيلَ لَهُمْ أَنْ يَسْتَرِيحُوا زَمَانًا يَسِيرًا أَيْضًا حَتَّى يَكْمَلَ الْعَبِيدُ رُفَقَاؤُهُمْ، وَإِخْوَتُهُمْ أَيْضًا، الْعَتِيدُونَ أَنْ يُقْتَلُوا مِثْلَهُمْ" (رُؤيا ٦: ٩-١١).

مِن ذَلِكَ المَذبَحِ نَفسِهِ خَرَجَ مَلاكُ النَّارِ الذي له سُلطانٌ على النَّارِ بما فيها نيران جهنَّم حيث سيُلقَى أشرارُ الأرض. هذا المنجَلُ الحَادُّ الثاني هو جَمعُ الأَشرَار الذين قد مَلَأوا كأسَ غَضَبِ الرَّبِّ مِن شُرُورِهم. 

(١٩) "فَأَلْقَى الْمَلاَكُ مِنْجَلَهُ إلى الأرض وَقَطَفَ كَرْمَ الأرض، فَأَلْقَاهُ إلى مَعْصَرَةِ غَضَبِ اللهِ الْعَظِيمَةِ."

ملائكةُ الرَّبِّ يسوع سوفَ يَجمَعُونَ أشرار العالم كلّه، إلى حرب نهاية وخراب العالم كما يتنبَّأُ يُوئِيل: "آهِ عَلَى الْيَوْمِ! لأَنَّ يَوْمَ الرَّبّ قَرِيبٌ. يَأْتِي كَخَرَابٍ مِنَ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ" ؛ "لأَنَّهُ هُوَذَا فِي تِلْكَ الأَيَّام وَفِي ذلِكَ الْوَقْتِ، عِنْدَمَا أَرُدُّ سَبْيَ يَهُوذَا وَأورشليم، ۲أَجْمَعُ كُلَّ الأُمَمِ وَأُنَزِّلُهُمْ إلى وَادِي يَهُوشَافَاطَ، وَأُحَاكِمُهُمْ هُناكَ" ، "۱۱أَسْرِعُوا وَهَلُمُّوا يَا جَمِيعَ الأُمَمِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ وَاجْتَمِعُوا. إلى هُناكَ أَنْزِلْ يَا رَبُّ أَبْطَالَكَ. ۱۲تَنْهَضُ وَتَصْعَدُ الأُمَمُ إلى وَادِي يَهُوشَافَاطَ، لأَنِّي هُناكَ أَجْلِسُ لأُحَاكِمَ جَمِيعَ الأُمَمِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ. ۱۳أَرْسِلُوا الْمِنْجَلَ لأَنَّ الْحَصِيدَ قَدْ نَضَجَ. هَلُمُّوا دُوسُوا لأَنَّهُ قَدِ امْتَلأَتِ الْمِعْصَرَةُ. فَاضَتِ الْحِيَاضُ لأَنَّ شَرَّهُمْ كَثِيرٌ. ۱٤جَمَاهِيرُ جَمَاهِيرُ فِي وَادِي الْقَضَاءِ، لأَنَّ يَوْمَ الرَّبّ قَرِيبٌ فِي وَادِي الْقَضَاءِ" (يوئيل ١: ١٥ ؛ ٣: ١-٢ ، ١١-١٤). 

كذلك يتنبَّأُ صفنيا قائلاً: "لِذلِكَ فَانْتَظِرُونِي، يَقُولُ الرَّبّ، إلى يَوْمِ أَقُومُ إلى السَّلْبِ، لأَنَّ حُكْمِي هُوَ بِجَمْعِ الأُمَمِ وَحَشْرِ الْمَمَالِكِ، لأَصُبَّ عَلَيْهِمْ سَخَطِي، كُلَّ حُمُوِّ غَضَبِي. لأَنَّهُ بِنَارِ غَيْرَتِي تُؤْكَلُ كُلُّ الأرض" (صفنيا ٣: ٨). 

هذه هي حَربُ هرمجدون: "فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَعْظُمُ النَّوْحُ فِي أورشليم كَنَوْحِ هَدَدْرِمُّونَ فِي بُقْعَةِ مَجِدُّونَ" (زكريا ١٢: ١١)؛ "وَلَهَا مَلاَكُ الْهَاوِيَةِ مَلِكًا عَلَيْهَا، اسْمُهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ أَبَدونَ، وَلَهُ بِالْيُونَانِيَّةِ اسْمُ أَبُولِّيُّونَ" (رُؤيا ٩: ١١)؛ "فَجَمَعَهُمْ إلى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْعَى بِالْعِبْرَانِيَّةِ هَرْمَجَدُّونَ" (رُؤيا ١٦: ١٦)؛ "هُوَ يَدُوسُ مَعْصَرَةَ خَمْرِ سَخَطِ وَغَضَبِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ" (رُؤيا ١٩: ١٥). 

(∙٢) "وَدِيسَتِ الْمَعْصَرَةُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ، فَخَرَجَ دَمٌ مِنَ الْمَعْصَرَةِ حَتَّى إلى لُجُمِ الْخَيْلِ، مَسَافَةَ أَلْفٍ وَسِتِّمِئَةِ غَلْوَةٍ." 

- وَدِيسَتِ الْمَعْصَرَةُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ، فَخَرَجَ دَمٌ مِنَ الْمَعْصَرَةِ حَتَّى إلى لُجُمِ الْخَيْلِ - خارج أسوار مدينة أورشليم، ستتجمَّعُ جيوشُ العالم وسوف يكون عددُهم كبيرًا لدرجة هائلة، حتى إنَّ دِمَاءَهُم ستَرتَفِعُ وتَصِلُ إلى لُجُمِ الخيلِ من دَمِ قتلى هذه الجيوش، دم أشرار الأرض. 

- مَسَافَةَ أَلْفٍ وَسِتِّمِئَةِ غَلْوَةٍ - تساوي ٣٥٠ كلم أي من هرمجدُّون مُرُورًا بأورشليم ووصولاً إلى بُصْرَة عاصمة بلاد آدوم: "لِلرَّبِّ سَيْفٌ قَدِ امْتَلأَ دَمًا، اطَّلَى بِشَحْمٍ، بِدَمِ خِرَافٍ وَتُيُوسٍ، بِشَحْمِ كُلَى كِبَاشٍ. لأَنَّ لِلرَّبِّ ذَبِيحَةً فِي بُصْرَةَ وَذَبْحًا عَظِيمًا فِي أرض أَدُومَ" (إشعياء ٣٤: ٦)؛ "مَنْ ذَا الآتِي مِنْ أَدُومَ، بِثِيَابٍ حُمْرٍ مِنْ بُصْرَةَ؟ هذَا الْبَهِيُّ بِمَلاَبِسِهِ، الْمُتَعَظِّمُ بِكَثْرَةِ قُوَّتِهِ. أَنَا الْمُتَكَلِّمُ بِالْبِرِّ، الْعَظِيمُ لِلْخَلاَصِ" (إشعياء ٦٣: ١). 

سوف تكون مَذبَحَةٌ مُخِيفَة آنذاك، فعظيمٌ هو غَضَبُ الرَّبِّ على الأَشرَار. بالفعل كان مُحِقًّا المَلاكُ عندما قالَ في العَدَدِ السَّابِع: "خَافُوا اللهَ وَأَعْطُوهُ مَجْدًا".

  • عدد الزيارات: 322