Skip to main content

الأصحاح السابع عشر

2- ث- قارن 1كو 9:10

ماءٌ مِنَ الصَّخرَة

1ثُمَّ ارْتَحَلَ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَرِّيَّةِ سِينٍ بِحَسَبِ مَرَاحِلِهِمْ عَلَى مُوجِبِ أَمْرِ الرَّبِّ وَنَزَلُوا فِي رَفِيدِيمَ1. وَلَمْ يَكُنْ مَاءٌ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ. 2فَخَاصَمَ الشَّعْبُ مُوسَى وَقَالُوا: «أَعْطُونَا مَاءً لِنَشْرَبَ!» فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى: «لِمَاذَا تُخَاصِمُونَنِي؟ لِمَاذَا تُجَرِّبُونَث الرَّبَّ؟» 3وَعَطِشَ هُنَاكَ الشَّعْبُ إِلَى الْمَاءِ وَتَذَمَّرَ الشَّعْبُ عَلَى مُوسَى وَقَالُوا: «لِمَاذَا أَصْعَدْتَنَا مِنْ مِصْرَ لِتُمِيتَنَا وَأَوْلاَدَنَا وَمَوَاشِيَنَا بِالْعَطَشِ؟» 4فَصَرَخَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ: «مَاذَا أَفْعَلُ بِهَذَا الشَّعْبِ؟ بَعْدَ قَلِيلٍ يَرْجُمُونَنِي!» 5فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُرَّ قُدَّامَ الشَّعْبِ وَخُذْ مَعَكَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ. وَعَصَاكَ الَّتِي ضَرَبْتَ بِهَا النَّهْرَ خُذْهَا فِي يَدِكَ وَاذْهَبْ. 6هَا أَنَا أَقِفُ أَمَامَكَ هُنَاكَ عَلَى الصَّخْرَةِ2،أ فِي

6- أ- المَسِيح (الصَّخرَة). 1بط 8:2 مُلاحَظة.

6- ب- خر 1:3.

7- ت- خر 2:17.

حُورِيبَب فَتَضْرِبُ الصَّخْرَةَ فَيَخْرُجُ مِنْهَا مَاءٌ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ». فَفَعَلَ مُوسَى هَكَذَا أَمَامَ عُيُونِ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ. 7وَدَعَا اسْمَالْمَوْضِعِ «مَسَّةَ وَمَرِيبَةَ» مِنْ أَجْلِ مُخَاصَمَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمِنْ أَجْلِ تَجْرِبَتِهِمْت لِلرَّبِّ قَائِلِينَ: «أَفِي وَسَطِنَا الرَّبُّ أَمْ لاَ؟».

14- ث- الوَحِي. خر 6:19 (خر 15:4؛

المُوَاجَهَة مَع عَمَالِيق

8وَأَتَى عَمَالِيقُ3 وَحَارَبَ إِسْرَائِيلَ فِي رَفِيدِيمَ. 9فَقَالَ مُوسَى لِيَشُوعَ4: «انْتَخِبْ لَنَا رِجَالاً وَاخْرُجْ حَارِبْ عَمَالِيقَ. وَغَداً أَقِفُ أَنَا عَلَى رَأْسِ التَّلَّةِ وَعَصَا اللهِ فِي يَدِي». 10فَفَعَلَ يَشُوعُ كَمَا قَالَ لَهُ مُوسَى لِيُحَارِبَ عَمَالِيقَ. وَأَمَّا مُوسَى وَهَارُونُ وَحُورُ5 فَصَعِدُوا عَلَى رَأْسِ التَّلَّةِ. 11وَكَانَ إِذَا رَفَعَ مُوسَى يَدَهُ أَنَّ إِسْرَائِيلَ يَغْلِبُ وَإِذَا خَفَضَ يَدَهُ أَنَّ عَمَالِيقَ يَغْلِبُ. 12فَلَمَّا صَارَتْ يَدَا مُوسَى ثَقِيلَتَيْنِ أَخَذَا حَجَراً وَوَضَعَاهُ تَحْتَهُ فَجَلَسَ عَلَيْهِ. وَدَعَمَ هَارُونُ وَحُورُ يَدَيْهِ الْوَاحِدُ مِنْ هُنَا وَالآخَرُ مِنْ هُنَاكَ. فَكَانَتْ يَدَاهُ ثَابِتَتَيْنِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ. 13فَهَزَمَ يَشُوعُ عَمَالِيقَ وَقَوْمَهُ بِحَدِّ السَّيْفِ.

2تي 16:3).

15- أ- الذبيحة (رمزياً): لا 3:1 (تك 15:3؛ عب 18:10).

15- ب- الرَّبُّ رايَتِي. أنظر تك 3:2 ملاحظة، 4:2 ملاحظة.

16- ت- قارن تك 14:22.

14فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اكْتُبْ6 هَذَا تِذْكَاراً فِي الْكِتَابِث وَضَعْهُ فِي مَسَامِعِ يَشُوعَ. فَإِنِّي سَوْفَ أَمْحُو ذِكْرَ عَمَالِيقَ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ».15فَبَنَى مُوسَى مَذْبَحاًأ وَدَعَا اسْمَهُ «يَهْوَهْ نِسِّيب». 16وَقَالَ: «إِنَّ الْيَدَ عَلَى كُرْسِيِّ الرَّبِّ. لِلرَّبِّت حَرْبٌ مَعَ عَمَالِيقَ مِنْ دَوْرٍ إِلَى دَوْرٍ».

المراجع

1 (1:17) – "مَرِيبَة " (خر7:17) وَتعنِي "مُخَاصَمَة " أو "تجريب"، المُشتَقَّتَين مِن كلِمَة "مَسَّة".

2 (6:17) – الربُّ يقفُ على "الصَّخرَةِ" في حُوريب ، وموسى يضربُ "الصَّخرَة " . "الصَّخرَةُ" هي أحدُ ألقابِ يَهوَه المَذكور تِكراراً عبرَ العهد القديم . ( قارن تث 15:32). يتكلمُ بُولس عَنِ الصخرة بأنَّها المسيح (1كو 4:10)؛ نرى صورةً و رمزاً جميلَين للصخرة:

أولا، موسى ضربَ الصَّخرةَ فإندَفعَت مِنهَا المَاء، ثُمَّ ضُرِبَ يَسُوعُ فخَرَجَ مِنهُ مَاءٌ الحَياة عِندَمَا صُلِب. ثانياً، بعد سيناء ، كان على موسى أن يُكلِّمَ الصَّخرةَ فقط ليحصلَ عَلى الماءِ (عد 2:20 – 13) . لكنه عندما ضَرَبَ الصَّخرَة، ليسَ فقط أنَّهُ عَصَى أمرَ الرَّبّ، بَل أيضاً أعطَى صُورَةً واضِحَةً عَن أنَّ الإنسَانَ يخلص مَرَّةٍ واحِدَة (عب 9: 12؛ 10: 10)، فالإنسانُ يَصلُبُ المَسِيحَ مَرَّةً واحِدَةً، وهكذا يَغتسِلُ مَرَّةً واحِدَة.. إذا إنطرَحَ الإنسَانُ وهُوَ يَركضُ في سِبَاقِ التكريس عَليهِ أن يُحاولَ أن يُتابِعَ السِّبَاق، وعندما يأتي الربُّ سيُكافَأُ لأنَّهُ كانَ أميناً، ولكنَّهُ إذا حاولَ أن يبدأ السباقَ مِن جَدِيد فسيُرفَض مِن مُكافأةِ التِّكرِيس، ولكنْ ليسَ مِن كأسِ الخَلاص، لأنَّهُ لَن يُفقَدَ ولا واحدٌ من خِرَافِ المسيح، بل هو يعطيها حياة أبدية. لذلك لا يُمكِنُ ضَربُ" الصَّخرَةِ " مَرَّةً ثانِية (رو9:6 – 10) . هذه الصَّخرَةُ هِي رَمزٌ عَنِ الحَيَاة بالإيمانِ بقوَّةِ الرُّوحِ القُدُس. بنُو آدم غَيرُ مُستحِقين أبداً (خر2:17؛ اف 1:2-6) لِهَذِهِ النعمة. من مزايا الصَّخرَة هي العَطايا الآتِيَة : (1) حَيَاة مَجَّانِيَّة (يو 10:4؛ رو23:6؛ اف8:2) . (2) حَيَاةٌ غَزيرَةٌ جِدَّاً (رو 20:5 قارن مز 41:105). (3) الحياة الابدية هي قريبَة في متناول الإنسان (رو 8:10). (4) كل ما هو مطلوب هو أن تَأخُذ (إش 1:55). صُورَةُ الصَّخرَةِ المَضرُوبَة تشِيرُ إلى مَوتِ المَسِيح؛ وتصَوِّرُ أيضَاً سَكبَ الرُّوحِ القدُس؛ واندفاقه منك للأخرين عندما تكرز بالانجيل فيخلصون هم أيضاً (يو 37:7- 39). ضرب الصخرة هو الوَجهُ الإيجابيّ لـ (يو 16:3) ، "لا يَهلِك" تتكلَّمُ عَن دَمِ الكفَّارَة، "بَل تكُونُ" تتكلم عَنِ الحَياةِ الأبَدِيَّة التي تُعطَى (رو 2:8، 10-11). حتى اليوم، ورغم الخلاص الروحي العجيب، وكرمال شرب او أكل يتسأءل بعض المؤمنين أفي وسطنا الرب أم لا (خر7:17)؟

3 (8:17) – عَمَالِيق هم نَسلُ حَفِيد عِيسُو أو الآدُومِيِّين (تك 12،1:36)∙ هَاجَمَوا إسرَائيلَ مِن وَرَاء، مُعتَدِيَن عَلى المُتعَبِين (تث 17:25– 18). من ناحية اُخرى هم هجموا سعياً وراء ماء الشرب؛ ولو إنتظر الاسرائيليون الرب لما تعرضوا لهذا الهجوم∙ أحياناً يؤخر الرب بركته علينا لكي يحمينا من غيرة الاشرار؛ لذلك ثق دائماً بمحبة الرب يسوع، إله كل عطية صالحة!

4 (9:17)- هذا أَوَّلُ ذِكرٍ ليَشُوع؛ وَهُوَ في حَربٍ مَع العماليق.

5 (10:17) – حُور، الذي يَقولُ التَّاريخ أنه كانَ زَوجَ مَريَم ، أخت مُوسَى، مَذكورٌ شَخصِيَّاً فقط هُنا وفي (خر 14:24).

6 (14:17)- حَقيقَة كَون الله قادِراً أن يَمنَحَ الانتصار عَلى الأعدَاءِ كانَت بالأهميةِ نَفسِهَا لِمَعرفَةِ إسرَائيل حقيقة كَونِ اللهِ قادِراً أن يُعطِيَ الطعَامَ والمَاءَ في الصَّحرَاء. لم يربحْ شَعبُ إسرائيل الحربَ ضِدَّ عَمَالِيق بحِنكتِهِ أو بِجبروتِهِ بل بِقوَّةِ الرَّبّ. هذا المَقطَعُ وغيرُهُ في الناموس يُلقي الضؤ بِوُضُوح أنَّ مُوسَى كانَ متعلم الكتابة (أع 7: 22∙ قارن تث 58:28، 24:31). فلقد استُخدِمَ فَنُّ الكِتابَةِ في بلادِ ما بَين النَّهرَين ومصر قبلَ أيَّامِ مُوسَى بكثِير. وحَتى قِيَام "النقد العَالِي" خِلالَ القرنَين المَاضيين، كان إيمانُ كُلّ مَسِيحيِّيّ العالم بأنَّ مُوسَى كتبَ النَّامُوس. وفي سنة 1753 م تَقدَّمَ طبيبٌ فرَنسيّ بنَظريَّةٍ تَقُولُ بأنَّ التَّغيير مِن "كَلِمَةِ اللهِ" فِي (تك 1:1 – 4:2 ) إلى "كلمة الرب" في القَليلَة الإصحاحات اللاَّحِقَة، يَدُلُّ على أن هاتَين العِبَارَتَين تأتِيانِ من مَصدَرَين مُختلِفَين، وتُقَدِّمَانِ إشارَةً خَفِيَّةً إلى المصادر التي استخدَمَها مُوسى فِي كِتابَةِ النامُوس. بَعدَ بَحثٍ طوِيل عُرِضَت فِيهِ أفكارٌ مُختلِفة، نَتجَ عَن هذِه البدَايَة النظريَّةُ التاليَة: هذه النَّظرَيَّةُ تُقَسِّمُ النَّامُوسَ إلى مَجمُوعَاتِ نُصُوصٍ مُمَيَّزَة، قِيلَ بأنَّها جميعَها قد كُتِبَت بعد أيامِ مُوسَى بِسِنين كثيرة، لا بأنها قد جُمِعَت تِلقائِيَّاً في كتاب واحد اشترَكَ فيهِ مَجمُوعَةٌ من " المُحَرِّرين " . أُعطِيَت أربَعُ حُجَجٍ رَئِيسِيَّة للدِّفَاعِ عَن هَذِهِ النظرية : (1) إستخدَام أسمَاء مُختلفة للهِ في المَقَاطِع المُتَنَوِّعَة . (2) الفكرة بأنَّ كُلاًّ مِنَ النُّصُوصِ الأربَعَة الأسَاسِيَّة يُمكِنُ قِراءَتُها لِوَحدِها مُتكامِلَةٌ بِحَدِّ ذاتِها. (3) الإدِّعَاءُ بأنَّهُ يُوجَدُ ترديدات كثيرة لِمَقاطِع مُعَيَّنَة مِثل حَوَادِث، قوَانِين وَحَتَّى قِصَص فردِيَّة. (4) الدَّعوَى بأنَّ أسَالِيبَ هَذهِ النُّصُوص الأربَعَة تتبَايَنُ كثِيراً. لَم يَحظَ أيُّ إدِّعَاءٍ وَاحِد مِن هذهِ الإدِّعَاءَاتِ بِدَرسٍ أو فهمٍ شَامِلٍ وَدَقيق ، بل نُلاحِظُ: (1) تغييرَات مُتشَابِهَة بالأسمَاءِ السَّمَاويَّة هي مَوجُودَة في أسفارٍ أخرَى في الكِتَاب المُقدَّس لا سُؤَال حَول وِحدَتِها. (2) الإدِّعَاء المَزعُوم بإستِمرَاريَّةِ كُلٍّ مِن تِلكَ النُّصُوص يُثبِتُ عندَ الفَحصِ الدَّقِيق بأنهُ غَير صَحِيح . (3) مَا يُسَمُّونَهُ تكرار مقاطع ليس مُجَرَّدَ تكرار بل هناك سَبَبٌ له. (4) إختِلافُ الأسَالِيب في النُّصُوصِ المَزعُومَة عَادَةً لا يَختلِفُ كثِيراً في اللُّغَةِ الأسَاسِيَّة التي كُتِبَ بهَا كُلٌّ مِنهَا وقَد كُتِبَت جَمِيعَاً باللغَةِ العِبريَّة . ولكنَّ الجَمِيل هُوَ أنَّهُ حَيثُ هُناكَ إختلافٌ قَوِيٌّ فَسَبَبُهُ إختلافٌ بينَ المَوضُوع في هذا النَّصَّ والمَوضُوع العام . أتى عِلمُ الآثارِ بإثبَاتاتٍ مُختلِفَة لِدَعمِ التَّألِيف المُوسَوِيّ، وكُلُّهَا تتناسَبُ مَع الكِتَاِب المقدس الذي بينَ أيدِينا، وكثِيرٌ مِنهَا تتحدَّى بقوَّةٍ المَزَاعِمَ التي أتتْ بِهَا النَّظَرَيَّة المَزعُومَة أعلاه. نَسَبَ رَبُّنَا يَسُوعُ المَسِيح شخصياً النامُوسَ لِمُوسى. الكتاب المقدس يعتِبر الكُتُب الخَمسَة الاولى من العهد القديم بأنها فعلاً عَمَل هَذا النَّبيّ العَظيم (مر 3:10 – 5 ، 26:12؛ يو 45:5- 46. قارن مت 4:8، 8:19؛ مر 44:1، 10:7؛ لو 14:5، 44:24؛ يو 22،19:7- 23). لمُلاحَظةٍ شبيهة أنظرْ (خر 3:6). قارِنْ أيضَاً المُلاحَظة عند (تث 24:31، 12:34).

  • عدد الزيارات: 2398